ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 36439    الهيئة العامة لمجلس الشورى تعقد اجتماعها الرابع من أعمال السنة الرابعة للدورة الثامنة    التخصصي يعالج حالة مستعصية من الورم الأصفر بعد معاناة 26 عاما    لأول مرة على أرض المملكة.. جدة تشهد غداً انطلاق بطولة العالم للبلياردو    هييرو يبدأ مشواره مع النصر    الاتحاد بطلا لشاطئية الطائرة    التجارة تدعو لتصحيح أوضاع السجلات التجارية المنتهية تجنبا لشطبها    الحزن يخيم على ثانوية السيوطي برحيل «نواف»    المملكة تسجل أقل معدل للعواصف الغبارية والرملية لشهر مايو منذ 20 عاماً    اجتماع حضوري في الرياض على هامش أوبك يضم السعودية وروسيا والإمارات و5 دول أخرى    "الجمارك" تبدأ قبول دفتر الإدخال المؤقت للبضائع    عقود ب3 مليارات لتصنيع وتوريد أنابيب الصلب ل"أرامكو"    مواطن يزوّر شيكات لجمعية خيرية ب34 مليوناً    وحدات تأجيرية للأسر المنتجة بمنى وجبل الرحمة    «رونالدو» للنصراويين: سنعود أقوى    الجامعة العربية تطالب المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة    أمير الرياض يستقبل زبن المطيري المتنازل عن قاتل ابنه    "فعيل"يفتي الحجاج ب 30 لغة في ميقات المدينة    أمير الشرقية يهنئ رئيس المؤسسة العامة للري بمنصبه الجديد    3109 قرضا تنمويا قدمته البر بالشرقية وحصلت على أفضل وسيط تمويل بالمملكة    الصناعة والثروة المعدنية تعلن تخصيص مجمعين لخام الرمل والحصى في بيشة    توافد حجاج الأردن وفلسطين والعراق    "مسبار" صيني يهبط على سطح "القمر"    تواصل تسهيل دخول الحجاج إلى المملكة من مطار أبيدجان الدولي    الأهلي يلاقي الأهلي المصري في اعتزال خالد مسعد    "الصحة العالمية " تمدد مفاوضات التوصل إلى اتفاقية بشأن الأوبئة    «الصهيونية المسيحية» و«الصهيونية اليهودية».. !    كارفخال يشدد على صعوبة تتويج الريال بدوري الأبطال    البرلمان العربي يستنكر محاولة كيان الاحتلال تصنيف الأونروا "منظمة إرهابية"    إرهاب «الترند» من الدين إلى الثقافة    ارتفاع ملموس في درجات الحرارة ب3 مناطق مع استمرار فرصة تكون السحب الممطرة على الجنوب ومرتفعات مكة    جنون غاغا لا يتوقف.. بعد أزياء من اللحم والمعادن.. فستان ب «صدّام» !    جامعة بيشة تحتفل بتخريج الدفعة العاشرة من طلابها    توجيه الدمام ينفذ ورشة تدريبية في الإسعافات الأولية    غرامات وسجن وترحيل.. بدء تطبيق عقوبة «الحج بلا تصريح»    فيصل بن فرحان يؤكد لبلينكن دعم المملكة وقف إطلاق النار في غزة    بونو: قدمنا موسماً استثنائياً    لهو الحيتان يهدد السفن في المحيط الأطلسي أرجعت دراسة ل "اللجنة الدولية لصيد الحيتان"، سبب    «تراث معماري»    روبوتات تلعب كرة القدم!    بعضها أغلق أبوابه.. وأخرى تقاوم.. تكاليف التشغيل تشل حركة الصوالين الفنية    اطلاق النسخة الثالثة من برنامج "أيام الفيلم الوثائقي"    البرامج    قصة القرن 21 بلغات العالم    قيصرية الكتاب: قلب الرياض ينبض بالثقافة    التصميم وتجربة المستخدم    مقاطع ريلز التجريبية أحدث ميزات «إنستغرام»    "أسبلة المؤسس" شهود عصر على إطفاء ظمأ قوافل الحجيج منذ 83 عاماً    توزيع 31 ألف كتيب لإرشاد الحجاج بمنفذ البطحاء    الدفاع المدني يواصل الإشراف الوقائي في المسجد النبوي    «المدينة المنورة» صديقة للتوحد    تركيا: تكاثر ضحايا هجمات الكلاب الشاردة    إصدار 99 مليون وصفة طبية إلكترونية    توصيات شوريَّة للإعلان عن مجالات بحوث تعزيز الصحة النفسية    مشروع الطاقة الشمسية في المركز الميداني التوعوي بالأبواء    مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    وزير الداخلية للقيادات الأمنية بجازان: جهودكم عززت الأمن في المنطقة    الأمير فهد بن سلطان: حضوري حفل التخرُّج من أعظم اللحظات في حياتي العملية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لبنان:سليمان يدعو إلى العودة من ساحات الجوار والتمسك بالحوار
