اليورو يتراجع أمام العملات بعد أنباء سلبية عن دول أوروبية

لندن - رويترز - تراجع سعر صرف اليورو إلى أدنى مستوى في خلال شهرين أمام الدولار وإلى مستوى متدن قياسي أمام الفرنك السويسري أمس، متأثراً بأنباء سياسية واقتصادية سلبية عن منطقة اليورو ربما تؤدي إلى مزيد من الانخفاض.
وأقبل المستثمرون على بيع اليورو، في ظل شكوك حول إجراءات التقشف في إسبانيا بعد هزيمة الحزب الاشتراكي الحاكم في الانتخابات المحلية، وبعد خفض النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني لإيطاليا وتزايد التكهنات حول إعادة هيكلة ديون اليونان.
وأفضت المخاوف في شأن دول منطقة اليورو، التي تواجه صعوبات، إلى ارتفاع عائدات سندات هذه الدول في مقابل السندات الألمانية، على رغم المشاكل السياسية الخاصة التي تواجه برلين، بعدما تلقى الحزب الحاكم أيضاً ضربة شديدة في الانتخابات المحلية.
وأكد خبير العملات لدى «أوني كريديت» في ميلانو روبرتو مياليتش، «تراجع اليورو الأسبوع الماضي نظراً إلى انخفاض أسعار السلع الأولية والأسهم»، لافتاً إلى أن «المخاوف المتصلة بالوحدة النقدية الأوروبية باتت محط الأنظار». وأوضح أن «احتمالات استمرار التراجع دون مستوى 1.40 دولار أكثر من احتمالات التعافي، ومن الصعب تخيل ما يغير هذا الاتجاه».
وتراجع اليورو في بداية التعاملات الأوروبية إلى 1.39961 دولار مسجلاً أدنى مستوى منذ منتصف آذار (مارس) الماضي، وباع المستثمرون العملة الموحدة بعدما انخفضت متجاوزة أوامر بيع لوقف الخسائر، عند نحو 1.4030 دولار، وانخفضت أمام الفرنك السويسري إلى 1.2345 فرنك مسجلة أدنى مستوى منذ إطلاقها عام 1999. وربما يؤدي استمرار تراجعها دون متوسطها المتحرك في 200 أسبوع البالغ نحو 1.40 دولار، إلى مزيد من عمليات البيع، فيما تدلّ مؤشرات فنية أخرى إلى مزيد من الخسائر.
وكان الدولار المستفيد الأكبر من خسائر اليورو، إذ ارتفع مؤشره إلى أعلى مستوى في سبعة أسابيع عند 76.247 أمام سلة عملات، بعدما اخترق مستوى مقاومة فنياً عند نحو 76.
وفي سوق المعادن، بلغ سعر أونصة الذهب أمس أعلى مستوى في أسبوعين، مع سعي المستثمرين إلى اللجوء إلى الملاذات الآمنة، بعد الأنباء السلبية عن ديون دول في منطقة اليورو وتصنيفها. وسجل الذهب في السوق الفورية 1518.71 دولار للأونصة، ليكون أعلى مستوى منذ 11 الجاري، وجرى تداوله عند 1508.24 دولار من 1507.39 دولار نهاية التعاملات في نيويورك الجمعة الماضي. وبلغ سعر الذهب المقوم باليورو مستوى قياسياً مرتفعاً عند 1076.42 يورو للأونصة.
ومن أسباب ارتفاع المعدن الأصفر خفض مؤسسة «فيتش» التصنيف الائتماني لليونان ثلاث درجات. فيما عُزي الإقبال على شراء الذهب إلى المخاوف المتصلة بإجراءات التقشف في اسبانيا بعد هزيمة الحزب الاشتراكي الحاكم في انتخابات محلية، وتوقع خفض تصنيف ديون ايطاليا وتزايد التكهنات حول إعادة هيكلة ديون اليونان.
واعتبر المحلل لدى «كريدي أغريكول» روبن بهار، أن «العامل المحرّك يتمثل في شكل واضح في المخاوف المتصلة باليونان، واحتمال إعادة هيكلة ديونها».
وتراجع سعر أونصة الفضة في السوق الفورية إلى 34.65 دولار، في مقابل 35.01 دولار نهاية التعاملات في نيويورك الجمعة الماضي. وانخفض سعر أونصة البلاتين إلى 1747.30 دولار من 1768.50 دولار، والبلاديوم إلى 724.75 دولار من 734 دولاراً.