المملكة تستضيف القمة الخليجية الأمريكية اليوم.. والرئيس ترمب يصف زيارته ب"التاريخية"    السعودية و"الأونكتاد" يوقّعان اتفاقية لقياس التجارة الإلكترونية والتجارة الرقمية    فيصل بن مشعل يرعى حفل تكريم الأمير فهد بن تركي    "الفاو" و"الأغذية العالمي" و"يونيسف": غزة على أعتاب مجاعة كارثية    تمديد إقامة العمالة الموسمية في الحج إلى نهاية المحرم    دراسة سعودية تكشف تنوعًا غير مسبوق للثدييات الكبيرة في الجزيرة العربية خلال العصور الماضية    مودي يؤكد وقف العمليات العسكرية.. الهند تتقدم نحو حل سياسي شرط المعالجة الأمنية    225 مخبأ سلاح جنوب لبنان والجيش يسيطر    الاستسلام الواعي    المجلس الأولمبي الآسيوي يمنح ابن جلوي وسام الاستحقاق    في ختام الجولة 31 من " روشن".. الهلال يعبر العروبة.. والنصر يدك شباك الأخدود ب 9 تاريخية    الهلال يهزم النصر.. ويتوج بدوري الطائرة للمرة ال20    العدل: إصدار132 ألف وثيقة صلح في عام 2024    القبض على 4 أشخاص لترويجهم مواد مخدرة    إقرار المبادئ التوجيهية للاستثمارات الخضراء.. مجلس الوزراء: الموافقة على تنظيم هيئة الطيران المدني    يقدِّم تجربة متكاملة في مجموعة من المحطات التفاعلية.. مجمع الملك سلمان يفتتح معرضًا لإبراز جماليات «العربية»    المغطّر    تجاهل كل مايؤذيك    100 مبادرة إثرائية توعوية بالمسجد النبوي.. 5 مسارات ذكية لتعزيز التجربة الرقمية لضيوف الرحمن    "الغذاء والدواء": ثلاثة أنواع من البكتيريا تهدد السلامة    حكاية طفل الأنابيب (4)    ارتفاع الدولار بعد اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين    غرامة 20,000 ريال للحج بلا تصريح    الدفاع المدني: لا تستخدموا المصاعد أثناء الحرائق    خطوة واحدة يا عميد    النجمة يسطع في سماء «روشن» وهبوط العين    الشبابيون: لن نبالغ في الفرحة    محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد تزيل أكثر من 719 ألف طن من الأنقاض    زيارة ترمب للمملكة تجدد التأكيد على عمق العلاقات السعودية الأمريكية وشراكة متعددة الأبعاد    الصين من النسخ المقلد إلى صناعة المتفوق    70 % من مرضى الربو يعانون من حساسية الأنف    النفط يرتفع مع تخفيف حدة النزاع "التجاري العالمي"    «المتحف الوطني» يحتفي باليوم العالمي للمتاحف    الحرف اليدوية.. محاكاة الأجداد    مكتبة الملك فهد الوطنية تطلق خدماتها عبر «توكلنا»    المملكة.. حضور بلا ضجيج    «الشؤون الإسلامية» بجازان تحقق 74 ألف ساعة تطوعية    تعليم المدينة ينفذ إجراءات التوظيف التعاقدي ل1003 مرشحين    غزة: ارتفاع شهداء العمل الإنساني والطواقم الطبية إلى 1400 شهيد    عبدالعزيز بن سعود يرعى تخريج 1935 طالباً في كلية الملك فهد الأمنية    ضمن مبادرة"مباراة النجوم".. القادسية يستضيف 30 شخصاً من ذوي الإعاقة    استقرار معدلات التضخم عند 2% بدول الخليج    3 أيام لمعالجة عوائق التصدير    "الشريك الأدبي" في جازان: حوار مفتوح بين الكلمة والمكان    طلب إفلاس كل 6 ساعات عبر ناجز    الشؤون الدينية تطلق خطتها التشغيلية لموسم الحج    الهلال يستمر في مطاردة الاتحاد بالفوز على العروبة    حماية مسارات الهجرة بمحمية الملك    مجلس الوزراء: نتطلع أن تعزز زيارة الرئيس ترمب التعاون والشراكة    ٦٠ مراقبا ومراقبه في ورشة عمل مشتركة بين الأمانة وهيئة الغذاء    حفل ختام وحدة الثقافة والفنون بكلية الآداب في جامعة الإمام عبدالرحمن    محافظ الطائف يكرّم الجهات المشاركة في برامج وفعاليات أسبوع المرور    وداعًا يا أمير التنمية والإزدهار    