نشر في الحياة يوم 18 - 05 - 2014

دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان من بلدة بريح الشوفية الى «الابتعاد عن الصراعات الخارجية والتمسك باعلان بعبدا»، داعياً الى «العودة الى لبنان والانسحاب من ساحات الجوار» ومعتبراً ان «على الجيش ان يمسك وحده بالسلاح لكسر الحواجز وتجارب الامن الذاتي». واعتبر رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط ان «خيار الوسطية والاعتدال والحوار يثبت صوابيته في مواجهة تناحر الاضداد»، فيما اشار البطريرك الماروني بشارة الراعي الى «اننا ننتظر برجاء من المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية ملتزم بواجبه قبل 25 الجاري ويواصل خط الرئيس سليمان والمصالحة السياسية بين 8 و14 اذار».
اختتم سليمان عهده امس بختم جرح الجبل فرعى مصالحة بريح البلدة الوحيدة المتبقية في حضور حشد رسمي وسياسي وديني وعسكري وحزبي وشعبي كبير باحتفال حاشد اقيم في البلدة وسط زغاريد النسوة ونثر الورود ابتهاجاً بالمصالحة. وكانت المحطة الاولى ساحة البلدة حيث استقبل سليمان بعرض فولكوري قبل ان يصافح الحضور وفي مقدمهم الراعي وشيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ووزيرة المهجرين اليس شبطيني والنائب جنبلاط والسفير البابوي غابريال كاتشيا ورجال دين وعدد من النواب وفاعليات المنطقة.
وألقت شبطيني كلمة قالت فيها: «نختم جرحاً من جراح الحرب الأهلية الأليمة ونشهد على إعلان هزيمة التفرقة وانتصار الوحدة الوطنية والعيش المشترك».
وتوجهت الى رئيس الجمهورية: «لن نقول لكم وداعاً فأنتم وإنجازاتكم الكبيرة باقون في البال والوجدان وسيبقى وليد بيك وفياً كعادته لمواقف فخامتكم الوطنية ناشطاً لترسيخ السلم الأهلي بحكمة واعتدال».
ثم تحدث جنبلاط فقال: «نختم اليوم برعاية رئيس البلاد العماد ميشال سليمان الجرح الاخير والاليم لحرب الآخرين على أرضنا». وأضاف: «نقفل معكم يا فخامة الرئيس صفحة سوداء من صراع عبثي فرّق ومزّق بين أفراد العائلة الواحدة في هذه القرية الشوفية الوديعة بريح. معكم نفتح صفحة جديدة من العيش المشترك المبني على الاحترام المتبادل للرأي والرأي الآخر وعلى تثبيت التنوّع ضمن الوحدة وعلى طي صفحة الماضي بما تمثله من آلام ومآس وأحقاد وعلى فتح صفحة المستقبل بما تعنيه من انفتاح وتلاق ومحبة». وتابع: «في هذا اليوم تختمون عهداً حافلاً بالنجاحات والتحديات والمخاطر التي قلّ نظيرها وقد استطعتم على رغم كلّ شيء قيادة السفينة عبر أمواج هائلة كادت، لولا حكمتكم وشجاعتكم وصبركم وهدوء أعصابكم، أن تغرق السفينة مرات ومرات، لكنكم حافظتم على رباطة الجأش ووقفتم في مواجهة التحديات بمقاربة واقعية وصارمة عند الضرورة لمنع البلاد من الوقوع في مهب الفراغ أو الفوضى، الأمر الذي نال إعجاب العالم بأسره وتقديره. لقد وضعتم وشاركناكم في صوغ أسس واضحة للسياسة الدفاعية من اجل حماية لبنان فقط ترسي إمرة الدولة فوق كل اعتبار، عنيت به اعلان بعبدا، ونحن نعلم ان حسرتكم كبيرة كوننا جميعا لم نتمكن من ترجمته عملياً نتيجة الظروف التي جعلت من لبنان جزءاً من محور عربي وإقليمي حال دون تطبيقه».
