زيارات الخير    نيابةً عن ولي العهد.. وزير البيئة يرأس وفد المملكة المشارك بالمنتدى العالمي ال 10 للمياه في إندونيسيا    سدايا تنظم ورشة عمل لبحث أخلاقيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي    الملاحة الجوية السعودية الراعي الرئيسي لمؤتمر مستقبل الطيران    شاطئ "زاعم".. إيقونة الجمال بسواحل تبوك    سفارة المملكة في قرغيزستان تحذر المواطنين بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات    الأهلي يقسو على أبها بخماسية ويتأهل للنخبة الآسيوية    التعاون يتفوق على الشباب    الأهلي يخطف البطاقة الآسيوية بخماسية في شباك أبها    البرق يضيء سماء الباحة ويرسم لوحات بديعة    ضبط أكثر من 16 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    الإبلاغ عن الاحتيال المالي على «مدى» عبر «أبشر»    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 27 جائزة في آيسف 2024    إطلاق الهوية البصرية للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم    «باب القصر»    للسنة الثانية.. "مبادرة طريق مكة" في مطار إسطنبول الدولي تواصل تقديم الخدمات بتقنيات حديثة    كيان عدواني غاصب .. فرضه الاستعمار !    موسكو تتقدم في شمال شرق أوكرانيا    أهمية إنشاء الهيئة السعودية للمياه !    منشآت تنظم أسبوع التمويل بالشراكة مع البنوك السعودية في 4 مناطق    «حرس الحدود» بجازان يحبط تهريب 270 كيلوغرام«قات»    «الأرصاد»: مدن المملكة تسجل تنوعاً مناخياً فريداً يعكس واقعها الجغرافي    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    الهلال يحبط النصر..    الخبز على طاولة باخ وجياني    كيلا يبقى تركي السديري مجرد ذكرى    مدير الشؤون الإسلامية في جازان يزور إدارة المساجد ومركز الدعوة بالريث    جماهير المدينة (مبروك البقاء)!    إسرائيل تواجه ضغوطا دولية لضمان سلامة المدنيين    الرئاسة العامة تستكمل جاهزيتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ١٤٤٥ه    التخصصي: الدراسات السريرية وفرت نحو 62 مليون ريال    إصابة ناقلة نفط بصاروخ أطلقه الحوثيون قبالة سواحل اليمن    فيضانات أفغانستان تزهق الأرواح وتدمر الممتلكات    رئيس وزراء اليونان والعيسى يناقشان الموضوعات المشتركة بين البلدين    تشيلسي يتوج بلقب الدوري الإنجليزي للسيدات للمرة الخامسة على التوالي    تشخيص حالة فيكو الصحية «إيجابي» ووضع منفذ الاعتداء قيد التوقيف الاحتياطي    "إرشاد الحافلات" يعلن جاهزية الخطط التشغيلية لموسم الحج    توطين تقنية الجينوم السعودي ب 140 باحثا    18 تشريعا تؤطر مستقبل العقار السعودي    حُكّام مباريات اليوم في "دوري روشن"    البحث العلمي والإبتكار بالملتقى العلمي السنوي بجامعة عبدالرحمن بن فيصل    جامعة الملك فيصل تحصد الميدالية الذهبية عن اختراع جديد    نعمة خفية    من ينتشل هذا الإنسان من كل هذا البؤس    "تعليم الطائف" يعتمد حركة النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات    المربع الجديد: وجهة لمستقبل التنمية الحضرية بالسعودية    قائد فذٌ و وطن عظيم    إندونيسيا: الكوادر الوطنية السعودية المشاركة في "طريق مكة" تعمل باحترافية    «الحج والعمرة»: لا تصاريح عمرة ابتداء من 16 ذو القعدة وحتى 20 ذو الحجة    السمنة والسكر يزيدان اعتلال الصحة    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    طريقة عمل الأرز الآسيوي المقلي بصلصة الصويا صوص    طريقة عمل وربات البقلاوة بحشو الكريمة    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كأس العالم لكرة القدم - الطريق الى فرنسا 98 . فوز مبرمج لانكلترا في بطولة 1966 اميركا الجنوبية ضحية وخسارة تاريخية لايطاليا واوزيبيو هدافاً
نشر في الحياة يوم 02 - 05 - 1998

وقد برمجت انكلترا، بقيادة رئيس الاتحاد الدولي سير ستانلي راوس، وهو رئيس سابق للاتحاد الانكليزي، صعود منتخبها الى المباراة النهائية بدقة اين منها دقة ساعة بيغ بن، فاختار ما شاءت من الحكام وحددت بعناية اماكن ومواقيت مبارياته. اما عدد المشاهدين الذين تابعوا المنافسات تلفزيونياً ومباشرة فبلغ 400 مليون شخص.
