أحيا السفير الأميركي في بيروت ريتشارد جونز ذكرى مرور 222 عاماً على استقلال الولاياتالمتحدة الأميركية، لكن المناسبة كان لها طعم المرارة والحلاوة في فم السفير لانه سيغادر قريباً لبنان الى مهمة أخرى، وثانيهما "للتقدم الملحوظ الذي حققه لبنان في استعادة ديموقراطيته واستقلاله في السنتين الأخيرتين". الاحتفال الذي اقيم في منزل السفير جونز في اليرزة كان حاشداً بالمدعويين الذين لبوا تمني السفارة بارتداء احد الوان العلم الأميركي الأحمر أو الأزرق الداكن أو الأبيض، وهي طغت على زينة المنزل والحديقة المحيطة به ان لجهة الزهور التي وزعت في ارجاء المكان أو في البالونات التي شكلت قوس نصر عند مدخل الحديقة، فيما توزعت الحديقة عربات "الكاوبوي" مع مختارات من المطبخ الأميركي. الحضور الرسمي تمثل باللبنانية الأولى السيدة منى الهراوي والنائب شاكر أبو سليمان ممثلاً رئيس المجلس النيابي والوزير فؤاد السنيورة ممثلاً رئيس الحكومة رفيق الحريري، اضافة الى عدد من الوزراء والنواب وشخصيات سياسية وعسكرية وقضائية وديبلوماسية واجتماعية. بعد عزف النشيدين اللبناني والأميركي تحدث السفير جونز مسترجعاً ذكرى الاستقلال حين "اقرت مجموعة صغيرة تضم 55 شخصاً في فيلادلفيا قصاصة ورق غيّرت تاريخ العالم". وقال "غير ان مولد الديموقراطية الأميركية اقتضى الكثير. وقال "الديموقراطية الحقيقية ليست شيئاً جامداً يوضع على منصة ويبجّل بل هو مسار قابل للاختلال، وحتى تبقى هذه الديموقراطية قوية لا بد لمؤسساتها من أن تحظى بحماية حريصة ومع هذا ينبغي الا نخش تحسين هذه المؤسسات وتحديثها حتى تظل تستجيب لحاجات الشعب". ورأى جونز "ان الديموقراطية أفضل وسيلة يملكها اللبنانيون لمعالجة مشكلاتهم التي يختلفون في شأنها وينقسمون، وهم يعرفون هذه المسألة جيداً، ولهذا استجابوا بحماسة للانتخابات البلدية والاختيارية وهي كانت مخاطرة محسوبة لكنها نجحت، وبذلك اصبحت التتويج الديموقراطي للسنوات التسع الماضية. واضاف "انني اصفق لجميع أولئك الذين كانت لديهم الشجاعة ليضعوا ثقتهم في الشعب بتأييدهم للانتخابات واشتراكهم فيها ورضوخهم لنتائجها ونحن على ثقة بأن الانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل ستكون مثل الانتخابات البلدية تأكيداً اخر للتقاليد الديموقراطية اللبنانية".