حاجة ماليزية تعبر عن سعادتها بالقدوم لأداء فريضة الحج    انطلق بمشاركة 100 كادر عربي وأوربي.. أمين الرياض: «منتدى المدن» يعزز جودة الحياة ويقدم حلولاً مشتركة للتحديات    بتنظيم من وزارة الشؤون الإسلامية.. اختتام تصفيات أكبر مسابقة قرآنية دولية في البلقان    المملكة تواصل ريادتها الطبية والإنسانية    أمير منطقة تبوك يرعى بعد غد حفل تخريج متدربي ومتدربات المنشات التدريبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يراقب عبر مئات المحطات المحلية والفضائية شهادة كلينتون . الرئيس بدا متخوفاً ... لكنه حمل على من ارادوا "ايذاءه" سياسياً . نقاش طويل في مفهوم "العلاقة الجنسية" ومعناها . أسئلة كثيرة عن الهدايا والبطاقات والرسائل
نشر في الحياة يوم 22 - 09 - 1998

شاهد ملايين الناس في الولايات المتحدة ومعظم انحاء العالم أمس الرئيس بيل كلينتون وهو يصف علاقته بمونيكا لوينسكي، المتدربة السابقة في البيت الابيض، ويشرح تعريفه لما يشكل "علاقة جنسية" وما يعتبر "لمساً" او "اتصالاً" غير لائق. وبثت شبكات التلفزيون الاميركية الكبرى امس شريط الفيديو الذي تضمن الشهادة التي ادلى بها كلينتون يوم 17 آب اغسطس من هذه السنة امام آلة تصوير في مكتب الخرائط في البيت الابيض وعرضت مباشرة امام هيئة محلفين كبرى شكلت خصيصاً لفضيحة "مونيكا غيت".
وجاء بث شريط الفيديو امس وقبله بأيام نشر الشهادات التي بلغ مجموعها 3183 صفحة عن علاقة كلينتون بلوينسكي بعد قرار من الكونغرس.
وبث شريط شهادة بيل كلينتون في اطار قضية لوينسكي واظهرت الدقائق الاولى من الشريط رئيس الولايات المتحدة رافعا يده اليمنى وهو يقسم بانه سيقول الحقيقة.
وبطلب من مساعدي المدعي المستقل كينيث ستار تلا الرئيس اسمه الكامل: "وليام جيفرسون كلينتون".
وبدا الرئيس الاميركي الذي ارتدى بذلة رمادية وقميصا زرقاء فاتحة وربطة عنق خضراء، متشنجا جدا. وجلس مقابل كلينتون في قاعة الخرائط في البيت الابيض حول الطاولة ذاتها ثلاثة من محاميه من دون ان يظهروا على الشاشة. والى يمينه جلس ستار ومساعدوه.
وبعد دقائق من بدء شهادته قرأ كلينتون بيانا حضَّره مسبقا يعترف فيه بانه قام بپ"علاقات حميمة غير لائقة" مع لوينسكي.
بدا كلينتون في بداية تقديمه شهادته رداً على اسئلة الموظفين المساعدين للمحقق الخاص كينيث ستار محرجاً متخوفاً، لكنه استرد هدوءه بعد الدقائق الاولى وأخذ يرد على الاسئلة بلهجة تنم عن معرفة تامة بالدقائق القانونية للقضية. وتعلق نصف الساعة الاول من الاسئلة والاجابات بمفهوم الرئيس لمعنى مصطلح "علاقة جنسية". وعندما سئل عن فقرات من شهادته التي كان ادلى بها في 17 كانون الثاني يناير من هذه السنة رداً على ادعاءات بولا جونز ومحاميها طلب من الادعاء اعطاءه نسخة من الشهادة التي أدلى بها في ذلك الحين وقرأها بإمعان. وبعدئذ كرر تعليقه لما يفهمه من مصطلح "علاقة جنسية". فقال انه لمس اجزاء الجسم المذكورة في الشهادة بقصد الاثارة والاشباع. وقد كرر موظفو ستار اسئلتهم في شأن التعريف وبقي كلينتون مصراً على تفسيره له. واضاف في احدى المراحل ان معظم الاميركيين العاديين لو قيل لهم ان فلاناً له علاقة جنسية بفلانة يفهمون من ذلك ان العلاقة تشمل الجماع الكامل. وكان واضحاً ان الرئيس الاميركي قصد بإصراره على مفهومه لذلك المصطلح التشديد على أنه لم يحدث جماع كامل بينه وبين مونيكا لوينسكي.
وقيل له ان مونيكا تحدثت عن "علاقة جنسية" فقال إنه لا يعرف ما ورد في افادتها وأي معنى لعباراتها كانت تقصد، ولكنه يعلم أنه لم يحدث أي اكراه او ضغط بقصد اتمام عملية جنسية بمعنى الجماع.