وتقدمت 70 دولة لخوض التصفيات، وقررت اللجنة المسؤولة عن كأس العالم والتابعة للاتحاد الدولي خلال اجتماعها في 30 كانون الثاني يناير 1964 في زيوريخ توزيع البطاقات الخاصة بالادوار النهائية كالآتي:
اوروبا 10 بما فيها انكلترا المضيفة واميركا الجنوبية 4 بما فيها البرازيل حاملة اللقب واميركا الشمالية والوسطى بطاقة واحدة وافريقيا - آسيا - استراليا بطاقة واحدة.
وهنا، احتج مسؤولو الاتحادات الوطنية الافريقية ورأوا ان التوزيع غير عادل وان قارتهم تتحقق بطاقة واحدة على الاقل بمفردها. ولان الاحتجاج لم ينفع قاطعت هذه الاتحادات التصفيات. واذا رأى عدد من المراقبين ان الموقف الافريقي محق، فان الاتحاد الدولي لم يعترف بالخطأ الا في نهائيات الكأس التاسعة عام 1970 عندما منح كلاً من افريقيا وآسيا بطاقة واحدة.
ولم تخل تصفيات مونديال 1966 من مفاجآت. وهكذا، سقطت تشيكوسلوفاكيا في مجموعة ضمت البرتغال التي قادها بنجاح جوهرة الموزامبيق اوزيبيو ومواطنه كولونا زميله في نادي بنفيكا. ولم يشفع لتشيكوسلوفاكيا انها ثانية مونديال 1962 ولا ليوغوسلافيا انها رابعة لأن فرنسا تأهلت مكانها، وقدمت المانيا منتخباً جديداً رائعاً ولافتاً، وسجلت في اميركا الجنوبية نتائج متوقعة فتأهلت الارجنتين والاوروغواي وتشيلي.
ولم تشارك من اسيا سوى كوريا الشمالية التي هزمت استراليا 6/1 و3/1 في بنوم بنه المحايدة. وبعدما وزعت المنتخبات ال 16 على اربعة مستويات بطريقة مدروسة ومدبرة شكلت القرعة المجموعات الأربع كالآتي:
المجموعة الأولى: انكلترا والاوروغواي وفرنسا والمكسيك.
المجموعة الثانية: الارجنتين واسبانيا والمانيا وسويسرا.
المجموعة الثالثة: البرازيل والبرتغال والمجر وبلغاريا.
المجموعة الرابعة: تشيلي وايطاليا والاتحاد السوفياتي وكوريا الشمالية.
ورأى الخبراء ان موازين القوى متكافئة وان المجموعة الثالثة هي الأقوى وان الرابعة هي الأضعف.
الغاية تبرر الوسيلة
وخاضت انكلترا والاوروغواي مباراة افتتاحية سيئة في حضور 100 ألف متفرج، واذا سيطر اصحاب الأرض فان اداءهم كان اقرب الى السذاجة في حين دافع الضيوف طيلة 90 دقيقة لأن همهم الوحيد كان الحصول على نقطة يتيمة فكان له ما اراد بعد لقاء سلبي في كل شيء. و"الواقعية" التي ظهرت بها الاوروغواي وقد احتسبت ضدها 15 ركلة ركنية كانت صورة حقيقية للحال التي وصلت اليها كرة القدم في العالم.
ولأن الغاية تبرر الوسيلة، رفع لاعبو الاوروغواي ايديهم فرحاً وهم يخرجون من ملعب ويمبلي.
