تغريدة واحدة وصورة فشار رمزية، كانت كافية لحشد أكثر من 65 ألف متابع لحساب السينما السعودية، والذي دشنته الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وخصص لنشر أخبار السينما ومعلوماتها في المملكة، إلى جانب أكثر من 1509 تعليقات، و2000 إعجاب و5663 إعادة نشر التغريدة، (حتى كتابة الخبر)، واختيار «الهيئة» كلمة «عدنا» لم يكن محض صدفة، بل كان وبحسب مراقبين «مدروساً ليشير إلى عودة شاشات السينما والتي ولدت في السعودية في الثلاثينات، إلا أنها دخلت ضمن دائرة الحضر والمنع الديني والاجتماعي، وتحولت إلى «منكر يجب القضاء عليه». فتحت «الهيئة» باب الاستثمار في دور السينما أمام المستثمرين، وبدأت تدور أخبار حول نية رجال وسيدات أعمال البدء بانطلاقة السينما الحقيقية على أرض يسافر مواطنوها لدول خليجية مجاورة من أجل الاستمتاع بعروض الأفلام، ولا يهم أن يتابعوا فيلماً أو أكثر وبصورة متعاقبة لإشباع نهمهم، ولإرضاء تعلقهم بهذا الفن العالمي الراقي، بيد أن التغريدة الأخيرة للهيئة، بمثابة إعلان أن العودة ستكون قوية، وأن الماضي الذي كان يرى من دور السينما أنها «حرام» بات من الماضي. توقع مراقبون أن يفتح قرار السماح بإنشاء دور سينما في السعودية شهية المستثمرين المحلين وحتى من هم في الخارج، لكون المشاهد السعودي ذواق للأفلام السينمائية، وهو يحقق مدخولاً كبيراً لدور سينما مجاورة، إذ يقطع المواطن السعودي مسافة طويلة محتملاً الازدحام الخانق في منافذ حدودية، من أجل مشاهدة فيلم، ما يجعل أرضية الاستثمار صلبة وقوية، ونتائج إثمارها مؤكدة، لكون هناك طلباً ينتظر ضخامة العرض، ومن المتوقع أيضاً أن تغازل شركات سينمائية كبرى السوق السعودية، لكون هذا المجال لم يكن جديداً على السعوديين لكنه كان غائباً عن وطنهم وأصبح متاحاً الآن، ما يشير إلى تشوق غير مسبوق للمشاهد السعودي لدخول دور السينما. من المؤكد أن يحظى عرض أول فيلم في صالات السينما السعودية بمتابعة إعلامية غير مسبوقة سواء محلياً أم عربياً وحتى عالمياً، لكونه حدثاً تاريخياً يشير إلى التطور والانفتاح الذي تعيشه المملكة على أصعدة عدة، ومن أبرزها في صناعة الأفلام التي من المؤكد أن يكون للفيلم السعودي حضور، وهو الحاضر في دور السينما منذ أن كانت «حرام»، فكان لأفلام عدة من بينها «مناحي» للفنان فايز المالكي، والذي عرض في صالات السينما الخليجية، وفيلم «وجدة» للمخرج السعودية هدى المنصور والذي حقق جوائز عدة وشارك في محافل عالمية من بينها الأوسكار. وتداول مغردون صور قديمة للسينما في السعودية، وكانت الفكاهة حاضرة كعادتها مع أي حدث، وذهب مغردون إلى التعليق على تلك الصور بقولهم «أهلاً وسهلاً أين كنتم لماذا تأخرتم»؟ في إشارة واضحة لتأخر إنشاء دور السينما، بينما أشار مغرد إلى «أهمية هذا الحدث، كون السينما أحد مصادر الثقافة والوعي المجتمعي، وهذا القرار انعكاسه إيجابياً على مجتمع يقدر ويحترم الفن».