رداً على الخبر المنشور في الصفحة الأولى في «الحياة»، العدد «17475»، بتاريخ «4 ربيع الأول 1432ه»، (7 شباط/ فبراير 2011)، بعنوان (لعنة غوانتانامو تطارده: بوش يلغي زيارة لجنيف خوفاً من «التوقيف»). هكذا هي السياسة ترفع أقواماً وتضع آخرين عبر مراحلها الماضية وتفاصيلها الآتية ومستقبلها المجهول! ولن يستغرب أي متابع للأحداث أن ينتهي المطاف بالرجل الذي كان يرأس أكبر دولة في العالم، بلد الساسة الكبار الولاياتالمتحدة الأميركية «جورج دبليو بوش»، مطارداً شريداً، تكتنفه المخاوف ويترقبه الحذر، قد قذف الله في قلبه الرعب من حيث لا يحتسب! بعد أن كان يقود الأسطول العسكري المتناهي في ضخامته، بإشارة من إصبع من أصابعه، ليدك معاقل الأبرياء، ويشرد المدنيين في بقاع الأرض الآمنة، مستعرضاً آلاته ومقاتلاته وجبروته! وناقماً على النسل المسلم والأسر المعتصمة بالله القهار في عقر دارها، وذلك تحت ذريعة حربه على الإرهاب، ها هو اليوم أجبن من أن يواجه الذهاب لحضور احتفال لمنظمة خيرية يهودية! في جنيف في 12 شباط (فبراير) الجاري، خشية تعرضه للاعتقال بدعوى ممارسة التعذيب. ولكم أن تتخيلوا أن عدد صفحات العريضة التي ستسلمها منظمتا «هيومان رايتس والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان» اللتان تتخذان من نيويورك مقراً لهما، كانتا تزمعان تسليم محكمة جنيف عدد صفحات هذه العريضة «2500» صفحة، تتهم بوش بتعذيب معتقلي «غوانتانامو»، وأساليب استجواب وحشية، تشمل الإغراق الوهمي بالماء، وهو ما اعترف بوش بتخويله للمحققين في مذكراته السوداء، التي صدرت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، «2500 صفحة»، مقدار العريضة التي تحمل في ثناياها مشاهد الإجرام الخفي لمن كان يتشدق بالعدالة في خطاباته الكاذبة، وتهديداته المليئة خسةً وغدراً. أين ستذهب أيها الظالم المتغطرس بقوتك من بطش الجبار؟ أي سحابةٍ ستظلك؟ وأي أرض ستقلك؟ لم يكن الحذاءان اللذان خلعهما منتظر الزيات من قدميه ليرمي بهما وجهك المليء دناءةَ وكفراً، لم يكن ذلك سوى الإرهاصات الأولية لسيل اللعنات التي ستلاحقك أينما ثُقفت! إنه الوعيد الإلهي والخزي الذي يتربص بالطغاة الظالمين... أين ستذهب من عقاب الله؟ وأي نظام سيؤيك؟ إنك تبدو الآن أحقر خلق الله تعالى، مطارد في الأرض، تزدريه كل الكائنات، قال تعالى (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين، فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظةً للمتقين) صدق الله العظيم. لقد أخافك إجراء قانوني في الأرض سيعرضك لعقوبة دنيوية، فمن ينجيك يومئذِ من الله القوي شديد العذاب؟! معاذ الحاج - جازان [email protected]