تخريج الدفعة ال 19 من طلاب جامعة تبوك الأربعاء المقبل    سمو ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا بسمو أمير دولة الكويت    جدول الضرب    4 مسارات لتعزيز برنامج الأمن السيبراني في موسم الحج    18 معدة تعمل بالذكاء الاصطناعي تعزز سلامة طرق المشاعر    رئيس الوزراء الفلسطيني يصف الأوضاع ب"الجريمة الإنسانية".. إسرائيل تلوح بضم مستوطنات جديدة    أكد بحثه ملفات إستراتيجية.. البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية ويلتقي قادة الخليج بالرياض    انقسام سياسي يعمّق الأزمة.. ليبيا على حافة الانفجار.. اشتباكات دامية وغضب شعبي    استعرضا دعم العلاقات الثنائية بمختلف المجالات.. وزير الخارجية ونظيره الإيراني يبحثان التطورات الإقليمية    السعوديون يتألقون في دوري المقاتلين.. "صيفي" إلى نصف النهائي.. و"باسهل" يخطف الأنظار    هامشية بين الريدز والجانرز بعد حسم لقب البريمرليج.. معركة دوري الأبطال تجمع نيوكاسل وتشيلسي    50 % الانخفاض في وفيات الحوادث المرورية بالسعودية    ضبط 1203 حالات في المنافذ الجمركية خلال أسبوع    "الداخلية": ضبط 16 ألف مخالف في أسبوع    الرياض تُصدّر العمارة النجدية للعالم في بينالي البندقية 2025    السعودية مركز رائد في العلوم والابتكار والاحتفاء بالمعرفة    عرض 3 أفلام سعودية في مهرجان "شورت شورتس"    "الشؤون الدينية" تكلف 2000 كادر سعودي لخدمة ضيوف الرحمن.. 120 مبادرة ومسارات ذكية لتعزيز التجربة الرقمية للحجاج    100 مركز للتوعوية في الحرم بعدة لغات في موسم الحج    انقطاع النفس أثناء النوم يهدد بالزهايمر    6 مليارات قروض الخدمات الائتمانية    باكستان تؤكد «استمرار التزامها» بوقف إطلاق النار    وصول أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من الصومال لأداء فريضة حج هذا العام    معرض للمجوهرات الثمينة بالمنطقة الشرقية    8 توصيات لتعزيز التنافسية في لوجستيات الأحساء    وزير الصناعة والثروة المعدنية يختتم زيارته الرسمية إلى مملكة الدنمارك    الشباب يخشى الأهلي والفيحاء يحل ضيفاً على الاتحاد    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. إقامة نهائي كأس الملك الجمعة في ال3 من ذي الحجة    تعزيز الأمن الدوائي    "باعشن".. يشارك في اجتماع تنفيذي اللجان الأولمبية الخليجية    100 ألف ريال غرامة الحج دون تصريح    موعد مباراة الأهلي والشباب في الدوري السعودي    تدريبات النصر من دون رونالدو    نائب وزير الحرس: ثقة غالية من القيادة الرشيدة    فهد بن سعد يشكر القيادة بمناسبة تعيينه نائبًا لأمير القصيم    «تعليم الرياض» يفتقد «بادي المطيري».. مدير ثانوية الأمير سلطان بن عبدالعزيز    المملكة وضيوف الرحمن    فهد بن سلطان يرعى حفل تخرج بجامعة تبوك الأربعاء    أوكرانيا وحلفاؤها يقترحون هدنة شاملة لمدة 30 يومًا    الثقافة السعودية تحضر في بينالي البندقية    وزير «الشؤون الإسلامية» يلتقي برؤساء وأعضاء المجالس العلمية لجهة مراكش    وساطة تنهي أخطر مواجهة منذ عقود بين الهند وباكستان    القبض على 11 مخالفًا لتهريبهم 165 كجم "قات" في عسير    إبادة عائلة في غزة وتحذيرات دولية من كارثة إنسانية خانقة    علاج جديد لالتهابات الأذن    الأطعمة المعالجة بشكل مفرط تزيد من خطر الوفاة المبكرة    احتفال الجمعية السعودية للروماتيزم باليوم العالمي للذئبة الحمراء    الحرفيين الاماراتيين يجسدون الإرث الإماراتي الأصيل خلال مشاركتهم في مهرجان الحرف الدولي