السيد المحرر تحية وبعد، اشتغلت السياسة الاسرائيلية وعلى مر السنوات وبالتفاهم مع الاميركيين على تفتيت العمل العربي الموحد نحو قضاياهم المصيرية. وكان التوجه بعد حرب اكتوبر 1973 نحو مصر محور الثقل العربي وعقدت معها اتفاقات كامب ديفيد أبعدتها عن الاشتراك في أي مواجهة عربية - اسرائيلية. وبعد اجتياح 1982 احتوت قضيتهم المحورية فلسطين التي على أساسها كان العرب يلتقون ويتحاورون ويتفقون، وذلك بعقد اتفاقات منفردة مع الفلسطينيين والأردن ولم يبق سوى لبنان وسورية. إن العقبة الباقية امام اسرائيل لتحقيق التطبيع الشامل والاعتراف باسرائيل كدولة من دول المنطقة هي سورية. وعودتنا السياسة الاسرائيلية أن من لا يخضع لها بالسلم تحاول اخضاعه بالحرب. اما التحالف التركي - الاسرائيلي، ومهما أعلن الطرفان انه غير موجه ضد العرب، فهو فعلياً يضعهم بين فكي كماشة. وما التهديد التركي الأخير إلا سلسلة في سلم التحالف الاسرائيلي - التركي. والحجة التي تقف عليها تركيا هي دعم سورية للاكراد في مواجهاتهم مع تركيا، لا تخرج عن كونها حجة، لأن تركيا تدرك بأنه لم ينطلق من الأراضي السورية أي عمل كردي عسكري ضد تركيا. وهل على سورية ان تقضي على أكثر من مليون كردي يحملون الهوية السورية إرضاء لتركيا؟ ان عدم وجود سياسة عربية موحدة ترسم العلاقات مع جيرانهم في حالة السلم والحرب على اساس الأمن القومي العربي يضع سورية في حالة الاعتماد على نفسها وذلك بالاعتناء بالمؤسسة العسكرية وتطويرها وتحصين الجبهة الداخلية. وإذا كانت سورية وقفت مع العرب في كل حروبهم، فهل يقف العرب معها في حال تعرضت لاعتداء خارجي