وتعادلت فرنسا والمكسيك، وفازت الاوروغواي على فرنسا 2/1، وتألق بوبي مور وبوبي تشارلتون فهزمت انكلترا المكسيك بهدفين لتشارلتون وهنت، وتعادلت الاوروغواي والمكسيك سلباً بعد عرض سلبي وقد حرس مرمى المكسيك للمرة الاخيرة انطونيو كارباخال 37 عامآً وهو الذي بدأ في خوض التجربة العالمية منذ 1950 ولا يزال يحمل الرقم القياسي من هذه الزاوية... ثم فازت انكلترا على فرنسا بهدفين لروجر هنت فبلغت الدور الثاني مع الاوروغواي.
وفي المجموعة الثانية، دكت المانيا شباك سويسرا خمس مرات وبرز منها لاعب وسطها الشاب فرانتس بكنباور، وتغلبت الارجنتين على اسبانيا بطلة اوروبا 2/1، وسادت الخشونة لقاء المانيا والارجنتين فطرد مدافع الاخيرة البريشت لمخاشنته هالر ثم فيبر. ورغم التفوق العددي عجز الالمان عن التسجيل وتألق قلب الدفاع الارجنتيني روبرتو برفومو فانهى اللقاء سلباً، ثم فازت الارجنتين على سويسرا بهدفين وبلغت ربع نهائي للمرة الاولى منذ 1930.
وفي لقاء المانيا واسبانيا الحاسم، وكان التعادل يكفي الاولى في حين يكفي الثانية الفوز بهدف، ابعد مدرب اسبانيا فيالونغا المخضرمين دلسول وسواريز وبيرو ونجح فوستي في هز شباك الحارس الالماني تيلكوفسكي، بيد ان ايمريخ ثم زيلر سجلا هدفين وانتزعت البطاقة.
الجزار
وفي المجموعة الثالثة، استمتع 52 ألف متفرج بعرض برازيلي هجومي رائع بقيادة بيليه 25 عاماً الذي بلغ القمة وبات الأشهر في ميادين اللعبة. لكن ما ان احرز بيليه الهدف الأول من ركلة حرة حتى بدأت الخشونة من البلغار المعروفين بأنهم الاخشن في اوروبا. ومن حرة ايضاً اضاف غارينشيا هدفاً ثانياً، وخرج بيليه بالذات بعدما جرب دوبرومير جتشيف "حارسه الامين" كل أنواع الضرب. ونظراً لرفعة العرض لم يكن احد يتوقع ان الفوز سيكون الاخير للبرازيل في المسابقة.
وبسبب تواضع مستوى الحارس تشنتيهالي خسرت هنغاريا امام البرتغال التي خاضت مباراتها الاولى في الكأس 1/3 برغم تألق الهنغاريين البرت وبينيه، ولم يشف بيليه من الرضوض فغاب عن لقاء هنغاريا والبرازيل، وافتتح فيرنك بينيه التسجيل بعد 3 دقائق فقط فمنح زملاءه ثقة كبيرة وفوجئ حاملو اللقب بمنتخب يبادلهم الهجمة بالهجمة من دون ان يتقوقع في الدفاع وان احرز توستاو بديل بيليه هدف تعادل في الدقيقة 15. وفي الشوط الثاني اضافت هنغاريا هدفين بواسطة فاركاش ثم ميتشولي من ركلة جزاء احتسبت ضد باولو هنريكه ضد بينيه. والهدف الذي احرزه فاركاش كان من احلى ما عرفته الملاعب لانه سجله مباشرة بعدما حول اليه بينيه كرة تلقاها من البرت. وصفق الجميع للعرض الكبير، ولم تفقد البرازيل الأمل لان بيليه سيلعب ضد البرتغال وقبل ذلك كانت بلغاريا قد خسرت امام البرتغال صفر/3.
وتولى كولونا وفيسنتي مراقبة بيليه، وقبل ان يسخن اللقاء اخطأ الحارس مانفا في قطع كرة سهلة لاوزيبيو فسجل منها انطونيو سيمويش هدفاً للبرتغال. وبقيت الخشونة مصدر رعب لبيليه، وأضاف اوزيبيو الهدف الثاني.
وفي الدقيقة 30، عندما كان بيليه منطلقاً باقصى سرعته بمراقبة فيسنتي انقض عليه جواو مورايس وركله بعنف فلم يقع وعاجله بركلة اخرى فركع النجم الكبير وبات عملياً خارج اطار المسابقة.