بمحافظة الزلفي    المملكة ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند    الدكتورة إيناس العيسى ترفع الشكر للقيادة بمناسبة تعيينها نائبًا لوزير التعليم        الهلال الاحمر بمنطقة نجران ينظم فعالية اليوم العالمي للهلال الاحمر    الفرق بين «ولد» و«ابن» في الشريعة    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يتنافس مع 1700 طالب من 70 دولة    بث مباشر من مدينة الملك عبدالله الطبية لعملية قسطرة قلبية معقدة    بعد تعيينها نائبًا لوزير التعليم بالمرتبة الممتازة .. من هي "إيناس بنت سليمان العيسى"    جازان تودّع ربع قرن من البناء.. وتستقبل أفقًا جديدًا من الطموح    هلال جازان يحتفي باليوم العالمي للهلال الأحمر في "الراشد مول"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منصور الهجلة: لا يوجد دعم كافٍ لتنوع قراءة رموز التراث الإسلامي
نشر في الحياة يوم 24 - 01 - 2017

الحديث مع منصور الهجلة هو مزيج من العمق والشمول، فسيفساء من الاهتمامات والاختصاصات أنتجت قدرة على تفكيك الظواهر وتناول جوانبها بيد ماهرة وعقل فاحص وبصيرة نافذة، بين الشريعة التي استقاها من مظانها العتيقة، إذ «أثنى ركبتيه» عند واحد من المبرزين في العلم الشرعي المعاصرين، والقانون الذي نال فيه أخيراً درجة القانون، تتوسطهما الفلسفة التي أحبها وخاض غمارها ودلف إلى أغوارها، تكوين متماسك وغائر يلهب عقله ويتأجج داخله، وهو يوم يدلي برأيه وينهمر بأفكاره، تأتي مكتنزة كل هذا مرة واحدة، فتنزل مكتملة إلا من ناقد يكملها ويجلو حسنها، يذهب بعيداً، يتسلح بالجرأة. بعدّته الفلسفية التي تمكنه من النظر إلى المناطق غير المرئية، يحرضه موقفه من نبذ التقليدية والميل المطلق إلى الاجتهاد بوصفه المؤسس للحياة الدائبة نحو القوة والتأثير، دخل معترك الاهتمام بالشأن العام وشأن الأمة منذ فترة مبكرة من عمره، جعله ذلك خائضاً غمار الفكر وتناقضاته، ليجد «مستقراً فكرياً لضميره، وحلولاً عملية لواقعه».. فإلى الحوار:
هل تواجه السلفية اليوم تحديات عاتية ولماذا؟
- بالتأكيد هناك تحديات لكل التيارات التقليدية، سواء أكانت سلفية أم غير سلفية، والسبب يعود لكثرة التحديات المعاصرة التي حملت أيديولوجيات متعددة من خلال ثورة المعلوماتية في وسائل التواصل الحديثة والمتجددة، أما كونها تجتث جذورها فهذا مستبعد، حتى المجتمعات الحديثة في الغرب ما زالت تحتفظ ببعض المجتمعات المحافظة، والإسلام بطبيعته متأسس على رسم شريعة محافظة يستبعد فيه الاجتثاث الكلي لدرجات المحافظة، والتي منها المحافظة بالشكل السلفي.
البعض يقول إن مؤتمر غروزني رد فعل تاريخي على إقصائية السلفية التي تسيّدت لمدة طويلة؟
- الإقصاء متبادل تاريخياً بين التيارات الحزبية التي خُلقت في التاريخ الإسلامي مثل الصراع بين الأشاعرة والحنبلية (السلفية) منذ فتنة القشيري وبعد تطور الأطروحات الأشعرية وقربها من التصوف والاعتزال، وربما ساد التيار الأشعري في تحالفاته السياسية أغلب التاريخ الإسلامي أكثر من التيار السلفي أو الحنبلي، التطرف موجود في كل طائفة والسبب التحزب العقائدي.
دعوات القراءة الجديدة لفكر ابن تيمية قديمة، ولكنها لم تتقدم خطوة بعد؟
- لم تتقدم بالشكل المرجو لأن السيطرة للحزبي والبسيط والسطحي، لا يوجد دعم كاف لتنوع قراءة رموز التراث الإسلامي مثل قراءة رموز فقهاء التابعين ومن بعدهم وكذلك رموز الأشاعرة والحنابلة، وابن تيمية أحدهم وليس وحيدهم، حيث تميز بأنه استفاد ممن قبله ورتب فكره، خصوصاً المعرفي منه.
