دعا زعيم حركة «النهضة» الإسلامية في تونس إلى تقديم مشروع قانون لإعادة العمل بنظام الأوقاف، ما أثار حفيظة العلمانيين، فيما قُتل جندي تونسي بالخطأ في حادث إطلاق نار في ثكنة في العاصمة، أكدت وزارة الدفاع أن لا خلفية إرهابية له. وحضّ الغنوشي كتلة الحركة في البرلمان إلى سن مشروع قانون يعيد العمل بنظام الأوقاف الذي أُلغي في خمسينات القرن الماضي مع إلغاء الملكية وإرساء النظام الجمهوري، مشدداً على أهمية «الاقتصاد التضامني الذي يعبر عنه نظام الأوقاف». واعتبر الغنوشي في حفل تكريم عدد من الطلبة المتفوقين في تونس أمس، أن «قانون الأوقاف سيكون حلاً جذرياً لمشاكل التعليم في تونس»، مضيفاً أن ذلك سيجعل من التعليم اجتماعياً تضامنياً لا ينتمي الى القطاع الخاص ولا الى القطاع العام. وكانت تونس ألغت العمل بنظام الأوقاف (الأحباس) في العام 1957 بعد إلغاء التعليم الزيتوني (التعليم الديني في جامع الزيتونة) وتأميم كل ممتلكاته، قبل أن تتم إعادة ملكية هذه الأملاك الى جامع الزيتونة إثر قرار من مشايخ الزيتونة. وأثارت دعوة الغنوشي حفيظة النخب العلمانية في تونس التي اعتبرت هذه الدعوة تراجعاً عن المكاسب الحداثية للدولة التونسية، فيما تتجه تونس نحو تحديث جملة من التشريعات من بينها المساواة في الإرث بين النساء والرجال التي دعا اليها الرئيس الباجي قائد السبسي. وأوضح الغنوشي أن «جامع الزيتونة لم يكن جامعة خاصة ولا جامعة عامة بل كان قطاعاً ثالثاً يسمى بالاقتصاد الاجتماعي التضامني»، مستشهداً بنظام الجمعيات في التعليم الأميركي الذي يشمل 80 في المئة من التعليم هناك. وتأسس جامع الزيتونة قبل نحو 13 قرناً، وكان يعرف لدى المسلمين باسم «الجامع الأعظم» ويعتبر مثالاً على نظام الأوقاف والصدقات التي يتبرع بها المواطنون لفائدته، وهو ثاني جامع يبنى في تونس بعد جامع «عقبة بن نافع» في محافظة القيروان وسط البلاد التي أسسها المسلمون سنة 50 هجرية.