ولم ينهض بيليه ولا منتخبه في حين اكمل مورايس "الجزار" على حد ما وصفته به صحيفة "دايلي ميرور" وكأنه لم يفعل شيئاً حتى ان الحكم الانكليزي جورج ماكاب لم يوجه له كلمة واحدة !، ربما لأن البرازيل كانت تشكل الخطر الاكبر على احلام الانكليز المنصبة على الفوز بالكأس للمرة الأولى.
ورأى بيليه "الاعرج" زميله ريلدو يسجل هدفاً ثم سجل اوزيبيو هدفاً ثالثاً للبرتغال فضحك وبطانته واجهش البرازيليون بالبكاء.
وفي اليوم التالي، فازت هنغاريا على بلغاريا 3/1 مع ان الاخيرة كانت البادئة بالتسجيل فحصلت البرتغال والمجر على بطاقتي المجموعة.
وذكر بيليه بعد الخسارة: "لن اشارك في مونديال 1970 في مكسيكو حتى لو طلب مني جواو هافيلانج رئيس الاتحاد البرازيلي ذلك. لست حزيناً لاننا خسرنا باعتبار انني لم اجد الفرصة لألعب كرة القدم. ان كرة القدم الحلوة والمثالية لم تعد موجودة وهو معوق رهيب يقف في وجه اللعبة وعشاقها المتعطشين للكرة الاستعراضية".
باك دو ايك
وفي المجموعة الرابعة، كان الاتحاد السوفياتي وايطاليا مرشحين فوق العادة للتأهل، واستهل السوفيات اللقاءات بفوز على كوريا الشمالية بالثلاثة والايطاليون على تشيلي بهدفين، الأول بتوقيع لساندرو ماتزولا الذي استرجع ذكريات والده الذي كان بين ضحايا كارثة 1949 الجوية. وطرأ تحسن على اداء الكوريين في لقائهم الثاني الذي اسفر عن التعادل مع تشيلي 1/1 بقيادة المصري علي قنديل وهو أول حكم ساحة عربي في تاريخ كأس العالم.
وخيب لقاء الاتحاد السوفياتي وايطاليا الآمال لانهما اعتمدا الدفاع المكثف وفاز الاول بهدف وكان الحارس ياشين سداً منيعاً امام محاولات الايطاليين الذين رشحوا للفوز على كوريا الشمالية وبلوغ دور الثمانية.
وصبيحة المباراة الايطالية - الكورية قال الصحافي الايطالي جياني بريرا انه سيعتزل المهنة اذا ما خسر منتخبه امام هؤلاء "المجهولين المضحكين"... لكن بريرا لم يعتزل!
ونزل لاعبو كوريا أرض الملعب وليس على كواهلهم اي عبء وبرزوا بسرعتهم الفائقة وحركتهم الدؤوب وابتسم حسن الطالع لهم لان المدافع الايطالي بولغا ريكلي خرج مصاباً. وبعد 6 دقائق من خروجه اي في الدقيقة 41 دخل باك دو ايك منطقة الجزاء وسدد من 15 متراً داخل مرمى البرتوزي. ومع ان الايطاليين سيطروا على مجريات اللعبة فان النتيجة لم تتغير مع تألق الحارس المنافس لي تشانغ ميونغ.
واعتبر النقاد النتيجة مفاجأة مذهلة لا تعادلها سوى نتيجة الولايات المتحدة وانكلترا في مونديال 1950. ومع ان الايطاليين عادوا الى بلادهم خلسة فان من علم بحضورهم من مواطنيهم استقبلهم بالبيض والبندورة الطماطم.
فضيحة
وكانت مباراة ويمبلي في الدور الربع النهائي فضيحة ب "جلاجل" وكان طرفاها انكلترا والارجنتين بقيادة الحكم الألماني رودولف كرايتلاين الذي لعب دوراً رئيسياً في تلطيفها بعدما تجاوزته احداثها بسبب ضعف شخصيته، على غرار الدور الرئيسي الذي لعبه لاعب الوسط الانكليزي نوبي ستايلز لان مهمته الاساسية كانت محاولة اصابة لاعبي الخصم مهما كلف الثمن.
وعندما بدأ كرايتلاين في احتساب الاخطاء ضد الارجنتين شعر هؤلاء بأن هناك شيئاً يحاك ضدهم وهم الذين منعوا من التدريب على ملعب ويمبلي قبل يوم واحد خلافاً لقوانين المسابقة.