وكان كلينتون قد اقترح في بداية شهادته امام الكاميرا التي كانت تبث الى هيئة المحلفين في مكان آخر بثاً مباشراً ان يقرأ بياناً فوافق موظفو مكتب المحقق ستار على ذلك وقرأ كلينتون البيان ثم سألهم هل يودون الحصول عليه مكتوباً على الورقة التي قرأ منها. وأقرّ الرئيس في البيان القصير بپ"اتصال حميم غير لائق" مع لوينسكي لكنه قال انه لم يحدث جماع بينهما. وتجنب اعطاء تفاصيل دقيقة عما حدث بينهما وقال إنه كان "مخطئاً" ويأسف لما فعل.
وقرأ كلينتون بيانه على النحو الآتي: "عندما كنت وحدي مع الآنسة لوينسكي في مناسبات معينة في اوائل 1996 ومرة في اوائل 1997، سلكت سلوكاً كان خاطئاً. لم تتألف تلك اللقاءات من جماع. ولم تشكل علاقات جنسية حسب فهمي للتعبير الذي عرّفته في شهادتي المكتوبة التي قدمتها في 17 كانون الثاني يناير 1998. لكنها اشتملت على اتصال حميم غير لائق. لقد انتهت تلك الافعال غير اللائقة بناء على اصراري، في اوائل 1997. وكانت لي أيضاً اتصالات هاتفية بين الحين والآخر مع الآنسة لوينسكي اشتملت على مزاح جنسي غير لائق. انني آسف على ان ما بدأ كصداقة تحوّل الى ما يشمل هذا السلوك، وأنا اتحمل المسؤولية الكاملة عن تصرفاتي. ومع انني سأقدم لهيئة المحلفين الكبرى أي معلومات أخرى استطيع تقديمها، ولكن بسبب اعتبارات الخصوصية التي تؤثر في عائلتي، وفيّ، وآخرين، وفي جهد للمحافظة على كرامة المنصب الذي اشغله، فان هذا هو كل ما سأقوله عن الأمور المحددة لهذه المسائل بالذات. سأحاول الاجابة بأفضل ما استطيع عن أسئلة متصلة بعلاقتي مع الآنسة لوينسكي، واسئلة عن فهمي للتعبير "علاقات جنسية"، كما فهمت تعريفه في شهادتي المكتوبة التي أدليت بها في 17 كانون الثاني 1998 وعن اسئلة تتعلق بالارتكاب المزعوم للحنث باليمين، واعاقة مجرى العدالة، وتخويف الشهود".
وسئل الرئيس كلىنتون: "هل تحدثت مع الآنسة لوينسكي عما قصدت ان تكتبه في افادتها؟" فرد الرئيس: "لم أتحدث اليها عن تعريفها. لم اعلم ما هو موجود في الافادة قبل ملئها تحديداً. لم اعلم اي كلمات استخدمت تحديداً قبل تقديمها، أو أي معنى أعطته لتلك الكلمات. لكنني اقول لكم ان ما تقوله هنا صحيح بصورة أكيدة. لم يكن هناك توظيف او فائدة بالمقابل، لم يكن هناك أي شيء له صلة بمضايقة جنسية. اذا كانت قد عرّفت العلاقة الجنسية بالطريقة التي اعتقد بأن معظم الاميركيين يعرّفونها بها، أي الجماع، فإنها قالت الحقيقة… هذا يعتمد على ماذا كان في ذهنها. لا أعرف ماذا كان في ذهنها. عليكم ان تسألوها".
وسئل: "تعريفك للعلاقة الجنسية يعني الجماع فقط، هل هذا صحيح؟"، فرد كلينتون: "لا، ليس الجماع وحده بالضرورة. لكنها تشمل الجماع. اعتقد بأن الفهم العام للمصطلح، اذا قلت ان شخصين بينهما علاقة جنسية، فإن معظم الناس يعتقدون انها تشمل الجماع. لذا فإذا كان هذا ما اعتقدته الآنسة لوينسكي، فإن افادتها صادقة. لا أدري ماذا كان في ذهنها، ولكن اذا كان هذا هو ما فكرت فيه، فإن افادتها صحيحة".
وسئل: "ماذا يمكن ان تشمل العلاقة الجنسية الى جانب الجماع؟". ورد الرئيس: "اسمحوا لي بأن اكرر ما قلته من قبل. اعتقد ان معظم الناس عندما يستخدمون العبارة يعنون بها علاقات جنسية وأي اتصال جنسي آخر تتضمنه علاقة معينة. لكنهم يعتقدون بأنها تشمل الجماع ايضاً. وأنا اعتقد ذلك… هذا ما يعتقد كل الناس تقريباً ان المصطلح يعني".
