وجهت حركة «طالبان باكستان» ضربة مؤلمة الى قادة القبائل الموالية للحكومة امس. واستهدف انتحاريان حملا شحنتين ناسفتين اجتماعاً عقد في مقر حاكم إقليم مهمند القبلي شمال غربي باكستان، ما اسفر عن سقوط 40 قتيلاً وأكثر من ستين جريحاً. وهدف الاجتماع الى اقناع أعيان القبائل بتشكيل ميليشيات يشرف الجيش على تسليحها وتدريبها، للتصدي للحركة المتحالفة مع تنظيم «القاعدة». ويطلق على هذه الميليشيات اسم «لجان سلام»، ويقارنها المراقبون ب «ميليشيات الصحوة» في العراق. وأفاد شهود عيان ان الانتحاريين وصلا على متن دراجة نارية الى المقر الواقع في غلالناي عاصمة الإقليم (على بعد 170 كلم عن إسلام آباد). وفجر احدهما شحنة ناسفة بالحراس، فيما تسلل الآخر الى داخل المقر وفجر شحنته وسط حوالى مئة شخص مجتمعين. وعلى الأثر، اعلن عمر خالد قائد «طالبان باكستان» في مهمند مسؤولية الحركة عن الهجوم المزدوج، وتوعد باستهداف من يتعاون مع الحكومة والأميركيين. ولاحظ مراقبون ان الهجوم يأتي بعد تسريبات لموقع «ويكيليكس» حول التعاون الأميركي - الباكستاني في «الحرب على الإرهاب»، و»تهافت» القيادات الباكستانية لإعطاء واشنطن معلومات امنية والسماح بتحرك وحدات اميركية في مناطق محاذية للحدود مع افغانستان، اضافة الى تأييد الحكومة ضمناً للغارات الأميركية في مناطق القبائل. ويعتبر اقليم مهمند من معاقل «طالبان باكستان» المسؤولة عن اكثر من 420 اعتداء انتحارياً بغالبيتها، أوقعت حوالى أربعة آلاف قتيل في انحاء البلاد في السنوات الثلاث الماضية. وفي 9 تموز (يوليو) الماضي قتل 105 اشخاص بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة في مهمند. وأكدت الحركة في حينه انها تستهدف قادة قبليين متحالفين مع الحكومة. من جهة أخرى، اعلن مسؤولون امنيون ان خمسة متشددين على الأقل قتلوا امس، بصاروخ اطلقته طائرة اميركية من دون طيار على آلية ومنزل شمال غربي باكستان. ووقع الهجوم في قرية خيسور على بعد 35 كلم شرق ميرانشاه كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي. وقال مسؤول امني بارز لوكالة «فرانس برس» ان «خمسة متشددين على الأقل قتلوا» في الغارة.