وبدأ الارجنتينيون يواجهون الاستفزازات بمثلها فأنذر الحكم خلال نصف ساعة فقط كلاً من برفومو وسولاري مدرب منتخب السعودية في مونديال 1994 والكابتن راتين وارتيم ولم ينذر اي انكليزي، ثم احتجوا على ركلة حرة فدخل معهم الحكم في "حوار طرشان". وهنا استغل بوبي مور الفرصة وسدد الركلة الحرة من دون اذن فهرع انطونيو راتين نحو الحكم وامسكه بقميصه محاولاً اقناعه بتوجيه انذار الى مور فكان نصيب راتين الطرد.
وبعد مداولات دامت سبع دقائق انصاع قائد الارجنتين للامر واستؤنفت المباراة ودافع الضيوف لأن القرعة هي التي ستحدد هوية الفائز في حال التعادل. لكن قبل النهاية ب 13 دقيقة رفع مارتن بيرترز الكرة اثر ركلة حرة فسددها بلوف هيرست برأسه بنجاح، فاحتج الارجنتينيون على النتيجة وايدهم المسؤولون الاميركيون الجنوبيون غير ان الاتحاد الدولي لم ينظر في الاحتجاج وأوقف رايتن 4 مباريات وزميلاه فيريرو واونيغا 3 مباريات.
وكان اصعب ما في الامر، تصريح لمدرب انكلترا آلف رامزي الذي قال عن الارجنتينيين في برنامج تلفزيوني انهم "حيوانات" واختار صفة لم يتلفظ بها أحد في تاريخ المسابقة.
... والمؤامرة
وما حصل في لقاء المانيا والاوروغواي أكد للاميركيين الجنوبيين اكثر واكثر ان هناك مؤامرة ضدهم. فبعد 4 دقائق سدد خوليو كورتيس في العارضة الالمانية، ثم سدد بدرو روشا برأسه ولم يتمكن الحارس الالماني من صد الكرة فاضطره زميله الظهير شنيلينغر الى ابعادها بيده وفوجئ 35 ألف متفرج بعدم احتساب الحكم الانكليزي جيمس فيني ركلة جزاء.
ثم سجلت المانيا هدفاً عن طريق هلموت هالر، وطرد الحكم مدافع الاوروغواي تروتشي مع ان خطأه ضد ايمريخ لم يكن يستوجب الطرد ثم طرد زميله المهاجم هكتور سيلف لمخاشنته هالر ففازت المانيا 4/صفر. وهكذا اقصى الحكام الاوروبيون ماكاب وكراتيلاين وفيني اقطاب اميركا الجنوبية الثلاثة.
وبدا السوفيات اكثر نشاطاً من الهنغاريين ففازوا بهدفين بعدما شل فورونين حركة فلوريان البرت.
اوزيبيو في القمة
وفي "انظف" مباريات الدور ربع النهائي، واشدها اثارة، تقدمت كوريا الشمالية على البرتغال بثلاثة اهداف مؤكدة ان فوزها على ايطاليا لم يكن ضربة حظ.
وسر الخمسون ألف متفرج بالحيوية والفعالية من جانب الكوريين ثم سروا اكثر واكثر للعرض المنفرد الذي قدمه اوزيبيو الذي سبق ان قاد بنفيكا الى انتزاع كأس ابطال اوروبا مرتين وحصل على جائزة افضل لاعب في اوروبا الكرة الذهبية مرتين. فقد سجل 4 أهداف في المرمى الكوري منها اثنان من نقطة الجزاء تاركاً لجوزيه أوغوستو أمر تسجيل الهدف الخامس. ولولا قلة الخبرة لدى الكوريين لما حصل ما حصل.
حرب شوارع
وتحولت المباراة الاولى من الدور قبل النهائي الى ما يشبه حرب شوارع بين الالمان والسوفيات وان بقيت الاصابات طفيفة ولم تحمل صفة المبالغة. وقد اصيب السوفياتي يوسف سابو فعرج طيلة اللقاء وطرد زميله تشيسلنكو لانه اراد ان يثأر من هيلد على طريقته الخاصة وذلك بعد 9.43 دقيقة. ورغم التفوق العددي لم تتفوق المانيا الا بهدفين لواحد بعد عرض كبير من الحارس السوفياتي ياشين.
