سلّمت «قافلة الأمل» الأوروبية مستشفى الشفاء في مدينة غزة مساعدات طبية أحضرتها معها من ايطاليا وعدد من الدول الأوروبية، بعدما سمحت السلطات المصرية لها بالدخول الى القطاع عبر معبر رفح الحدودي في ساعة متقدمة من ليل الاثنين - الثلثاء. وسمحت السلطات لنحو 20 من أصل 100 مشارك يتقدمهم عضو مجلس الشيوخ الايطالي فرناندو روسي بالدخول الى القطاع، برفقة 40 شاحنة وسيارة محملة بمساعدات طبية واخرى للمكفوفين. وجال الوفد على عدد من المناطق المدمرة شمال القطاع، وزار المجلس التشريعي ومستشفى الشفاء وجمعيات أهلية. ودان روسي الحصار الاسرائيلي المحكم على القطاع والصمت الدولي عن معاناة إنسانية تهدد حياة مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون في القطاع. وقال في مؤتمر صحافي مع وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة المقالة أحمد الكرد فور وصول القافلة: «من لا يقول لا لهذا الحصار ولا لهذا الظلم لغزة ليس حراً». وأضاف أن القافلة تضم أعضاء من عدد من الدول الأوروبية، منها إيطاليا والنمسا وهولندا وإيرلندا والدنمارك وفرنسا وبريطانيا. وتابع: «كل واحد منا لديه وطنه وبلده، وسواء من دخل غزة منا أو من بقي في الخارج، كلنا يجمعنا أننا غَزِّيون في فكرنا وقلوبنا». وعبَّر روسي عن شكره الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية واستقبالها أعضاء القافلة وتسهيل انتقالهم، مثمنا دور رئيس «الحملة الأوروبية لكسر الحصار» عرفات ماضي في تنسيق القافلة وإنجاحها وإيصالها إلى القطاع. وأشار إلى الصعوبات والمشاق التي واجهتها القافلة على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، خصوصا في اليومين الماضيين. طالبت رئيسة مؤسسة «أوقفوا الاحتلال» الهولندية غريتا داوزنبرغ «بتقديم قادة اسرائيل الذين ارتكبوا جرائم حرب في الحرب الاخيرة على قطاع غزة وحصاره، الى محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب». كما عبّرت عن صدمتها من مشاهد الدمار التي شاهدتها خلال زيارتها لقطاع غزة التي دامت أربعة أيام. وشددت داوزنبرغ في مقابلة أجرتها معها «الحياة» في غزة على أن على «أوروبا أن توقف دعمها الى اسرائيل»، معتبرة أن «المشكلة تكمن في الصهيونية، فهي حركة عنصرية وقتل جماعي وتطهير عرقي، والصهاينة يطردون الفلسطينيين من أرضهم». ووصفت اسرائيل بأنها «دولة مارقة»، متسائلة: «كيف يمكن أن نبني السلام مع دولة مارقة لا تريد السلام، بل استمرار احتلال أرض الفلسطينيين». وأعربت داوزنبرغ عن يقينها أن «اسرائيل لا تريد السلام، في حين أن الشعب الفلسطيني وحركة حماس يريدان السلام». وأكدت أن «المشكلة تكمن في أن اسرائيل تتخذ قرارات أحادية الجانب وتتجاهل الفلسطينيين والقانون الدولي». على رغم ذلك، تعهدت «باستمرار العمل من أجل السلام، سواء في هولندا أو في كل أنحاء العالم» من خلال المؤسسة التي أسستها قبل ثمان سنوات للمساهمة في انهاء احتلال اسرائيل لفلسطين. وشددت على أن «على العالم أن يفرض عقوبات على اسرائيل، مثلما كانت الحال مع جنوب أفريقيا العنصرية، طالما أن المفاوضات وعملية السلام معها غير مجدية». واعتبرت أن «حل القضية الفلسطينية يحتم اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين» الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، «وتطبيق قرارات الأممالمتحدة، وهدم جدار الفصل العنصري، ووقف الاستيطان، وتعويض كل المتضررين من الاحتلال والحرب مادياً». ورداً على ادعاءات الدولة العبرية بأن عودة اللاجئين تعني تدميرها، قالت داوزنبرغ إن هذا الادعاء «غير صحيح، فحق العودة لن ينهي اسرائيل نظراً الى أنه ليس كل لاجئ سيعود الى أرضه. إن المسألة مادية ومعنوية، ويجب أن يأخذ كل لاجئ حقه، ربما بعضهم لا يريد العودة ويفضل البقاء في المناطق التي ولد وترعرع فيها». ورأت أن «اسرائيل تخاف من المشكلة الديموغرافية، وهذا ما دعاها الى استقدام الناس من روسيا وأثيوبيا». وشددت على أن «الوضع يجب أن يتغير في الولاياتالمتحدة، فأميركا اذا غيرت سياستها فإن العالم كله سيسير خلفها، لكن المشكلة تكمن في اللوبي اليهودي القوي الذي يحول دون تغيير الوضع في أميركا». وحضت أوروبا على «كسر القاعدة واجراء حوار مع حماس».