هل نحتاج إلى «وهابية جديدة»؟
- نعم نحتاج وهابية جديدة وكما أسميتها في مقالة لي ب «وهابية نقدية» بالمعنى اللغوي للكلمة التي هي تمييزُ الدراهِم وإِخراجُ الزَّيْفِ منها، وبالمعنى الفلسفي العمل على النقد وتنسيب الإطلاقات في الإدراكات والتصورات، والتفريق بين المنهج العلمي والمنهج التأويلي، أو قل بعبارة واضحة فتح باب الاجتهاد المسؤول الذي يعتبر بالعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية اعتبار تكامل لا تضاد، لذا نحتاج إلى نقد التراث النجدي وقبله التراث الذي اعتمد عليه من تراث العلماء والفقهاء نقداً جديداً يستخلص مبادئه القوية النقية المرتبطة بتحرير العبودية لغير الله ونفي التعلق بالوسطاء من مرجعيات دينية وغيرها، ونفي البدع في الدين.
وتأسيس نظرة جديدة للإنسان وحقوقه تنبني على المشاركة والتسامح والتنافس في تحقيق الخيرات للبشرية.
قد رزقت خير الصحوة وكفيت شرها، عرفنا على خيرها وشرها الذي أصاب المجتمع؟
- أعني أنني استفدت في تلك الفترة وأنا شاب صغير بالتركيز على العلوم النافعة كعلوم الآلة في النحو والصرف والبلاغة وأصول الفقه وأصول الدين ومصطلح الحديث وعلوم المقاصد في العقيدة والتفسير والفقه والحديث، كما تمرنا على الخطابة أمام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، أما السلبيات فهي أني لم اندمج في أي حراك حزبي أو جماعي بحيث لا توجد مديونيات على كاهلي من تلك الفترة، إذ كان قرار رحلتي لطلب العلم والذهاب للقصيم قراراً فردياً وكذلك انتقالي للرياض في عام 1417ه كان كذلك، وأخذ الشيخ في خاطره على هذا الانتقال فأرسلت له رسالة اعتذار لما له من حق علي بشكل خاص.
قلت: كنت في ما سبق تقليدياً ولست متشدداً، ما الفارق؟ وهل انتقالك من التقليدية محمدة؟
- نشأتي تقليدية بمعنى أني نشأت على الفقه التقليدي حتى لو كانت الآراء التي آمنت بها تلك الفترة فيها محافظة شديدة، إلا أني لم أتبن شيئاً ضد الآخرين من خلال آراء متشددة كتكفير أو إنكار عنيف على الآخرين، ولعل ذلك يعود لطبيعتي في عدم أخذ الأمور للآخِر.
لماذا قد يجد طرح عدنان ابراهيم قبولاً لدى الشباب؟
- وجد قبولاً عند الشباب الذين يبحثون عن خطاب ديني جريء متسامح يبتعد عن التصلب والنفي للآخر، حتى لو لم يكن المثال الجديد مكتملاً فكرياً وفلسفياً.
تتسبب طروحات «حسن فرحان المالكي» في إثارة الجدل دائماً، ما الموقف الموضوعي تجاه طروحاته؟
- حتى نقارب الإنصاف عند الكلام عن الأخ حسن فرحان، فإنه يجب أن ندرس أمرين: أدواته المعرفية ومدى غناها، ثم تاريخه وما تعرض له في مجتمع أحادي لم يعتد على التنوع الفكري وأثر ردات فعله في انحيازاته.
بالنسبة للأدوات المعرفية فهو ظاهر الضعف من حيث عدم عنايته بالعقليات ولا بمناهج التفسير والتأويل، كمسألة جوهرية العقلي (المنهج الطبيعي)، التحليل المادي والبعد عن الرمزي، وفِي اللغويات التطرف في منع الترادف والظن بإمكان التمييز بجهد المفسر لا مؤلف النص! ثم التناقض في كثير من المسائل، والمبالغة في الأثر الأموي على التدوين مع أن مشكلة التدوين والفهم موضوع مشكلة في التراث البشري كله وليس فقط تراثنا.