وزاد: «أما وقد وصلنا الى الاستحقاق الرئاسي وسط هذا الصخب والضجيج والضوضاء ووسط انقسام في البلاد لا مثيل له على حساب المصلحة الوطنية فإنني سأقولها بكل صراحة وراحة ضمير ان خيار الوسطية والاعتدال والحوار الذي اخترناه سوية والذي سنستمر به يثبت يوماً بعد يوم صوابيته في مواجهة دوامة تناحر الاضداد كما يكرّس نهج تثبيت الدولة».
وتوجه جنبلاط الى البطريرك الراعي قائلاً: «إن وجودكم اليوم بيننا وبين أهلكم في الجبل وفي هذه المناسبة التاريخية لوأد هذا الجرح من تلك الحقبة البغيضة السوداء، هو خطوة مباركة وجبارة تأتي في سياق استكمال مسيرة سلفكم الصالح البطريرك صفير الذي رعى المصالحة في الجبل مصالحة لبنان العام 2001 في المختارة. وفي هذا السياق، فإن جهودكم المستمرة في لبنان والمهجر وسعيكم الدؤوب للتواصل والتفاعل مع أبناء رعيتكم أينما وجدوا في كلّ أنحاء الارض إنما تعكس حرصكم عليهم فرداً فرداً وإصراركم على ان تؤكدوا لهم تمسككم بهم ومشاركتهم همومهم ومشاكلهم وقضاياهم وهو ما يعكس سلوكاً إنسانياً يتخطى حواجز التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا ويعطي أملاً ببقاء المسيحيين خصوصاً في هذا الشرق المتغيّر في هويته ودوره ورسالته. فاسمحوا لي ان أثمن جهودكم في حفظ الارض وصونها وضرورة ان تتخذ تلك الجهود أشكالاً منظمة كي نحافظ وإياكم مع سائر مكونات المجتمع اللبناني المتنوّع على التعددية التي طالما ميّزت لبنان».
وتابع: «أستذكر معكم في هذه المناسبة دور الارشاد الرسولي الذي ذكّر بدور المسيحيين في النهضة العربية. اليازجيان وبطرس البستاني وسواهم العشرات ممن حفروا في التراث العربي علامات غير قابلة للتشويه أو الإغفال. وعلى رغم قساوة الظروف السياسية والأمنية في المنطقة العربية التي تشهد مخاضاً عسيراً من أجل التغيير، فإن وجودكم والوجود المسيحي في لبنان والشرق ضرورة، لأنه يكمل خارطة التنوّع ويعززها بما يتماشى مع مسارها التاريخي ويُبعد عنها الأحاديّات والثنائيات التي تفقد المجتمع حيويته وتعدديته».
رئيس جديد
ثم القى البطريرك الراعي كلمة خاطب فيها سليمان قائلاً: «فخامة الرئيس إن اجمل ما تختتمون به عهدكم رعاية المصالحة في بلدة بريح العزيزة. يُسعدنا ان نحتفل معاً بلقاء العودة والمصالحة وقد اعتبرتم قضية بريح المزمنة جرحاً نازفاً في منطقة الشوف والجبل وينبغي تضميد هذا الجرح مهما كلّف الأمر فيهدأ بالكم وأنتم تسلمون قيادة سفينة الوطن الى رئيس جديد. وننتظر برجاء من المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 أيار الجاري والذي تفصلنا عنه سبعة أيام فقط، ملتزماً هذا المجلس بواجبه الذي دعوتموه اليه بالامس بموجب المادة 53 من الدستور».
وتابع: «في كل حال يا فخامة الرئيس آليتم على أنفسكم اجراء هذه المصالحة قبل انهاء خدمتكم على رأس الدولة العزيزة، واننا نقدر كل التقدير الجهود التي بذلها والتسهيلات التي قدّمها النائب جنبلاط واصحاب الارادات الطيبة».
