يرى الشعب البرتغالي فيه صانع أحلى أيام الكرة في هذا البلد، ولأنه أسمر، ويملك كل صفات الجوهرة السوداء، لقبوه بيليه أوروبا، وما هو في الحقيقة إلا الفهد الأسود الموزمبيقي الأصل دا سيلفا فيريرا المعروف باسم اوزيبيو. ولد اوزيبيو في 5 يناير 1943 في لورينسو ماركيس في زيمبابوي الذي كان آنذاك مستعمرة برتغالية، عاش فقيراً وسط عائلة من تسعة أطفال. وكان الطفل فيريرا مولعاً بالكرة منذ الصغر، وكانت مواهبه ناضجة منذ البداية، غير أن المشكلة كانت تكمن في أنه لا يستطيع الانضمام إلى نادي ديبورتيفو الشهير، والأعرق في المدينة، لأنه فقير جداً، فلجأ إلى نادي لورنسو ماركس، وهو أحد فروع سبورتينج لشبونة الكبير. في هذه الأثناء كان لاعب بنفيكا والدولي السابق سيرافين باتيستا يقوم بمراقبة أفضل المواهب في موزمبيق، فلفت انتباهه هذا الطفل، وأبرق سريعاً إلى ناديه في البرتغال يطلب ضم هذه الجوهرة. وعرض بنفيكا على اوزيبيو الحضور الى البرتغال للانضمام الى النادي، غير ان الشاب الفقير تردد في بادئ الأمر، لكن أمه وبسبب الفقر المدقع الذي تعيشه العائلة، طلبت من ابنها قبول العرض الذي سينال بفضله 250000 اسكودوس بالإضافة إلى 50 يحصل عليها عقب كل مباراة. أهم 9 أهداف سجلها اوزيبيو في حياته، فهي بلا شك خلال نهائيات كأس العالم 1966 في انكلترا، حيث شاءت القرعة أن يكون المنتخب البرتغالي ضمن أصعب مجموعة في الدور الأول، غير أن اوزيبيو وزملاءه تمكنوا من الفوز بمبارياتهم الثلاث، أمام المجر (3-1) ثم أمام بلغاريا (3-0) وخاصة أمام البرازيل (3-1) فسجلوا 9 أهداف منها 3 لاوزيبيو. في الدور ربع النهائي، واجه المنتخب البرتغالي نظيره الكوري الشمالي الذي أقصى المنتخب الايطالي، بعد 24 دقيقة من بداية المباراة، فاجأ الكوريون الجميع، وبهروا العالم بعروضهم، حيث تقدموا بثلاثة أهداف نظيفة، غير أن اوزيبيو لم يستسلم لأمر الكوريين واندفع نحو الهجوم كعادته، وتمكن من قلب الموازين رأساً على عقب، فمن الدقيقة 28 حتى الدقيقة 60، سجل 4أهداف، وفازت البرتغال (5-3) وتأهلت إلى الدور نصف النهائي. في هذا الدور واجه زملاء اوزيبيو المنتخب الانكليزي صاحب الأرض، بقيادة النجم بوبي تشارلتون، وفاز الانكليز بهدفين لتشارلتون مقابل هدف لاوزيبيو، وتأهلوا إلى المباراة النهائية، حيث توجوا باللقب العالمي، أما البرتغال فنالت المركز الثالث بعد فوزها على الاتحاد السوفياتي (2-1).