وبدا الرئيس كلينتون غاضباً ولكن متماسكاً عندما أثار موظفو الادعاء قضية بولا جونز. وقال: "لقد ساتنكرت ما كانوا يفعلون، وأصر على انه كان، في شهادته التي ادلى بها في كانون الثاني يناير من هذه السنة، "مصمماً على السير عبر حقل الالغام الذي شكلته شهادته المكتوبة من دون ان ينتهك القانون وهذا ما اعتقد انني فعلته". وأضاف لقد استنكرت ما كانوا يفعلونه لتعذيب اناس ابرياء وساتنكرت تسريباتهم غير القانونية". وقال ان محامي بولا جونز اعتمدوا استراتيجية كان قصدهم منها الحاق الاذى به والعثور على أي شخص يمكن ان يدلي بشهادة لايذائه سياسياً. وزاد: "لقد عاملتهم باحترام. اعددت نفسي جيداً لتلك القضية… لم يكن عليّ التزام بمساعدتهم".
يذكر ان بولا جونز اتهمت الرئيس بمضايقتها جنسياً واقتراحه ان تمارس معه الجنس "شفوياً".
وقال كلينتون مشيراً الى محامي بولا جونز: "… كانت تلك استراتيجيتهم، وقد اشتغلوا فيها شغلاً طيباً واستطاعوا الافلات بها. لقد اُخضعت لقدر كبير من التسريب غير القانوني، وكانت لديهم استراتيجية عنيدة جداً ومتعمدة، لأن هدفهم الحقيقي كان ايذائي. وعندما علموا انهم لن يستطيعوا الفوز في الدعوى القانونية، قالوا ربما نستطيع ضربه. ربما اعتقدوا بأنني كنت سأقبل بتسوية. ربما اعتقدوا بأنهم سيحصلون على فائدة سياسية من المسألة. لكن هذا هو ما كان يجري. … انني احاول ان اقول لكم الحقيقة بشأن ما حدث بيني وبين الآنسة لوينسكي. لكن هذا لا يغيّر حقيقة ان السبب الحقيقي الذي جعلهم يركزون على اي شخص كان محاولة العثور على أي شخص، بغض النظر عن مدى علاقته ببولا جونز، أو إلى أي مدى لا علاقة له بالمضايقة الجنسية، حتى يستطيعوا ايذائي سياسياً. هذا ما كان يجري. ذلك ان الامر استمر مدة طويلة. كانوا يعرفون ما هي الادلة التي سنقدمها. عرفوا ما هو القانون في الدائرة القضائية التي جلبنا اليها هذه القضية. لذا فإنهم فكروا في أن يجربوا حظهم ليروا ان كانوا يستطيعون إحداث بعض الضرر".
وسئل كلينتون عن عدد المرات التي التقى فيها مونيكا لوينسكي على حدة، فقال انه لا يعرف عدد المرات تماماً لكنه يتذكر ان اللقاءات كانت على فترتين منذ دخولها البيت الأبيض في نيسان ابريل 1996 وفترة اخرى امتدت بين شباط فبراير 1997 الى كانون الأول ديسمبر من العام نفسه. وأضاف: "يبدو لي انني قابلتها تسع او عشر مرات في البيت الأبيض". وقال انه يتذكر انه قابلها في تشرين الثاني نوفمبر 1995 عندما أغلقت مكاتب الحكومة ومنع معظم موظفيها من التوجه الى اعمالهم ولم يأت الى البيت الأبيض الموظفون هناك.
وطلب من الرئيس ايجاز شهادته في هذا الشأن وهل قابلها تسع مرات تقريباً بعد ان تركت وظيفتها في البيت الأبيض فقال: "أعلم انه كانت هناك مرات عديدة في 1997 ...".
وقيل للرئيس: "هل قلت لها في المحادثة انه سيتم استدعاؤها للادلاء بافادة، وكانت منزعجة في هذا الشأن؟ أتقرّ بذلك؟". أجاب الرئيس قائلاً: "نعم، كانت منزعجة. لم نتحدث عن الاستدعاء. لكنها كانت منزعجة. قالت: لا أريد أن أقدم شهادة. انني لا اعرف شيئاً عن هذا. ومن الأكيد انني لا اعرف شيئاً عن المضايقات الجنسية. لماذا يريدونني ان اقدم شهادة. وشرحت لها لماذا هم يفعلون ذلك، ولماذا كل هؤلاء النساء موجودات على القوائم، أو أناس كانوا يعلمون جيداً ان لا صلة لهم بالمضايقة الجنسية. شرحت لها ان المسألة دعوى قضائية سياسية. أرادوا أن يحصلوا تحت القسم على كل ما يستطيعون الحصول عليه مما يمكن ان يلحق بي الضرر، وأرادوا تسريب ذلك انتهاكاً لأوامر القاضي وأن يلتفتوا إليّ قائلين: انك لا تستطيع اثبات اننا فعلنا ذلك. كانت تلك استراتيجيتهم. وكانوا محبطين جداً لأن كل ما سرّبوه كان انباء قديمة. لذا فإنهم كانوا يحاولون بيأس تبرير كل ذلك المبلغ المالي الضخم الذي صرفوه عن طريق العثور على بعض الأنباء الجديدة".
