لم تحل المواقف الأميركية الرافضة لخفض «ستاندرد أن بورز» التصنيف الائتماني لواشنطن علامة واحدة (من AAA الى AA+)، دون انعكاس القرار على أسواق المال العالمية، ومواصلتها تسجيل تراجع في أدائها، خصوصاً في منطقة الخليج التي تربط عملاتها بالدولار، وكذلك في إسرائيل التي علّقت التداول في سوقها المالية غير مرة أمس. وساعد تماسك المؤشر السعودي على تقليص خسائر الأسهم في الأسواق الخليجية الأخرى (افتتح مرتفعاً 0.2 في المئة)، إذ تفتح السوق السعودية بعد ساعتين من بدء التداول في أولى أسواق الخليج. لكن الأسواق كانت تضررت في التعاملات المبكرة، وتكبد مؤشر دبي أكبر خسائره منذ 30 كانون الثاني (يناير) وهبط سهم إعمار العقارية 5.26 في المئة. فيما أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس مرتفعاً 4.61 نقطة عند مستوى 6078.05 نقطة بتداولات تجاوزت قيمتها 3.3 بليون ريال. أما في أوروبا وآسيا وأميركا، فساد قلق كبير حول ما ستكون عليه الأسواق بعد افتتاحها صباح اليوم، خصوصاً أن تحليلات اقتصادية ومالية أشارت إلى صعوبة «التكهن بمفاعيل هذا الخفض»، فيما تتجه الأنظار إلى الأسواق الآسيوية اليوم لتكوين فكرة عن حجم الأضرار. إذ يعني خفض التصنيف ارتفاعاً طفيفاً في أخطار الاستثمار، وينتج عنه ارتفاع كلفة القروض عموماً على الأفراد والشركات. وعزّزت هذه الصدمة المخاوف من إعادة الاقتصاد الأول في العالم إلى الانكماش. ودفع القلق من حدوث انهيار في الاقتصاد العالمي يكون أسوأ من انهيار عام 2008، بقادة الدول الى قطع إجازاتهم وإجراء اتصالات هاتفية محمومة من لندن الى باريس الى واشنطن. واستباقاً لهذا الوضع عقدت مجموعة العشرين مؤتمراً هاتفياً «تركز حول أزمة الديون السيادية في أوروبا وخفض التصنيف المالي للولايات المتحدة في سابقة خطيرة»، وفق ما أعلن نائب وزير المال الكوري الجنوبي شو جونغ - كو. وأعلن مسؤول في وزارة المال في تصريح الى وكالة الأنباء الكورية أن «مجموعة العشرين اتفقت على توجيه نداء مشترك لتهدئة الأسواق العالمية». وسيعقد وزراء المال وحكام المصارف في مجموعة الدول الصناعية السبع اليوم أيضاً مؤتمراً مماثلاً قبل بدء التعاملات في طوكيو. وفي سياق الاحتجاج الأميركي على تصنيف «ستنادرد أند بورز»، أصرّت وزارة الخزانة على موقفها من أن الوكالة «ارتكبت خطأ» بخفضها علامة الولاياتالمتحدة، «ما يثير الشكوك في «نزاهتها». وأكد وزير الاقتصاد الفرنسي فرنسوا باروان أن فرنسا «تحتفظ بثقتها الكاملة في صلابة الاقتصاد الأميركي وأسسه». وأشار وزير التجارة البريطاني فينس كيبل الى أن خفض التصنيف لا يعتبر خطيراً لأن وضع الولاياتالمتحدة صلب بما يكفي. كما أعلن مسؤولون يابانيون، أن «ثقة اليابان في سندات الخزينة الأميركية واستراتيجيتها في شرائها لن تتغير».