شهد مدن يمنية عدة مسيرات تطالب بالتغيير ضمت مئات الالاف، قابلتها تظاهرات مؤيدة للرئيس علي عبدالله صالح تطالب بالحوار الوطني قبل اي تغيير. وكان الرئيس التقى ليل الخميس في صنعاء مجموعة من الشباب وطلاب الجامعات المعتصمين في «ساحة الحرية»، واستمع الى مطالبهم والاسباب التي دفعت الى تنظيمهم اعتصامات وتظاهرات احتجاج. واضافت «أن الشباب تحدثوا بكل وضوح وعبروا بشجاعة عن مطالبهم وفي مقدمها رحيل الرئيس واسقاط النظام بالوسائل السلمية باعتبارها مطالب مشروعة لاخراج البلد من الازمات وانهاء الفساد وتحقيق الاصلاحات الشاملة التي تعيد للشباب اليمني والاجيال المقبلة الامل في مستقبل افضل». وفي حين اكدت المصادر، ان الرئيس اليمني وعد من التقاهم بتنفيذ مطالبهم المعقولة وفتح باب الحوار بين الحكومة وكل المعتصمين في صنعاء وتعز وعدن والمدن اليمنية الاخرى، قالت «ان الشباب اكدوا للرئيس انهم سيواصلون الاعتصام والاحتجاج حتى تتحقق مطالبهم». ورأس علي صالح بعد ذلك إجتماعاً موسعا لعدد من قيادات الدولة ليل الخميس - الجمعة كُرس لمناقشة القضايا والتطورات وما يتصل بالجهود المبذولة من اجل الدفع بالحوار . ووجه بتشكيل لجنة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتورعلي مجور وعضوية نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والامن ووزراء التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم والشباب والرياضة، لإجراء حوار مفتوح مع المعتصمين في صنعاء والمدن اليمنية ومحافظة عدن، والاستماع الى قضاياهم وتطلعاتهم «بما يكفل معالجة قضايا الشباب واعطاءها الأولوية في المعالجات الحكومية والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم في مسيرة البناء الوطني وباعتبار ان الشباب هم الطاقة الحية والهائلة في المجتمع التي ينبغي تسخير قدراتها لما يحقق مصلحة الوطن ويكفل له النهوض والتقدم». وكان مئات الالاف من المعتصمين ادوا صلاة الجمعة أمس في امكنة الأعتصام ورددوا بعدها هتافات تطالب بأسقاط النظام ورحيل الرئيس ورفعوا الشعارات المعبرة عن مطالبهم رافضين الحوار مع السلطة قبل تحقيق مطالبهم لكن الحزب الحاكم حشد عشرات الالآف من مؤيديه في ميدان التحرير لاداء صلاة الجمعة ثم القيام بمسيرة كبرى رفعت فيها شعارات تطالب بالحوار والوئام الوطني وتؤيد مبادرات الرئيس لانهاء الازمة. وشهدت عدن اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة سقط فيها قتيل وعدد من الجرحى وشهدت الحديدة الساحلية (غرب البلاد) تظاهرة شارك فيها الالاف من المعارضين المطالبين باسقاط النظام. وكان نواب من الحزب الحاكم التقوا الخميس مع الرئيس وسلموه مبادرة لانهاء الازمة الراهنة. وقال مصدر ل»الحياة « ان علي صالح وافق على ما ورد في مبادرتهم، ما جعلهم يؤجلون اعلان استقالتهم من الحزب الحاكم وللانضمام الى 11 نائبا كانوا اعلنوا استقالتهم قبل يومين احتجاجا على قمع التظاهرات. وأكد النائب عبد العزيز جباري، أن المستقيلين سيشكلون كتلة مستقلة جديدة تضم في عضويتها جميع النواب الذين انفصلوا عن الحزب الحاكم، بحيث تكون هذه الكتلة مستقلة عن جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، سواء كان الحزب الحاكم أو أحزاب المعارضة. وأوضح جباري ل»الحياة» أن هذه الكتلة البرلمانية الجديدة تهدف إلى أن تشكيل قوة برلمانية ضاغطة باتجاه احترام الدستور والقانون، وتفعيل الدور الرقابي للبرلمان، في مساءلة الحكومة والوزراء ومحاسبتهم، كما تهدف إلى أن يكون لها دور في تقريب وجهات النظر بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة، في حال حدوث أي خلافات بينها. كما طالب النواب المستقيلون بتقديم كبار الفاسدين إلى العدالة لمحاسبتهم، والدعوة إلى حوار وطني شامل لا يستثني أي طرف من الأطراف السياسية بالإضافة إلى إعادة ترتيب الجيش على أسس وطنية، والتوقف عن التحريض الإعلامي ضد المعارضة.