وسئل كلينتون عمن أبلغه نبأ استدعاء لوينسكي للشهادة، فقال انه كان بروس ليندزي. ثم قال مساعد ستار: "فلنعد الى لقائك الآنسة لوينسكي في 28 كانون الأول ديسمبر. كنت تعي انها قد استدعيت للادلاء بشهادة. انت تعي، السيد الرئيس، ان الاستدعاء تطلّب ابراز كل الهدايا - بين أشياء أخرى - التي اعطيتها للآنسة لوينسكي؟ كنت تعي ذلك في 28 كانون الأول، اليس كذلك". أجاب الرئيس: "لست متأكداً، وأنا أفهم ان هذا سؤال مهم. كان لي حديث مع الآنسة لوينسكي في وقت من الاوقات عن الهدايا، هدايا اعطيتها لها. لا ادري ان كان هذا حدث في الثامن والعشرين، او حدث قبل ذلك. لا أدري ان كان حدث شخصياً أو عبر الهاتف. لقد فتشت ذاكرتي بحثاً عن ذلك، لأنني اعلم انها قضية مهمة... السبب الذي يجعلني غير متأكد ان الحديث دار في الثامن والعشرين هو ان ما أتذكره ان الآنسة لوينسكي قالت لي شيئاً من قبيل ماذا لو سألوني عن الهدايا التي اعطيتها لي. هذه الذاكرة التي عندي. هذا ما يجعلني أتساءل عما اذا كان الحديث دار في الثامن والعشرين، لأنه كان عندها استدعاء وطلب ابراز للهدايا. وقلت لها انهم اذا سألوها عن الهدايا، فإن عليها أن تعطيهم اي شيء لديها، وان هذا هو القانون. واسمح لي بأن أقول لك، السيد بتمان، انك اذا عدت ونظرت الى شهادتي هنا، ستجد انني طلبت من محامي جونز المساعدة في احدى المناسبات عندما سألوني عما هي الهدايا التي اعطيتها لها... لكنك تعلم ان الرئيس يعطي مئات الهدايا كل سنة، وربما اكثر. لقد اعطيت دائماً الكثير من الهدايا للناس، خصوصاً الذين اعطوني هدايا. ولم تكن هذه قضية كبيرة بالنسبة الي. اعني ان هذا امر جيد. انني أتمتع بذلك. اعطيت عشرات الهدايا الشخصية للناس في عيد الميلاد الماضي. انني اعطي هدايا للناس طوال الوقت...".
وسئل الرئيس لماذا اعطى لوينسكي هدايا مع انه لم يكن يريد لأحد أن يعرف بعلاقته بها ولماذا أقدم على ذلك وسط اكتشاف أمر الهدايا في قضية بولا جونز، فأجاب: "أولاً لم تكن هناك علاقة غير لائقة في ذلك الحين. لقد بذلت قصارى جهدي لحوالي سنة ان اكون صديقاً للآنسة لوينسكي، وان اكون ناصحاً لها، وأعطيها نصيحة جيدة، وأساعدها. وهي من جانبها قبلت معظم الوقت بالظروف المتغيرة. تحدثت اليّ كثيراً عن حياتها، وعن طموحاتها بالنسبة إلى عملها، وواصلت اعطائي هدايا. وشعرت بأن الأمر الصحيح هو أن ابادلها الهدايا. لقد اعطيت الناس دائماً الكثير من الهدايا. ولا اعتقد بأن هناك أي شيء غير لائق في اعطاء رجل هدية لامرأة، او في اعطاء امرأة هدية لرجل. او ان ذلك يوحي بعلاقة غير لائقة. لذا فإن الأمر لا يزعجني...".
