أعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن هجوم استهدف فندقاً فخماً في كابول، دام 13 ساعة وأوقع 19 قتيلاً، بينهم 14 أجنبياً، قبل مقتل منفذيه، فيما اتهم الرئيس الأفغاني أشرف غني باكستان ضمناً بدعم المسلحين. وقال الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد: «تعرّض فندق انتركونتيننتال لهجوم، شنّه خمسة من مجاهدينا ينشدون الشهادة». وأضاف أن الفندق «كان مكتظاً بالغزاة، من أميركيين وجنسيات أخرى»، مشيراً إلى أن الهجوم أدى إلى مقتل «عشرات». وقبل إعلان الحركة مسؤوليتها، اتهمت وزارة الداخلية الأفغانية «شبكة حقاني» المرتبطة ب «طالبان»، والتي يُشتبه في صلتها بالاستخبارات الباكستانية، إذ ورد في بيان أصدرته: «وفق استخباراتنا، نظمت الهجوم شبكة حقاني الإرهابية التي تتمتع بملاذات خارج أفغانستان». وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية نجيب دانيش انتهاء الهجوم على الفندق «وقتل جميع المهاجمين»، مشيراً إلى مقتل 19 شخصاً، بينهم 14 أجنبياً، وجرح عشرات. ولفت إلى إنقاذ 153 شخصاً، بينهم 41 أجنبياً. وذكر أن شركة خاصة جديدة تولت أمن الفندق مطلع الشهر، مضيفاً: «نحقق لمعرفة من أين دخل المهاجمون». وكان المسلحون اقتحموا الفندق بعد الساعة التاسعة ليل السبت، اثر تفجير، ثم بدأوا إطلاق النار عشوائياً. وقال أحمد حارس ناياب، مدير الفندق الذي نجح في الفرار سالماً، إن المسلحين دخلوا الجزء الرئيس من الفندق من خلال مطبخ، قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى بقية أنحاء الفندق، فيما اختبأ كثيرون من النزلاء في غرفهم. وذكر محاسب في الفندق، نجح في الفرار بفضل معرفته الجيدة بالمكان، أن «الحراس فرّوا بلا قتال، لم يردّوا ولم تكن لديهم أي خبرة»، فيما روى شخص يقيم في منزل مجاور للفندق أن «المهاجمين وصلوا عبر ممر خلال العشاء، واحتجزوا رهائن وفتحوا النار». أما عبدالرحمن ناصري، وهو نزيل كان في الفندق لحضور مؤتمر عن تكنولوجيا المعلومات، إنه كان في الردهة عندما رأى 4 مسلحين يرتدون زي الجيش. وأضاف: «كانوا يصيحون بصوت عال (بلغة) الباشتو، وقال أحدهم: لا تتركوا أياً منهم حياً، جيداً كان أم سيئاً. أطلقوا النار واقتلوهم جميعاً». وكتب عزيز طيب، المدير الإقليمي لشركة «أفغان تلكوم»، على موقع «فايسبوك»: «أدعوا من أجلي، لن أخرج من هنا حياً». ثم كتب: «خرجت، ولكن حوالى مئة من زملائي وأصدقائي ما زالوا عالقين بين الحياة والموت». ومشّطت القوات الخاصة الأفغانية، تساندها قوات للحلف الأطلسي، طوابق الفندق. ومع طلوع النهار أمس، شوهدت سحب دخان كثيف تتصاعد من مبنى الفندق. كما أمكنت رؤية عربات مدرعة تابعة للجيش الأميركي مدججة بأسلحة ثقيلة، مع وحدات من الشرطة الأفغانية قرب الفندق. وأتى الهجوم بعد يومين على إصدار السفارة الأميركية تحذيراً من هجمات محتملة على فنادق في كابول، وبعد 5 أيام على زيارة وفد من مجلس الأمن لكابول، أفضت إلى اجتماع وزاري للمجلس في نيويورك، خُصص لأفغانستان. واعتبر السفير الأميركي جون باس أن «مثل هذا العنف لا مكان له هنا أو في أي مكان في العالم». أما الرئيس الأفغاني أشرف غني فأعلن أنه أمر بفتح تحقيق، لافتاً إلى أن الجماعات المتشددة تتلقى مساعدة من دول مجاورة، في إشارة إلى باكستان. وأضاف: «طالما ضمنت الجماعات الإرهابية الحماية ووجدت ملاذاً آمناً، فلن تشهد المنطقة أمناً ولا استقراراً». لكن إسلام آباد اعتبرت الهجوم «إرهابياً»، داعية إلى تعاون لمواجهة المسلحين. ويقع فندق «إنتركونتيننتال» على قمة تل وتحيط به حراسة مكثفة، ويُعتبر واحداً من فندقَين فاخرين أساسيَين في كابول، علماً أنه ليس جزءاً من مجموعة فنادق «إنتركونتيننتال» العالمية. وكان تعرّض لهجوم شنّته «طالبان» عام 2011، أوقع 21 قتيلاً. ومنذ ذلك الحين عُزِزت إجراءات الأمن فيه. لكن صحافية من وكالة «فرانس برس» لاحظت السبت، قبل ساعات من الهجوم، إمكان تجاوز عمليات التفتيش عند مدخل المبنى بسهولة، عبر القفز فوق الحواجز.