قدم برنامج «صدى الملاعب»، الذي عرض في شاشة «إم بي سي» أمس، حلقة تكاد لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام. حلقة استثنائية في نهاية 2017، جرّت المشاهد العربي نحو قالب يملؤه السلام في الداخل، بخلاف ما يحدث في الآونة الأخيرة، حين بات المقصد من البرامج التشهير والتصويب نحو هدف لا يخرج من دائرة الفوز بالأعلى مشاهدة. ومعروف أن الفوز بالظهور مع مصطفى الأغا فرصة لا تتكرر مهما كانت مدة الظهور فيها، كونه الإعلامي العربي الأكثر اختلافاً في جانب شديد الرغبة بالنسبة إلى المشاهد السعودي على وجه الخصوص. بل إن بعضهم، وخصوصاً العنصر النسائي، عُرفن من خلال دقائق ظهرن فيها مع مصطفى الأغا، الإعلامي الأكثر جرأة وخبرة رياضية، كما هو ظاهر، إلا أن حلقة أمس اتخذت مساراً وقالباً استثنائيا، فضيوف الحلقة هما الفنانان حبيب غلوم وزوجته الممثلة هيفاء حسين، وعلى رغم أن الرياضة في السعودية بشكل خاص، وفي الخليج بشكل عام، ليست في حاجة إلى فنان يدعم ظهورها، مادة ومحتوى، إلا أن ظهور الزوجين في البرنامج معاً أحدث رد فعل جاذب للمتلقين العرب، على رغم أنه لم يكن الظهور الأول الذي جمعهما معاً. واستطاع البرنامج الخروج من الروتين وكسر الجمود الذي كاد يطاول البرنامج، من خلال تقديم إعداد جيد يسبق الحلقة، ولربما أنها الحلقة الأولى التي تنال هذه المساحة الفنية على الإطلاق. وسلطت الحلقة الضوء على الزوجين من نواح إيجابية، تمكن من خلالها الأغا من تقديم طرح يستحق «الاحترام» من ناحية السؤال وتقنية طرحه، إذ يبدو أن الهدف من العمل كان يسير وفق تقديم مادة مليئة بالحب، فلم يكن هناك بد من اختيار هذين الزوجين بمثابة مثل أعلى في جانب فني يملؤه الإسفاف. تحدث الزوجان عن حياتهما الخاصة، كما يلخصها عرضهما في سناب شات، إلا أن الجميل في علاقتهما هو تأثير الزوج في حياة زوجته، التي تبدو مفعمة بالنشاط وملتزمة احترام المشاهد وتعاليم من أطلقت عليه (بابا)، والمرأة حين تطلق على زوجها هذا المسمى فهي بذلك تكن له ما يفوق الحياة الزوجية من محبة، وبدا على والدها كما يفضل قلبها أن تناديه، الاهتمام الكبير بمشاعرها وأحاسيسها، ولربما الاهتمام بها بوصفها «امرأة»، وهو جل ما تطمح إليه كل سيده في العالم. أدارت الحلقة الضوء مجدداً إلى الجانب الإيجابي في الركن الفني، الذي بدأ - بكل أسف - يتحول ظاهرياً إلى مجال يتضمن كثيراً من الفساد الأخلاقي، في حين لم تسبق جملتنا ما دار في الحلقة التي قال فيها الأغا بهمس يسمعه الضجيج «أنا عارف الوسط عن كثب»، لكن ذلك لم يمنع الحلقة من السمو في دائرة قد لا تتكرر على مستوى البرنامج، في ظل وجود زيجات كاذبة خرجت إلى العلن وانتهت في العلن أيضاً، وخصوصاً في الدائرة الخليجية، ويدل على ذلك التقرير المصور الذي قدمهما بوصفهما زوجين خليجيين منفردين، في حين قدم التقرير نفسه بقية الوجوه من خارج المنطقة الخليجية، ولربما أبرزت الحلقة المطولة في حوارها إمكان الأغا تقديم برنامج فني جدير بالمشاهدة، وهذا إمكان نادر لمقدم أبطال الكرة والرياضة، أما بالنسبة إلى الزوجين فكانت حلقة نالت ثناء المشاهدين في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بوصفها أجمل ما قدم برنامج صدى الملاعب على الإطلاق، وبذلك تستحق أن يتغير اسمها إلى «النهاية السعيدة».