ثم سأله بينيت: "ماذا عن الملاحظات والرسائل، والبطاقات، رسائل وملاحظات الى الآنسة لوينسكي؟ بعد ان انتهت هذه العلاقة غير اللائقة والحميمة بينك وبين الآنسة لوينسكي، واصلت هي ارسال ملاحظات وبطاقات عديدة حميمة اليك، اليس كذلك؟" أجاب الرئيس: "كان بعضها حميماً بالفعل. بل أقول ان معظمها كان ملاحظات وبطاقات تدل على المودة فعلاً، لكن من الواضح انها قبلت حقيقة انه لا يمكن ان يكون هناك اتصال بيننا يمكن ان يكون بأي طريقة من الطرق غير لائق. لقد أرسلت بطاقات في بعض الاحيان كانت مضحكة، وحتى باهتة، لكنها كانت مضحكة. كانت تحب ارسال بطاقات، وتسلّمت كثيراً من تلك البطاقات، أو لنقل بطاقات عديدة لا أدري ان كانت كثيرة".
وسأل المحقق: "أعلنت حبها لك في هذه البطاقات بعد انتهاء العلاقة، ألم تفعل ذلك؟ ردّ الرئيس: "في الواقع...". قاطعه المحقق قائلاً: "قالت انها تحبك؟" ردّ الرئيس: "سيدي، الحقيقة هي انني اعتقد بأنها في معظم الأوقات، حتى عندما كانت تعبّر عن مشاعرها تجاهي بعبارات ودية، انها فهمت قراري وقف هذا الاتصال غير اللائق. كانت تعرف منذ بداية علاقتنا انني كنت متحسباً في شأنها.
وأعتقد بأنها بطريقة ما شعرت بأنها اكثر حرية كونها ودية لأنها كانت تعلم انه لن يحدث أي شيء آخر. لا استطيع ان اشرح كلياً ماذا كان في ذهنها.
ولكن معظم هذه الرسائل لم يكن ما يمكنك ان تسميه زائداً عن الحاجة. لم تكن من نوع الاشياء التي لو قرأتها لقلت لنفسك: يا الهي هؤلاء الناس بينهم نوع من العلاقة الجنسية".
وعاد المحقق يسأل: "سؤالي كان هل اعلنت ام لم تعلن حبها لك في تلك البطاقات والرسائل التي ارسلتها اليك بعد انتهاء العلاقة؟"
ردّ كلينتون: "معظمها كانت موقّعة: مع حبي، مونيكا... لا اعتقد انها في معظم هذه البطاقات والرسائل اعلنت حبها، ولكن من الممكن جداً ان تكون فعلت ذلك... الحب يمكن ان يعني اشياء مختلفة أيضاً، يا مستر بتمان. هناك نساء كثيرات لم تكن لي معهن اي علاقة غير لائقة وهن صديقات لي، يقلن لي بين حين وآخر انني احبك. وأعلم انهن لا يعنين اي شيء خطأ بهذا".
قال المحقق: "بالتحديد السيد الرئيس، هل تتذكر بطاقة ارسلتها بعد ان شاهدت فيلم تايتانيك، قالت فيها انها تذكرت هو حلمت بالمشاعر التي حدثت في الفيلم، وكيف ذكرها ذلك بكما الاثنين؟ هل تتذكر ذلك؟". رد كلينتون: "لا سيدي، ولكن من الممكن ان تكون قد ارسلتها. كوني لا أتذكر لا يعني عدم وجود البطاقة". وعاد المحقق يقول: "أنت لا تنفي انك..." ورد كلينتون: "لا انفي ذلك، كل ما في الأمر انني لا اتذكر… يمكن ان تكون فعلت ذلك".
المحقق: "هل تذكر ابداً، يا سيدي الرئيس، انك قلت لها انها يجب ألا تكتب الاشياء التي تكتبها في البطاقات والرسائل التي ترسلها لانها تكشف، اذا افتضحت، هذه العلاقة التي كانت بينكما؟". رد الرئيس: "اتذكر اني قلت لها انها يجب ان تكون حذرة في شأن ما تكتب، لأن الكثير منه كان غير لائق في صورة واضحة وسيكون محرجاً اذا قرأه شخص ما. لا اتذكر متى قلت ذلك. لا ادري ان كان في 96 او متى. لا اتذكر".
ثم وجه المحقق اسئلته نحو ما اذا كانت سكرتيرة كلينتون الخاصة على علم بعلاقته بمونيكا لوينسكي. قال: بعد ان اعطيتها الهدايا في 28 كانون الاول ديسمبر، هل تحدثت مع سكرتيرتك الآنسة كاري وطلبت منها ان تتسلّم صندوق هدايا فيه هدايا متعددة لاعطائه للآنسة لوينسكي؟ رد الرئيس بقوله انه لم يفعل ذلك ثم قال المحقق: "عندما شهدت في قضية بولا جونز كان قد مضى اسبوعان ونصف اسبوع فقط على اعطائك اياها هذه الهدايا الست وسئلتَ فأجبت في الصفحة 75 من افادتك: هل اعطيت اي هدايا لمونيكا لوينسكي؟ وكان جوابك: لا اتذكر…".