هذا من حيث الدلائل، أما من حيث المسائل فهو مبالغ ومهتم بتقرير قضية التكفير لمعاوية، ويرى كل شر في الأمة فهو منه ومن ذريته ومع ذلك تجده عاذراً ومتسامحاً مع قتلة معاصرين في إيران وسورية، تأكيداته لضرورة التسامح مع البشر عدا بني أمية تعتبر تناقضاً كبيراً، فهم عنده بعد إبليس في شرور الكوكب، ومع نقده للمدرسة الوهابية كما يصرح كثيراً تجده غاضاً الطرف عن كَنَسِيَّة المذهب الشيعي في تقديس مراجعه وقوله بعصمة الأئمة.
الدعوة للتسامح والتعايش ممكنة بحياد من غير الحاجة لمنهج محرف ومنحاز مثل منهج وانحيازات حسن فرحان، وذلك لأنه لا يستطيع مقاربة الحياد في قضايا الخلاف الجارية لا من حيث منهجه ولا من حيث شخصه وعداواته التي قد أعذره أحياناً فيها بسبب ما واجهه من عنف وتضييق في معاشه، وأتمنى منه أن يبتعد عن خلط فكره العقدي بمواقفه السياسية، وأن يكون مع أهله وجماعته ولو خالفوه فكرياً وعقدياً.
جاءت مرحلة التنوير عقب عاصفة الصحوة، ولكن التجربة أقرب للفشل من غيره؟
- تسمية المرحلة بالتنوير تسمية افتراضية لا حقيقية، فبالنسبة لي لا أعترف بها، لأني طالب علم وما زلت أقرأ وأفكر وأعتبر وأحلل بشكل مستمر لذلك أتغير.
فهناك مرحلتان: مرحلة التصلب على آراء معينة المخالفة فيها يعد خروجاً عن المذهب أو الاتجاه، ومرحلة ثانية هي بحث واجتهاد قابل للتغير بشكل دائم طلباً للحق والحقيقة.
انتقدت تناول «إبراهيم السكران» لموضوعات التنوير والخطاب المدني؟
- زميل الدراسة ورفيق بدايات المرحلة النقدية، أتمنى أن يخرج قريباً من تجربة الإيقاف، بالنسبة للموقف الفكري سبق لي طرح ونقد كثير من الأفكار التي طرحها أخي الشيخ إبراهيم بدءاً من مقالته «إن هم إلا كالأنعام» مروراً بتأسيسه في مقالته «مآلات الخطاب المدني» الذي أزعم أنه تحريف أكثر من المرحلة السلفية التقليدية، ويفتقر في مقالاته للأدوات الفلسفية النقدية بدءاً بفهم المقولات التي ينقدها وانتهاء بنقدها بطريقة تناسب المستوى الفكري المعاصر لا المستوى السلفي الحركي!
فمحور نقده يعتبر تطرفاً معارضاً للفكر المادي الماركسي الذي يركز على التفسير المادي للأحداث، بينما هو يلغي المادية لمصلحة التفسير العقدي والديني، والتوسط هو أن المادية أو المدنية من جهة والمعنويات والرمزيات والدينيات من جهة أخرى هما متلازمان تلازماً تاماً، بتقرير وسيلية الدنيا للآخرة، وهو الرسالة الأساسية التي جاء الإسلام من أجلها، هذا التقرير تناسب مع التقرير المسيحي المحرف الذي انقلبت عليه المدارس التي نبذت الدين وجعلت خرافة، وكان النصارى في العصور الوسطة يسمون الإسلام بالدين الدنيوي الوثني لاعتباره للدنيا والفنون واحترامه للإنسان وحقوقه مقارنة بالفكر المسيحي القروسطي.
هل يبوء التاريخ أو الواقع بذنب الخطاب الطائفي؟ وكيف نفككه؟
- الخطاب الطائفي موجود تاريخياً، لكنه يخبو في مراحل معينة ويظهر في مراحل أخرى، أما تفكيكه فيحتاج عملاً دولياً وعملاً محلياً على كل الصعد والجوانب العلمية والعملية فكرياً اجتماعياً سياسياً.