وقال: «هذا الاحتفال يعود بنا الى 7 آب/اغسطس 2001 عندما أرسى أسس المصالحة الوطنية في المنطقة والجبل البطريرك صفير والنائب جنبلاط، وكما يومها دعا غبطة البطريرك صفير الى المصالحة الوطنية الشاملة في كل المناطق اللبنانية مثلما حصل غداة الاستقلال ونهاية الانتداب الفرنسي يوم اجتمع اللبنانيون مسلمين ومسيحيين من جميع الاطراف واعلنوا الميثاق الوطني، فإننا اليوم ايضا واستكمالا لهذه المسيرة ندعو اللبنانيين الى شجاعة الاجتماع معا وتجديد ميثاقهم الوطني الذي يحمي الجميع».
وأضاف: «تبقى المصالحة السياسية بين جميع اللبنانيين ولا سيما بين فريقي 8 و14 آذار هي الغاية المنشودة ومنها كمصدر تتحدر كل المصالحات. لقد وضعنا في المذكرة الوطنية التي أصدرناها في 9 شباط (فبراير) الماضي عناصر المصالحة السياسية انطلاقا من الثوابت الوطنية المرتكزة على الميثاق الوطني والدستور، لذا نحن بحاجة الى رئيس للجمهورية يواصل خطكم ويبدأ من حيث وصلتم في البلاد، بحاجة الى رئيس ذي شخصية تتميز بالتجرد من اي مصلحة خاصة وبالصدقية وبتاريخ حياته الحافل بالجمع بين المتباعدين وبالغيرة على مؤسسات الدولة ويكون قادرا على إجراء هذه المصالحة بالتعاون مع جميع المعنيين في الداخل وفي الخارج. نحن بحاجة الى رئيس قادر بصبره وحكمته يقود مسيرة المصالحة الحقيقية التي تنتهي معها حرب المصالح الشخصية والخاصة وهي أخطر من الحرب المسلّحة». وقال: «في هذه المصالحة تخمد الخلافات وتزول العداوات وتتبدل الذهنيات، نحتاج الى رئيس يصالح السياسيين مع السياسة، هذا الفن الشريف في خدمة الانسان والخير العام. نحن بحاجة الى رئيس يستكمل عمل المصالحة والحوار وتقريب وجهات النظر على أسس الحقيقة والعدالة والانصاف التي يتضمنها الميثاق الوطني والدستور».
واختتم الاحتفال بكلمة للرئيس سليمان قال فيها: «بعد واحدٍ وثلاثين عاماً من الانقسام والفرقة، والتهجير والهجرة، حلَّت لحظة اللقاء. انه لقاء وحدة الجبل والبقاء، كما وصفه وليد بك جنبلاط، في لقاء اللجنة المشتركة من المقيمين والعائدين التي رعيناها في قاعة قصر بيت الدين».
أضاف: «لقد كانت بلدتكم مسرحاً لحروبٍ اكبر منها، كما الجبل وكلّ لبنان، اذ تبارز الشرق والغرب، والشقيق والعدو، مستبيحين الارض والبيوت، ومستغلّين القضايا والهواجس، ومتلاعبين بالدماء والارواح، في صراعات محاور اقليمية ودولية، حول النفوذ الدولي، واسقاط اتفاقات الصلح المنفرد مع العدو، واستخدام الارض اللبنانية ساحة حربٍ بالوكالة، بديلاً من الساحات الداخلية».
الابتعاد عن صراعات المحاور
واشار الى ان «تجربة المحن السابقة، أكّدت ما نحن بصددِ التشديد عليه كلَّ يوم، وهو ضرورة الابتعاد عن صراعات المحاور الخارجية، والاقلاع عن وهم الاستعانة بالخارج لاستعادةِ دور، او تحقيق غلبة في الداخل». وقال: «من هنا، وكعبرةٍ مستمَدّة من مآسي الماضي القريب والبعيد، أؤكد التمسُّك بإعلان بعبدا، كاطار وطني متوافق عليه، ووثيقة مؤيَّدة من الامم المتحدة والجامعة العربية، لتحييد لبنان واللبنانيين، عن نزاعات المحاور الاقليمية والدولية. هذا الاعلان المتمِّم للميثاق الوطني، من شأنِ الالتزام به التخفيف من تأثير التحوّلات التاريخية التي تعصف بمحيطنا العربي وخصوصاً سورية، على وفاقنا وامننا السياسي والاقتصادي، والمساهمة في امتصاص التداعيات المتَّصلة، كأزمة النازحين والخسائر الاخرى التي تجاوزت حتى الآن ثمانية بلايين دولار».