قال الرئيس: "اعتقد بأن ما عنيته هناك كان انني لا اتذكر ما هي الهدايا، وليس انني لا اتذكر ما اذا كنت قد اعطيتها… لم يسألوني عن هدايا عيد الميلاد ولا ادري لماذا لم افكر في قول اي شيء عنها… صار واضحاً لدي بحلول تلك المرحلة ان اولئك الناس يستطيعون الحصول على قدر كبير من المعلومات من مكان ما وافترض انها جاءت من ليندا تريب. وليس لي مصلحة في عدم الاجابة عن اسئلة بشأن الهدايا. لا اعتقد ان الهدايا تجرّم، ولا اعتقد بأنها خطأ…".
سأل المحقق الرئيس كلينتون عن اجتماعه مع بيتي كاري في البيت الابيض يوم الاحد، 13 كانون الاول ديسمبر من هذه السنة، اي في اليوم التالي للشهادة المكتوبة التي قدمها الرئيس وقال: "لم تسمح للمسز كاري، وهي سكرتيرتك منذ نحو ست سنوات، بأن تراقب ابداً النشاط الحميم الذي كان لك مع الآنسة لوينسكي، هل سمحت بذلك؟". وقال الرئيس "انه لم يسمح بذلك وان مونيكا كانت هناك مرتين عندما طلب من بيتي كاري ان تكون في اماكن يمكنها منها ان تسمع ما يجري لان مونيكا كانت منزعجة، وكان ذلك بعد ان انهي كل الاتصال غير اللائق بيننا".
وقال المحقق للرئيس كلينتون ان محاميه ابلغ القاضي بأنه لم تكن له اي علاقة جنسية من اي نوع مهما كان مع مونيكا لوينسكي فهل لم يشعر بأي التزام لعمل شيء ما بخصوص هذه الشهادة، ورد الرئيس بقوله: "انني لا اعلم متى ادلى المستر بنيت بهذا التصريح… لو كان احد قد سألني ما اذا كنت على علاقة جنسية من اي نوع مع الآنسة لوينسكي وسألني السؤال بصيغة الحاضر لكنت قلت لا ولكان جوابي صحيحاً تماماً".
وسأل المحقق الرئيس : "اذا قبّل الشخص الذي يدلي بشهادته صدر شخص آخر، هل يندرج هذا ضمن تعريف العلاقات الجنسية كما فهمتها عندما كنت تدلي بشهادتك تحت القسم في قضية جونز؟"
- نعم، سيشكل هذا اتصالاً... اذا كان اتصالاً مباشر... ربما يتعيّن عليّ ان اقرأ النص مرة اخرى للتأكد فحسب. نظراً لان هذا يقول بشكل اساسي انه اذا كان هناك اي اتصال مباشر بهدف الاثارة او الاشباع، اذا كان هذا هو هدف الاتصال، فانه يقع عندئذ ضمن التعريف. هذا صحيح.
اللمس اذاً، حسب رأيك آنذاك والآن... اذا قام الشخص الذي يدلي بشهادته بلمس او تقبيل فان هذا سيندرج ضمن التعريف؟
- هذا صحيح.
وانت ذكرت في شهادتك في قضية جونز بانك لم تمارس الجنس مع مونيكا لوينسكي، حسب هذا التعريف، صحيح؟
- هذا صحيح.
اذا لمس الشخص الذي يدلي بشهادته اعضاء شخص آخر، بهدف اثارة الرغبة الجنسية، الاثارة او الاشباع، كما جاء في التعريف، هل سيكون ذلك، حسب فهمك آنذاك والآن...
- نعم.
...علاقات جنسية؟
- نعم.
نعم، سيكون كذلك؟
- نعم. اذا جرى اتصال مباشر باي من هذه الاماكن في الجسم، اذا كان هناك اتصال مباشر بهدف الاثارة او الاشباع، سيندرج هذا ضمن التعريف.
اذاً انت لم تفعل اياً من هذه الاشياء الثلاثة...
- انت...
... مع مونيكا لوينسكي؟
- لك ان تستنتج ان شهادتي تعني انه لم تكن لدي علاقات جنسية، حسب فهمي لتعريف هذا المصطلح.
بما في ذلك لمس صدرها او تقبيله او لمس اعضائها؟
- هذا صحيح …
وبعد تحذير الرئىس من ان تجنب الاجابة بشكل مباشر على الاسئلة الموجهة اليه يمكن ان يدفع هيئة المحلفين الكبرى الى اصدار مذكرة استدعاء اخرى بحقه للمثول امامها، انتقل المدعي الى موضوع آخر يتعلق باللقاء الذي دار بين كلينتون وجون بوديستا ومساعدين آخرين بعدما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" في 21 كانون الثاني يناير الماضي تقريراً عن العلاقة الجنسية مع لوينسكي.