لم تتحمس كثيراً لحوار كبار العلماء مع الشيعة؟
- لم أؤيد أن تقوم بذلك أعلى مؤسسة دينية رسمية، فليست وظيفتها القيام بذلك، لكن يمكن أن يقوم بذلك من هو أقل من هذه المؤسسة كالباحثين الأكاديميين، والخوف من الاحتجاج بهذه المحاورة على أساس أنها قيام حجة ومن ثم يتم من خلالها التكفير وتطبيق آثاره من بعض المتشددين.
كون داعش نسخة مطورة من فكر القاعدة وتبلوراتها، قد يعني ذلك أن جهد المعالجة القديم لم يكن في محله؟
- هناك قصور في معالجة هذا الفكر والسبب أن من تصدروا لمعالجته لم يعترفوا بأصول فكرية وعقدية هي أساس المنطلق الفكري، ونبّهت على هذا في مقالات عدة، من ضمنها تقرير الأصل في الحياة السلم وليس الحرب، وتقرير الأصل في الدماء الحرمة وليس استباحة دم الكافر لمجرد كفره، وتقرير الأصل في الجهاد دفع الاعتداء الواقع أو المتوقع وليس لمجرد الكفر.
وتقرير أن تقرير السلم العالمي مطلب إسلامي، وتقرير أن الشريعة مبنية على الأخلاق «معقولة المعنى» والمشترك الإنساني لا على الانفصال عن الأخلاق بتعبدية غير مفهومة وبدعوى لأسلمة تزعم خصوصية الإسلام في المعرفة والاجتماع والاقتصاد والفنون.. إلخ، كل هذه الأطروحات أدت لخلق انفصال فكري ونفسي ونرجسي وهمي عن العالم من كثير من الحركات الإسلامية.
في مسألة ولاية المرأة، هل الأمر يستحق المعالجة؟ وكيف؟
- المرأة مكلفة تكليفاً تاماً وكاملاً مثل تكليف الرجل تماماً ولها حرية الملكية والتصرف كالرجل تماماً، وهي لا تحتاج إلى الوصاية أو الحراسة من الرجال، كما في كل النصوص المقررة، أما الولاية فهي بحسب النص الشرعي لا توجد إلا في النكاح على خلاف معروف في ولاية المرأة الكبيرة لنفسها.
والحقيقة أن الدولة الحديثة تدخلت كثيراً وترجمت عادات اجتماعية في مجتمعاتنا المحافظة التقليدية إلى جعلها قوانين تطلب إذن ولي الأمر في أغلب أمور المرأة مثل التعليم، والعمل، والسفر.. إلخ، والحقيقة أن بعض هذه الأمور ترتبط بالناس وذممهم وعلاقة المرأة بأهلها، لا دخل للدولة بها، يعني جعل هذه الشروط على النساء ثم وضع صلاحية الاستثناء لأفراد مسؤولين في الدولة هو أخذ صلاحية الاستثناء من خصوصيات الناس الذين يعرفون ظروفهم وحاجاتهم أكثر، وهم المسؤولون أمام الله في هذه الأمور وليست الدولة، أما الدولة فوظيفتها الحماية من الاعتداء والتحرش وكل ما فيه تعد على المرأة!
ملامح
الدكتور منصور بن تركي بن صلاح الهجلة العبدلي المطيري كاتب سعودي في القضايا الفكرية والعلوم الإنسانية، وباحث في القانون المقارن.
مر الدكتور منصور الهجلة برحلة علمية طويلة ومنعرجات فكرية عدة، إذ كانت بدايته في جدة، وطلب العلم الشرعي على بعض مشايخها ثم رحل إلى القصيم وتحديداً مدينة عُنيزة.
وانتظم في الحضور للحلقات العلمية للشيخ محمد بن صالح العثيمين ودرس على يد ثلة أخرى من مشايخ القصيم مثل الشيخ سعد الواصل وعبدالرحمن الدهش وعبدالله الفالح وعبدالله الغنيمان وغيرهم.
وكان ملتحقاً بالمعهد العلمي في عُنيزة ثم التحق بجامعة الإمام كلية الشريعة فرع القصيم، ثم أكمل دراسته في كلية الشريعة بالرياض.
وحصل على الماجستير في الأنظمة من المعهد العالي للقضاء، ثم رحل للولايات المتحدة الأميركية ودرس بها ماجستير قانون مقارن من جامعة غربي كاليفورنيا، وأخيراً تخصص في القانون الصحي في برنامج خاص يضم الماجستير والدكتوراه من جامعة وايدنر في بنسلفينيا ودلاوير.
