أ ب، رويترز، أ ف ب - أعادت الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي التي أعدّتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، صوغ أولويات واشنطن في الشرق الأوسط وتتناول إيران والإرهاب، مع تراجع عملية السلام وتجنّب الوثيقة ذكر حلّ الدولتين وإشادتها بالسعي إلى الاستقرار وتعزيز الشراكات والدول الحليفة. وأثارت الوثيقة ردود فعل عنيفة من روسياوالصين اللتين اعتبرهما ترامب «قوتين غريمتين»، ورأتا في الأمر «طابعاً إمبريالياً» و»ذهنية حرب باردة». كما اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن نظيره الأميركي «سيفشل» في إلغاء الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست. وكانت استراتيجية الأمن القومي اتهمت إيران بالعمل ل «زعزعة المنطقة وتهديد أميركا وحلفائنا والتعامل بوحشية مع شعبها». وأضافت أن طهران «راعية لمجموعات إرهابية»، مشيرة بالاسم إلى «حزب الله». كما لفتت إلى أن إيران تطوّر صواريخ باليستية، متعهدة العمل لإضعاف دورها ومنعها من امتلاك سلاح نووي، إضافة إلى تحسين نظام الردع ضدها لدى شركاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا. وأفادت الوثيقة بأن الإدارة الأميركية تسعى إلى شرق أوسط «لا يشكّل ملاذاً آمناً أو منبعاً للجهاديين الإرهابيين، ولا تسيطر عليه أي قوة معادية للولايات المتحدة، ويسهم في سوق نفط عالمي مستقر». ولاحظت تداخل المشكلات بين التوسّع الإيراني وانهيار دول والأيديولوجيا الجهادية والركود الاقتصادي والاجتماعي، في بلوغ الواقع الراهن في الشرق الأوسط. ورأت أن جهود الإدارة تسهم في تعاون الشركاء في المنطقة لرفض التطرّف الإسلامي والعنف والأيديولوجيات المتشددة. واعتبرت أن «إسرائيل ليست سبب مشكلات المنطقة»، مستدركة أن واشنطن تبقى ملتزمة «تسهيل اتفاق سلام شامل مقبول من الإسرائيليين والفلسطينيين». ولم تذكر أي إشارة إلى حلّ الدولتين أو إلى أن السلام الفلسطيني - الإسرائيلي في مصلحة الأمن القومي الأميركي، علماً أن هاتين المسألتين وردتا في الاستراتيجية التي أعدّتها إدارة الرئيس السابق لباراك أوباما. وأيّدت الاستراتيجية تعزيز مجلس التعاون الخليجي وتعاضده، ودعم العراق واستقلاله. وأشارت إلى أن الهدف في سورية يتمثّل في تسوية للحرب الأهلية والتمهيد لعودة اللاجئين. ووَرَدَ في الوثيقة أن «الصينوروسيا تتحديان قوة أميركا ونفوذها ومصالحها، وتسعيان إلى تقويض الأمن والازدهار الأميركيَين، كما تريدان صوغ عالم يمثل نقيض قيم أميركا ومصالحها». وأضافت أن موسكو «تحاول إضعاف النفوذ الأميركي في العالم وإثارة شقاق مع حلفائنا وشركائنا»، وشكت من «تدخلها في الشؤون السياسية الداخلية لدول في العالم، عبر أشكال حديثة من أساليب التخريب». كما اتهمت الصين ب «تقويض أمن» الولاياتالمتحدة و»ازدهارها»، وبالسعي إلى «إزاحتها» من آسيا - المحيط الهادئ ونشرها «ملامح نظامها الاستبدادي». ورأى ترامب أن الولاياتالمتحدة «تواجه قوتين غريمتين هما روسياوالصين، تسعيان إلى النيل من نفوذ أميركا وقيمها وثروتها»، مستدركاً أنه يرغب في إقامة «شراكات كبرى» معهما. وندد ناطق باسم الكرملين ب «طابع إمبريالي للوثيقة» و»رفضها التخلّي عن عالم أحادي القطب»، مشيراً إلى أن روسيا «لا يمكن أن تقبل بأن تُعامَل على أنها تهديد لأمن الولاياتالمتحدة». كما حضّت ناطقة باسم الخارجية الصينيةالولاياتالمتحدة على «وقف تحريف متعمّد للنيات الاستراتيجية للصين، والتخلّي عن مفاهيم عفا عليها الزمن، مثل ذهنية الحرب الباردة». ورأت السفارة الصينية في واشنطن «أنانية» في أن تضع دولة «مصالحها الوطنية فوق مصالح الدول الأخرى والمصلحة المشتركة للمجتمع الدولي»، فيما اعتبرت صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية أن الوثيقة «تعكس امتناع واشنطن عن قبول واقع صعود الصين».