هل تتذكر اللقاء معه في حوالي 23 كانون الثاني يناير 1998، صباح يوم جمعة في مكتبك، بعد يومين على رواية "واشنطن بوست"، وابلاغه بوضوح تام انك لم تمارس اي نوع من الجنس، باي شكل او طريقة، مع مونيكا لوينسكي، بما في ذلك ممارسة الجنس عبر الفم؟
- التقي جون بوديستا كل يوم تقريباً. التقي عدداً من الاشخاص ... الشيء الوحيد الذي اتذكره اني التقيت اشخاصاً معينين، وابلغت بعضهم اني لم امارس الجنس مع مونيكا لوينسكي، او انه لم تكن لدي علاقة معها او شيء من هذا القبيل. ولم احاول ان اقول اي شيء آخر. ربما كان جون بوديستا واحداً منهم. لكن لا اتذكر هذا اللقاء المحدد الذي سألت عنه، او التعليقات المحددة التي اشرت اليها.
لا تتذكر...
- ... قبل سبعة اشهر. لا يمكن ان اتذكر. كلا.
لا تتذكر انكار اي نوع من الجنس بأي شكل او طريقة، بما في ذلك ممارسة الجنس …، صحيح؟
- اتذكر انني ابلغت ذلك لاشخاص اعتقدت بأن من الضروري ان يعرفوا ذلك. لكن حاولت ان اكون حذراً ودقيقاً، ولا اتذكر ما قلته لجون بوديستا.
وفي رد على سؤال آخر للمدعي ويزنبرغ عن الموضوع، وما اذا كان انكار اي ممارسة جنسية بما في ذلك عبر … يُعتبر كذباً، قال كلينتون: "اجبت رداً على سؤال لاحد اعضاء هيئة المحلفين الكبرى عما اذا كنت اعتقد بأن هذا التعريف يشمل ممارسة الجنس عبر … مع الشخص الذي يدلي بشهادته، وقلت كلا. لا اعتقد انه مشمول بالتعريف".
وتابع كلينتون بحدة واضحة: "اسمع، انا لا احاول التهرب من الاجابة. احاول ان احمي خصوصيتي، وخصوصية عائلتي، واحاول التمسك بموضوع تلك الشهادة ]في قضية بولا جونز[. اذا لم تتناول الشهادة هذا الامر فانا لا اعتقد بأني مطالب بأن اتخطى ما جاء في افادتي".
لكن المدعي أصر على موقفه، مؤكداً حق اعضاء هيئة المحلفين والمدعين في توجيه الاسئلة الاّ اذا كان هناك اساس قانوني يمنع ذلك. واعتبر انه لا يوجد اي اساس قانوني يعطي كلينتون مبرراً ليرفض الاجابة.
بعدها استمر سيل الاسئلة الموجهة الى الرئىس عن تفاصيل العلاقة الجنسية مع لوينسكي.
... اذا كانت مونيكا لوينسكي تقول انه اثناء وجودكما قرب المكتب البيضاوي قمت بلمس صدرها، هل كانت تكذب؟
- دعني اقل شيئاً عن هذا كله.
كل ما اريده فعلاً منك، سيادة الرئىس...
- اعلم ذلك.
... هو ان تقول...
- لكنك...
... لن ارد استناداً الى المبرر السابق، او اني سأرد على السؤال. لان لدينا اربع ساعات فقط، واجاباتك...
- اعلم ذلك.
... كانت مطولة للغاية.
- اعلم ذلك. ساعطيك اربع ساعات و 30 ثانية اذا سمحت لي بأن اقول شيئاً عاماً عن هذا الامر... اريد 30 ثانية في النهاية للادلاء ببيان، ويمكن ان تحصل على 30 ثانية اضافية...
السؤال هو اذا كانت مونيكا لوينسكي تقول انه اثناء وجودكما في محيط المكتب البيضاوي قمت بلمس صدرها، هل كانت تكذب؟
- ليس هذا ما اتذكره. حسب ما اتذكره، لم تكن لي علاقات جنسية مع لوينسكي وانا متمسك بافادتي السابقة بشأن ذلك.
اذا قالت...
- افادتي هي انه لم تكن لي علاقات جنسية حسب التعريف.
اذا قالت انك قبّلت صدرها، هل ستكون كاذبة؟
- سأحيلك على افادتي السابقة.
حسناً. اذا قالت مونيكا لوينسكي انه اثناء وجودكما في محيط المكتب البيضاوي لامست اعضاءها …، هل كانت تكذب؟ وهذا يقتضي الاجابة بنعم او كلا او العودة الى افادتك السابقة.
- سأعود الى افادتي بهذا الشأن..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.