اهتمامات الدكتور الأكاديمية تتركز حول القانون وفلسفته، إذ تخصص في مراحله الأكاديمية العليا في القانون الصحي، وهذا مما جعله مساهماً ومشاركاً في خطة التحول الوطني فرع وزارة الصحة بالمملكة، كما تتركز اهتماماته الثقافية حول الفكر الديني وقضايا التشريع وتأويل النص الديني.
نشر عدداً من المقالات والبحوث العلمية في المجلات والصحف السعودية الورقية والإلكترونية.
وأقام عدداً من المحاضرات داخل المملكة وخارجها، كما شارك في كثير من البرامج السياسية والقانونية والدينية في كثير من القنوات والفضائيات العربية.
يتبنى الدكتور منصور الهجلة حرية البحث الفكري والعلمي، وضرورة فتح الاجتهاد للباحثين الجادين، وعدم التضييق عليهم والإنكار والتأثيم.
يدعو إلى التسامح مع الآخر المختلف دينياً وفكرياً، وتعزيز قيم المواطنة، والتعاون الدولي على تحقيق العدل والتسامح مع الأديان والثقافات المتنوعة، وأن الحضارات والثقافات يجب أن تتوقف عن التصارع لتتحول إلى التنافس على تحقيق قيم الخير والصلاح للبشرية والكون.
رسائل إلى:
الأمير محمد بن سلمان
} أمير المرحلة، تنسب له الجرأة المحمودة في تحريك مياه الأجهزة الحكومية الراكدة، وكان سبباً في وضع خطط قيمة وعظيمة نافعة للبلد، وقد تقع أخطاء جراء ذلك، لكن تعتبر في حدود المستوى الطبيعي. أدعو أميرنا الشاب - الذي نحبه ونفخر بقيادته – لدفع التغيير والإصلاح بالجهاز التشريعي القانوني في الأنظمة الرئيسة بما يتناسب مع المرحلة المقبلة. رؤية 2030 التي فرحت بصدورها وما زلت مؤمناً بها، تحتاج إلى فتح نقاش فيها على المستوى الفلسفي والاجتماعي والاقتصادي ليتم تطوير بعض فقراتها.
صالح آل الشيخ
} شيخنا الشيخ صالح معروف باعتداله وشخصيته المتسامحة عملت تحت إشرافه مع وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للمطبوعات والبحث العلمي الدكتور محمد التركي في معالجة قضايا التطرف والإرهاب منذ عام 2003 وما بعده، واكتشفت ذلك الحين مدى صعوبة هذه المهمة، أتمنى من شيخنا دعم حلول جديدة ومبتكرة في تأسيس نموذج فقهي جديد يؤسس بناء عقلانياً ومتسامحاً مع واقعنا ومستقبلنا وعلاقتنا بالآخر والعالم.
الفقه
} أندب حظ الفقه الذي لا يستطيع مناقشة النظريات الحديثة بالخلود في مستنقع القياسات البائسة لآراء فقهاء سابقين، نأمل بخلق رؤى جديدة.
مركز المناصحة
} غيروا طاقم الناصحين! وعمل مؤتمر أو ورش عمل تحدد ما هي مسائل المناصحة، وقبل ذلك تعيين فريق متنوع يدرس التطرف والإرهاب دراسة مستفيضة من جميع الجوانب العلمية والعملية، من خلال تعاون وزارة الداخلية في السماح لفريق علمي متخصص بذلك يسمح له بالالتقاء بالمتهمين في قضايا إرهاب ودرس فكرهم وأسباب تورطهم بهذه الأفكار.
الحقوقيات السعوديات
} أمامكن صعوبات وعقبات كثيرة، ركزن على التحصيل العلمي، والاعتدال في تبني الأطروحات، وعدم الانسياق للتيارات الحزبية، مع صبر ومثابرة حتى يكون لجهودكن ثمرة لَكُنّ ولأهلكن ومجتمعكن.
المشاهير
} لاحظت أن المشاهير يصلون لدرجة يسقط عن بعضهم الحياء فيرون أن لشهرتهم حصانة ضد حماقات وتصرفات غير لائقة يعملونها جهاراً نهاراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.