دعا القائد السابق لسلاح البحرية الاسرائيلي ايلي ماروم الى "كسر احتكار سلاح الجو للحرب"، معتبرا ان التوزيع الصحيح للقدرات النارية في الحرب المقبلة سيزيد فاعلية عمليات الجيش ويقلص اتكاله على قدرات سلاح الجو، وبالتالي يخفض التكلفة. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الاثنين عن ماروم تشكيكه في صحة تصريحات قائد سلاح الجو امير ايشل خلال استعراض جوي اقيم أخيراً لمناسبة الاحتفال بانشاء دولة اسرائيل، وتفاخر فيها بقدرات سلاح الجو "على انهاء الحرب في الشمال بنجاح وبسرعة فائقة" خلال أيام. وقال ان كلام ايشل "يقلب المبدأ العسكري الذي يقول ان القوات البرية تهاجم العدو وتنقل ساحة الحرب الى الجانب الثاني من الحدود كي تحسم المعركة بسرعة، فيما يساعدها سلاح الجو من خلال قصف اهداف في الجبهة الداخلية للعدو. في حين يعتبر ايشل ان سلاح الجو يمثل قوة النار الوحيدة التي يمكنها اصابة الاهداف العميقة في كل مجالات المواجهة، وهذا يعني احتكاره للحرب". وبحسب ماروم، فإن "الواقع يتغير في المنطقة الآن ويتطلب ذلك تغييراً ايضاً لدى الجيش الاسرائيلي". ويضيف ان "التهديد باجتياح القوات المعادية لإسرائيل اصبح أقل، وفي المقابل تتراجع قدرة الجيش البري على المناورة في المناطق المأهولة وراء الحدود، ضد قوات المشاة والتنظيمات التي تستخدم الصواريخ المضادة للدبابات والتي تتسبب لها بإصابات بالغة. وفي المقابل، يتزود العدو بعشرات الاف الصواريخ الدقيقة التي يمكنها اصابة الجبهة الداخلية الاسرائيلية، وفي أعقاب الحرب في سورية والعلاقة المتبادلة بين سورية وحزب الله، يمكن ان نضيف اليها صواريخ أرض-جو المتطورة". ورأى ماروم ان "الحديث يدور هنا عن تهديد ملموس، فسلاح الجو لن يتمكن من العمل بنجاعة، في وقت تتعرض قواعده لهجمات صاروخية، وعندما تحلق الطائرات ستواجه منظومات مضادة ومتطورة ستشوش عملها. وحين يصبح تعلق الجيش بسلاح الجو مسألة شبه مطلقة، سيكون من الصعب عليه تقديم الرد الملموس على الصواريخ، وسيطول امد الحرب كثيرا، ما سيؤدي الى الحاق ضرر كبير بالجبهة الاسرائيلية المكشوفة". واعتبر القائد السابق للبحرية الاسرائيلية ان "التقنيات الحديثة تتيح اطلاق النيران الدقيقة والآلية من اليابسة والبحر، بشكل لا يختلف تماما عن القصف الجوي، وستتيح امكانات كهذه للجيش توجيه اصابات دقيقة لعمق اراضي العدو، وبالتالي تقليص الاتكال المطلق على سلاح الجو". وحذر ماروم من ان اسرائيل لم تتعلم الدرس، وقال: "ان بداية حرب يوم الغفران (1973) كانت مفاجئة، وتم توجيه الانظار كلها الى سلاح الجو، القوة الوحيدة التي كان بمقدورها تقديم الرد العاجل والناجح. لكن سلاح الجو لم يستطع مواجهة الصواريخ الجديدة المضادة للطائرات، خصوصا على الجبهة المصرية، وفي نهاية الأمر اضطرت القوات البرية الى دخول المعركة والانتصار بدون مساعدة جوية، ومن خلال تحمل الهجمات الجوية المعادية". واضاف ان "وصف ما حدث في حرب 1973 كان ان الصاروخ أحنى جناح الطائرة، لكن اسرائيل لم تتعلم الدرس التاريخي، وتواصل استثمار جانب كبير من ميزانية الامن في الطيران، وفي تطوير احتكاره لكل ما يتعلق بتوجيه النيران الى اعماق العدو".