اضاف: «لقد تعاهد اطراف هيئة الحوار جميعاً، بالرضا التام، على هذا الاعلان. والوطن لا يقوم إِلا بما يتعاهد اهله عليه، بينما يتهدّده الخطر، عندما يُخلُّ احد الاطراف بالعهد من طرفٍ واحد. لذلك، وحفاظاً على صحّة العقد الوطني وصفائه، ومن هذا المكان بالذات، اناشد بواجب العودة الى لبنان، والانسحاب من ساحات الجوار، تلافياً لانعكاساتٍ لاحقة على الجسم اللبناني، في وحدته وخياراته».
ودعا سليمان الجميع، الى «تنفيذ مقررات الحوار كافة، الذي شارك في جلساته من دون انقطاع الاستاذ وليد جنبلاط. وقد كان خير شريك لي، وداعم لمسيرتي الرئاسية طوال السنوات الست، وقد لعب دوراً كبيراً في التوافق على المواضيع الميثاقية كافة، وكان آخرها وابرزها في جلسة الحوار الاخيرة، بتاريخ 5 ايار، حسماً لما يتم تداوله عن مؤتمر تأسيسي، بالتأكيد على استكمال تطبيق الطائف مع المحافظة على المناصفة في المجلس النيابي بالاضافة الى مجلس الشيوخ وفقاً لما اعلنه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووافق عليه الحاضرون، ومن بينهم رئيس الحكومة تمام سلام، ورؤساء الحكومات السابقون».
وقال: «ان لقاء اليوم، يؤكد ثوابت شكّل الخروج عنها استثناءً وكارثة، وتبني العودة اليها والتشبُّث بها ملاذاً آمناً وضماناً للسِّلم الاهلي والاستقرار»، لافتا الى «إنَّ الدولة الواحدة، بجيشها الواحد، الذي يمسك وحده بالسلاح وعناصر القدرة من ضمن استراتيجية وطنية للدفاع، هي القادرة على الدفاع عن الوطن، وكسر الحواجز والمنعزلات والغيتوات الطائفية».
بعد ذلك، انتقل سليمان والحضور الى كنيسة مار جاورجيوس حيث تم وضع الحجر الاساس لاعادة اعمار الكنيسة، قبل ان ينتقل الى دار بريح ( بيت الضيعة) للطائفة الدرزية، لينتقل بعد ذلك ويضع الحجر الأساس لإعمار كنيسة مار الياس.
وظهراً، لبى سليمان الدعوة الى مأدبة غداء اقامها جنبلاط على شرفه، واحتفاء بانجاز المصالحة، في دارته في المختارة في حضور السفير البابوي ورجال دين وعدد من الوزراء والنواب وفاعليات المنطقة. وقال جنبلاط: «نرحب بالرئيس سليمان الذي كان من الرجال الرجال، معه كنا في سفينة هوجاء لكنه قاد السفينة عبر صعاب جمة، الى بر الامان والمختارة ستبقى وفية لكم».
بيضة القبان
ورد سليمان بكلمة شكر فيها «الجميع على هذا الاستقبال الذي يعبر عن الدور الكبير الذي لعبته دار المختارة التي انبتت الشهيد كمال جنبلاط، السياسي، الفيلسوف والاديب، والتي ايضا انبتت وليد بك جنبلاط، واقل ما يقال فيه «بيضة القبان»، لكن حبذا لو ان البلد والوضع يحتاج الى «بيضتين»، دلالة الى هذا الاستقبال، وتعلق اهل الجبل بالوحدة الوطنية اولا، وثانيا تعلقهم بالعيش المشترك، وما مصالحة بريح الا اكبر دليل على ذلك، وتعلقهم بصانعي الخير وقاصديه، وتميزهم بالوفاء» . واكد ان «هذا الاستقبال يدل ايضا على ضرورة التعاون في كل المجالات، وهنا اتكلم عن تعاون الاقوياء، وطبعا المعقدون يهوون الخصام، ويجدون مواقع لهم في الخصام، الخصام مع رئيس حكومة، ومع البطريرك، ومع الزعماء. لا، هذا لا يبني دولة، نحن نتطلع الى تعاون الاقوياء، ومن هنا كان تعاون حاولت ارساءه مع رؤساء الحكومات، بدءا مع فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي واليوم تمام سلام، الذي نعول على دور كبير له، هذا التعاون يعمل لتقوية مركز الرئيس وليس العكس، وقد استطاع الرئيس ان يجد مكانا كبيرا له في الوطن جراء التعاون الصادق مع رؤساء الحكومات، التعاون مع رئيس مجلس النواب ايضا، السلطة التشريعية، ولو ان رد بعض القوانين او توجيه الرسائل يحسب انه خلاف، ولكن لا، نحن اتفقنا وتفاهمنا على كل ما نقوم به، كل سلطة من ضمن واجبها الدستوري».
