تحتفي الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) بالفنان ديفيد كوراني وخمسين سنة من عمره المهني في أروقتها، عبر معرض استعادي بعنوان «ديفيد كوراني: الواقع مرسوماً» تقيمه في «متحف روز وشاهين الصليبي» حتى 18 نيسان (أبريل) الجاري. المعرض الذي نظمته طالبتا «تاريخ الفن» كاتارين غوردن ولمى الخطيب، يسلط الضوء على العلاقة بين عمل كوراني كطالب فنون وفنان ومدرس للفنون ومدير مسرحي، ولحظات مهمة في تاريخ الجامعة ولبنان. وشدد رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري على «أهمية دعم الفنون والعلوم الإنسانية في السراء والضراء». وقال: «الفنون الجميلة هي أسهل ما يمكن أن تقرر المجتمعات، تحت أي ضغط اقتصادي أو سياسي أو أمني، أنه يمكننا الاستغناء عنها. لكن هذا هو قلب المجتمع السليم وروحه». ورأى أن دعم الجامعة للفنون الجميلة والعلوم الإنسانية يعبر عن التزامها، مضيفاً: «قبل أن نستثمر في المساعي المستقبلية في الفنون الجميلة، علينا أن ندرك التميز المستمر للأشخاص الذين أبقوا الشعلة حية، مثل ديفيد كوراني». ولد ديفيد كوراني في الولاياتالمتحدة ونشأ في بيروت، كان والده أول مدير لمكتب التسجيل في الجامعة الأميركية في بيروت ومديراً لدائرة التربية. وقال كوراني: «لطالما كانت الجامعة حياتي، منذ أتيت إلى هنا العام 1947 في سن سنتين ونصف سنة. لعبتُ في الجامعة، وترعرعت فيها ثم درست فيها، قبل الذهاب إلى تدريبي في إنكلترا». إضافة إلى المشاركة في الفنون الجميلة منذ سن مبكرة، درس وعمل كوراني في المسرح. عاد إلى لبنان عام 1968، وجمع بين اهتماماته عن طريق تدريس الفنون والمسرح في الجامعة الأميركية في بيروت بينما كان يمارس كليهما. وكتبت الطالبتان غوردن والخطيب: «يهدف هذا المعرض إلى إظهار شغف كوراني بالمسرح والرسم. وبدلاً من عرضهما كثنائي منفصل، فإنه يدمجهما ويضيء على تفاعلهما في أعماله.» ويسلط، في الوقت نفسه، الضوء على إنجازاته الفنية الأبرز. ويهدف المعرض إلى مساءلة برسم الواقع ضمن السياق الأوسع للفن اللبناني الحديث».