سيطرت قوات مكافحة الإرهاب على أكبر أحياء الجانب الغربي للموصل، بعدما أطبقت الحصار على المدينة القديمة، فيما أعلنت قوات «الحشد الشعبي» استعادتها عدداً من القرى غداة إطلاقها عملية واسعة للسيطرة على قضاء الحضر الذي يبعد نحو 80 كلم جنوب غربي الموصل، ويضم مدينة الحضر الأثرية التي تعود إلى القرن الثاني للميلاد، وكان «داعش» فجرها في آذار (مارس) عام 2015، وتجاورها من الشرق منطقتا الشرقاط وتلول الباج وعدد من القرى التابعة لمحافظة صلاح الدين التي ما زالت خارج سيطرة الجيش، وصولاً إلى جنوب محافظة كركوك. وأعلنت قوات مكافحة الإرهاب في بيان أمس «تحرير حي التنك، غرب الموصل، بعد أسبوع من المعارك العنيفة، وهو من أكبر أحياء الجانب الأيمن وكان للجماعات الإرهابية». وأفاد الناطق باسم العمليات المشتركة الفريق يحيى رسول في بيان بأن «30 في المئة ما زالت تحت سيطرة داعش في الجانب الأيمن، وهي تحت مرمى النيران»، وزاد أن هذا «الجانب مطوق بشكل كامل وتجرى فيه عمليات باستخدام الأسلحة الذكية ذات نسبة التدمير المحدودة». إلى ذلك، تواصل الشرطة الاتحادية محاولاتها لإطباق الحصار على جامع النوري الذي أعلن منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة في العراق والشام»، وكذلك منارة الحدباء الأثرية الشهيرة، وهي تواجه صعوبات منذ أسابيع بسبب كثافة وجود المدنيين، وتداخل الأحياء ذات الأزقة الضيقة. وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر: «دفعنا بتعزيزات من المقاتلين والأسلحة المساندة المضادة للمفخخات لفتح محاور جديدة للتوغل من جهة باب الطوب وباب جديد باتجاه جامع النوري، وتقصف مدفعيتنا مقرات الدواعش ومراكز التدريب وتخزين الأسلحة وطرق الإمداد شمال المدينة القديمة»، مشيراً إلى «قتل 34 داعشياً وتدمير 7 آليات مفخخة ومستودع للذخيرة خلال اشتباكات»، وأضاف أن «حوالى 260 ألف مدني تم تحريرهم في المدينة القديمة منذ بدء الهجوم، حيث كان يستخدمهم الدواعش كدروع بشرية». وأعلنت قيادة شرطة نينوى أمس «تحرير فتاتين مسيحيتين كانتا محتجزتين لدى عنصر من داعش وتعملان كخادمتين لديه في حي التنك، وتمكنتا من الفرار بعد تعرض المنزل لقصف بقنابل الهاون، وتم قتل العنصر»، كما أعلنت الشرطة «تحرير امرأة إيزيدية كانت محتجزة لدى عناصر داعش في قرية الرحمانية، وهي في صحة جيدة وسيتم إرجاعها إلى أهلها». من جهة أخرى، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» في بيان أمس «شن عملية من ثلاثة محاور، بدعم جوي من طيران الجيش لتحرير قضاء الحضر والقرى المحيطة، وبعد ساعات تمت السيطرة على عين صديد وتل هلالة وتل رجم الكبير، وتطهير قرية جاف الخيل والصلال وفجرت عربات مفخخة، فضلاً عن اقتحام وتطهير قرية المسلطن»، وأكدت «تحرير قرية دبيسة بعد فتح ممرات آمنة للمدنيين من المحور الشمالي وإنقاذ 80 عائلة، وهروب عناصر داعش في مخازن الحضر الثانية نحو مركز القضاء». وأوضحت أن «قادة داعش يقومون بنشر مفارز أمنية لمنع المدنيين من الهروب نحو مناطق قوات الحشد، وأطلق خطباء التنظيم تحذيرات إلى السكان عبر مكبرات الصوت بالقتل في حال خروجهم أو فرارهم من منازلهم وقراهم». وأعلنت «كتائب سيد الشهداء»، أحد فصائل الحشد «قطع خط إمداد داعش الرابط بين البعاج والحضر وتفجير سبع مفخخات في قرية المسلطن وقتل سبعة عناصر من التنظيم أثناء المعركة». وأعلن القيادي في «عصائب أهل الحق» المنضوية في الحشد جواد الطليباوي أن «هذه العملية تعد بوابة لتحرير مناطق البعاج والقيروان والسيطرة على الحدود السورية»، لافتاً إلى أن «تحرير قضاء تلعفر غرب الموصل سقط من حساباتنا وأصبح خارج مخططات الحشد، لوجود إرادة ترفض مشاركتنا في تحريره».