ومقابل الخشونة في المباراة الاولى جاءت المباراة الثانية بين انكلترا والبرتغال نظيفة... اخيراً... ووصفت بانها افضل ما شهدته الكأس التاسعة عرضاً وفناً، ويكفي ان حكمها الفرنسي شوينت لم يحتسب اي خطأ في الدقائق 22 الأولى. وقد سجل بوبي تشارلتون هدفين لانكلترا فهتف 94 ألف متفرج باسمه. واللافت ان شقيقه قلب الدفاع جاكي هو الذي ارتكب الخطأ الذي مكن اوزيبيو من هز الشباك الانكليزية مرة واحدة.
وحلت البرتغال ثالثة بفوزها على الاتحاد السوفياتي 2/1 وهو أفضل انجاز لها حتى اليوم.
الهدف المحير
وامام 200 ألف متفرج تقدمتهم الملكة اليزابيث الثانية خاض منتخف انكلترا والمانيا المباراة النهائية، ولا يزال العالم يتساءل حتى اليوم عن صحة الهدف الانكليزي الثالث. ولان الحكم احتسبه فعلاً اقتنع المراقبون بأن الفوز الانكليزي باللقب كان مبرمجاً.
وارتكب الالمان خطأ عندما فرغوا نجمهم بكنباور لمراقبة صانع الالعاب الانكليزي بوبي تشارلتون.
واحرز هالم هدفاً لالمانيا 13 فضغط الانكليز وعادلوا بواسطة هيرست 18، واضاف مارتن بيترز واحداً ثانياً لهم 78 من 20 متراً، وعندما أتم المنظمون ترتيبات التتويج اذ بالالماني فيبر يفرض وقتاً اضافياً بعدما نجح في احراز هدف التعادل في الثواني الاخيرة اثر "دربكة" أمام حلق المرمى الانكليزي وحارس غوردون بانكس، علماً بأن الكرة لمست يد زميله شنيلينغر من دون ان يرى الحكم اي خطأ فيها.
وفي الدقيقة العاشرة من الوقت الاضافي مرر آلن بول نجم المباراة الكرة الى هيرست فسدد بقوة وارتطمت بالعارضة وسقطت على أرض الملعب ليحولها الالماني فيبر الى ركنية. وهنا سارع الحكم غوتفريد دينست الى احتساب الكرة هدفاً بعدما اعتبر ان الكرة سقطت من العارضة الى خلف خط المرمى وليس الى امامه، وعندما احتج الالمان ايد حامل الراية السوفياتي توفيق باخراموف موقف الحكم. وقال الأخير: "كنت على بعد 20 متراً من المرمى الالماني وبدا لي ان الكرة تخطت خط المرمى من دون ان اكون متأكداً، وعندما نظرت نحو حامل الراية وجدته يخطو نحو خط المنتصف موافقاً على صحة الهدف، ثم استشرته فأكد انها تجاوزت هذا الخط ب 20 سنتيمتراً".
وقبل النهاية بثوان عندما كان الجمهور الانكليزي دخل أرض الملعب سجل هيرست هدفاً رابعاً لانكلترا وهو الوحيد الذي سجل 3 أهداف في مباراة نهائية حتى اليوم.
نتائج وهدافون
اقيمت 32 مباراة في الكأس الثامنة فسجل فيها 91 هدفاً بمعدل 84.2 هدف في المباراة الواحدة، وتوج البرتغالي اوزيبيو هدافاً لها برصيد 8 أهداف. وهنا النتائج والهدافون:
- المجموعة الاولى:
انكلترا صفر - الاوروغواي صفر.
فرنسا 1 هوسيه - المكسيك 1 بوريا.
الاوروغواي 2 روشا وكورتيس - فرنسا 1 دو بورغوان من جزاء.
انكلترا 2 بوبي تشارلتون وهنت - المكسيك صفر.
المكسيك صفر - الاوروغواي صفر.
انكلترا 2 هنت 2 - فرنسا صفر.
الترتيب: 1- انكلترا، 2- الاوروغواي، 3- المكسيك، 4- فرنسا.
- المجموعة الثانية:
المانيا 5 هيلد وهالر 2 وبكنباور 2 - سويسرا صفر.