التعاون مع نصرالله وجنبلاط
وقال: «فعلنا ذلك، ووثيقة مذكرة بكركي كانت تأييدا لما قام به رئيس الجمهورية بالتعاون مع الزعماء، تأييداً لاعلان بعبدا وللاستراتيجية الدفاعية، وحصر السلاح بيد السلطة، تأكيدا وتأييدا لكل ما قامت به بعبدا ورئيس الجمهورية بالتعاون مع السلطات السياسية ومع هيئة الحوار ومع كل الزعامات السياسية، ومطلوب ايضا من رئيس الجمهورية التعاون مع من يساعد على الدفاع عن لبنان واعني هنا المقاومة والسيد حسن نصرالله، وهذا التعاون يجب ان يستمر ولكن ضمن رؤية الاستراتيجة الدفاعية التي تحفظ وتحصن الجميع، والتعاون مع الزعماء، أخص النائب وليد جنبلاط».
واضاف: «تعاونا في الرئاسة في كل هذه المواضيع، وكذلك في الحوار»، مشيرا الى ان «آخر جلسة للحوار كانت من اهم جلسات الحوار الوطني، لان ما حكي عن مؤتمر تأسيسي او الحفاظ على المناصفة تم تأكيده في وجود الزعماء المسلمين في الحوار، وهذا امر يسجّل لهذه الجلسة التي صدر عنها بيان خطي مكتوب للمرة الاولى عن الحفاظ على المناصفة واستكمال تطبيق اتفاق الطائف ما يعني حسما نهائيا لموضوع المؤتمرات التأسيسية التي تثير القلق في نفوس اللبنانيين».
وتابع: «وقف وليد جنبلاط الى جانبي في الازمات الكبرى، عندما اشترك الجيش في حرب تموز وعندما قدت شخصيا 15 الف جندي الى الجنوب بعد 36 عاما من فراغ الجنوب من الدولة اللبنانية ومن الجيش اللبناني، وهنا كان الفضل للجميع في محاربة العدو وعلى رأسهم المقاومة المدعومة من الجيش ومن كل الشعب اللبناني». وقال «وقف وليد جنبلاط الى جانبي والى جانب الجيش في نهر البارد وكانت محطة مفصلية مهمة في تاريخ لبنان، وعندها لو لم يضحِّ هؤلاء الابطال الجنود والضباط بدمائهم لكان ذهب الجيش وذهبت قوى الامن وذهبت الدولة بأكملها من لبنان، وقد زرت الجبل مرارا وحضرت مآتم الشهداء من ضباط وجنود في الجبل وفي الاقليم وفي كل ارجاء لبنان، وهنا كان ايضا الجبل بزعامة وليد جنبلاط يقف الى جانبي بجرأة وشجاعة. هناك من يقفون مع الحق ولا يجرؤون على النطق به، وكل الاديان تنص على المجاهرة بالايمان، فاذا كنا نؤمن بالدولة يجب ان نجاهر ولا نختبئ مراعاةً لأي طرف كان».
واضاف: «سيستمر التعاون مع وليد جنبلاط، وما فعلناه سوية يجب ان نحافظ عليه، ولن نسمح لأحد بان يستبيح او يسطّح الثوابت التي تكلمنا عنها، والتي نطقنا بها، سنقف دائما نقرع ناقوس الخطر وندق الجرس عندما يتهاون او يتعامى المسؤولون عن واجبهم وعن الدفاع عن سيادة الدولة وعن الحفاظ على الدستور اللبناني. وفي النهاية أكرر الشكر، واقول بيت الدين والمختارة «بيضتان».
ومن المختارة انتقل سليمان الى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في بيت الدين حيث استقبل عددا من الوزراء. بعدها توجه الى دير القمر حيث وضع الحجر الاساس لمستشفى دير القمر الحكومي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.