قليلون سمعوا بفلاديمير اوليانوف إلا ان اسمه الحركي "لينين" غدا رمزاً للثورة البلشفية، واختلف الروس في شأنه، فمنهم من يريد نقل ضريحه من الساحة الحمراء باعتباره تجسيداً لزمن العسف والمذابح، وبينهم من يعده بانياً لدولة عظمى. وفي يوم ميلاده الپ128 أمس الأربعاء توجه قادة الحزب الشيوعي وفي مقدمهم رئيسه غينادي زيوغانوف الى ضريح لينين لإحياء ذكراه واستشارته، كما يقول اتباع الزعيم الراحل، حينما يواجهون اشكالية صعبة ويؤثرون معالجتها استناداً الى مؤلفات لينين التي نشرت في 55 مجلداً وكانت "ديكوراً" إلزامياً في مكاتب المسؤولين في الدولة إبان العهد الشيوعي. ومن بطون هذه الكتب استخرج انصار لينين مقولات كان دونها سنة 1906 بعدما قرر القيصر نيكولاي الثاني حل مجلس الدوما البرلمان. وثمة في تلك المقولات ما يشابه الوضع الذي يواجهه مجلس الدوما الحالي في روسيا الذي سيعقد غداً الجمعة جلسة حاسمة، فإما ان يصادق على تعيين سيرغي كيريينكو رئيساً للوزراء أو يحل بقرار من رئيس الدولة بوريس يلتسن بموجب الحق المنصوص عليه في الدستور. وقال لينين قبل أكثر من 80 عاماً "مجلس الدوما جرى حله على أساس دستوري ولم تنتهك القوانين ... ولكن ها هنا يبدو زيف البرلمانية". وفي موضع آخر يعتبر ان "حل مجلس الدوما تأكيد قاطع وساطع على ما قاله اولئك الذين حذروا من الانجرار وراء المظاهر الدستورية والانخداع بسطحية السياسة الروسية". وفي مناسبة ميلاد لينين نظم عدد من خصومه تظاهرة دفنوا خلالها مومياء رمزية في أحد ميادين العاصمة مؤكدين بذلك مطالبتهم برفع جثمان اوليانوف المحنط من الساحة الحمراء. وعشية يوم الميلاد قررت ادارة الأرشيف الحكومي رفع حجاب السرية عن وثائق تتعلق بقرارات القيادة السوفياتية في شأن الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد لينين عام 1970. وتشير الوثائق الى ان البدلة التي "يرتديها" الجثمان المسجى اهترأت وظهرت حاجة الى استبدالها. ولكن اتضح ان القماش الذي صنعت منه كان اشتراه لينين اثناء إقامته منفياً في سويسرا مطلع القرن وليس له مثيل في الاتحاد السوفياتي. وكلف معهد للابحاث بپ"إحياء القماش" وصنع بدلة جديدة ولم تذكر المبالغ التي أهدرت لهذا الغرض. وكشفت وثائق أخرى عن قومية مؤسس الدولة السوفياتية وذكر المؤرخ المعروف دميتري فولكوغانوف ان لينين يتحدر من جد يهودي اسمه سرول موفشيفيتش الا ان ابنه اعتنق المسيحية في ما بعد. واظهر استطلاع اجراه المعهد الحكومي لدراسة الرأي العام ان زهاء نصف سكان روسيا ما برحوا يتعاطفون مع جزء من أفكار لينين، ولكن 19 في المئة منهم يرون انه "سار على طريق خاطئ" أو "كان قاسياً" 14 في المئة. وأشار 44 في المئة من المشمولين بالاستطلاع الى ان "ذكرى لينين ستبقى في التاريخ، ولكن أحداً لن يسير على خطاه".