الارجنتين 2 أريتم 2 - اسبانيا 1 بيري.
اسبانيا 2 سانشيس وامانسيو - سويسرا كنتان.
المانيا صفر - الارجنتين صفر.
الارجنتين 2 ارتيم واونيغا - سويسرا صفر.
المانيا 2 ايمريخ وزيلر - اسبانيا 1 فوستي.
الترتيب: 1- المانيا، 2- الارجنتين، 3- اسبانيا، 4- سويسرا.
- المجموعة الثالثة:
البرازيل 2 بيليه وغارينشيا - بلغاريا صفر.
البرتغال 3 اوغوستو وتوريس - المجر 1 بينيه.
هنغاريا 3 بينيه وفاركاش وميتشولي من جزاء - البرازيل 1 توستاو.
البرتغال 3 فوستوف خطأ في منتخبه واوزيبيو وتوريس - بلغاريا صفر.
البرتغال 3 سيمويش واوزيبيو 2 - البرازيل 1 ريلدو.
هنغاريا 3 دافيدوف خطأ في مرمى منتخبه وميتشولي من جزاء وبينيه - بلغاريا 1 اسباراخوف.
الترتيب: 1- البرتغال، 2- هنغاريا، 3- البرازيل، 4- بلغاريا.
- المجموعة الرابعة:
الاتحاد السوفياتي 3 بالامنييف 2 وبانيتشفكسي - كوريا الشمالية صفر.
ايطاليا 2 ماتزولا وباريزون - تشيلي صفر.
كوريا الشمالية 1 باك سونغ جين - تشيلي 1 ماركوس من جزاء.
الاتحاد السوفياتي 1 تشيسلنكو - ايطاليا 1.
كوريا الشمالية 1 باك دو ايك - ايطاليا صفر.
الاتحاد السوفياتي 2 باركويان 2 - تشيلي 1 ماركوس.
الترتيب: 1- الاتحاد السوفياتي، 2- كوريا الشمالية، 3 - ايطاليا، 4- تشيلي.
- ربع النهائي:
انكلترا 1 هيرست - الارجنتين صفر.
المانيا 4 هالر 2 وبكنباور وزيلر - الاوروغواي صفر.
الاتحاد السوفياتي 2 تشيسلنكو وباركويان - هنغاريا 1 بينيه.
البرتغال 5 أوزيبيو 4 مع هدفين من جزاء واوغوستو - كوريا الشمالية 3 باك سونغ جين ولي دونغ وون ويانغ سون كوك.
- نصف النهائي:
المانيا 1 هالر وبكنباور - الاتحاد السوفياتي 1 باركويان.
انكلترا 2 بوبي تشارلتون 2 - البرتغال 1 اوزيبيو من جزاء.
- المركز الثالث:
البرتغال 2 اوزيبيو من جزاء وتوريس - الاتحاد السوفياتي 1 ميتريفيللي.
- المباراة النهائية:
انكلترا 4 اهيرست 3 وبيترز - المانيا 2 هالر وفيبر.
مثل انكلترا: بانكس - كوهن وجاكي تشارلتون ومور وويلسون وستايلز وبوبي تشارلتون وبول وهيرست وهنت وبيترز.
متفرقات
- عرضت كأس جول ريميه في قاعة وستمنستر بلندن في 20 اذار مارس 1966، ثم اختفت، فاسقط في يد الاتحاد الانكليزي. وما اخفق فيه رجال الشرطة خلال حملات التفتيش الواسعة صححه كلب يدعى بيكلز مخلل، حيث عثر على الكأس في سلة مهملات وقد لفت بورقة صحيفة في حديقة احد منازل منطقة نوروود جنوب لندن بعد اسبوع واحد من سرقتها، فنال صاحب الكلب مكافأة مع بطاقات دخول للاثنين الى المباريات.
- سجل منتخب البرتغال 17 هدفاً في المسابقة.
- احرز الكوري الشمالي باك سونغ زين هدفاً في مرمى البرتغال بعد دقيقة واحدة وهو الاسرع.
- طرد 5 لاعبين خلال البطولة.
- انتهت المباراة الافتتاحية بتعادل سلبي للمرة الأولى في المسابقة وحسمت المباراة النهائية في الوقت الاضافي للمرة الثانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.