ساءني ما قرأت في إحدى الصفحات الإلكترونية، لأحد الكتّاب الرياضيين ذوي الميول المتعصّب، عندما اقترح انضمام حارس مرمى الفريق المنافس (التقليدي) لفريقه، لمنتخب ذوي الاحتياجات الخاصة (من باب النعت والسخرية). وإنّي لآسَفُ بالفعل على مثل هذا التصرف غير الرياضي وغير الأخلاقي من إنسان له قلم يقرأه عشرات الألوف من القرّاء. أسفت، ليس لأنّ هذا الكاتب سخر من حارس المرمى بما ذكر أعلاه! فالحارس المذكور في ما كتبه أخونا (هداه الله)، قد يسمع هذا الكلام من أذن، ويخرجه من أخرى، ولكنّي أسفت لأنّ هذا الكاتب، سخر من شريحة عزيزة على قلوبنا، بطريقة غير مباشرة، تجعل القارئ العادي والمحايد يتقزّز من هبوط مستوى الطرح، بل وسوء الأدب مع ذوي الاحتياجات وذويهم، والضرب بعرض الحائط بمشاعرهم. لو رجي من وراء هذا الكاتب خير وكان فيه ذرّة حياء من الله ومن الناس، لكتب عن إنجازات منتخب ذوي الاحتياجات، وأنصفهم، بدلاً من أن يجعلهم أداة نعت وسخرية يستخدمها ضد غرمائه، وكأنه أخذ على الله عهداً بألا يبتليه الله وذرّيته بما ابتلى غيره من هؤلاء الأعزّاء من ذوي الاحتياجات. هي وصمة عار للصحافة الرياضية أن يهبط طرح بعض منسوبيها لهذا الحد المتدنّي من النقد الساخر من عباد الله، لمجرّد أنّه يعتبر نفسه أفضل وأرقى منهم، لأنّهم مبتلون، وهو غير مبتلى! بل هو قمّة الجهل والحمق. يقول المثل الشعبي: «الله ما يطق بعصا»! وليعلم هذا الكاتب ومن هم على شاكلته، أنّ من لا يحمد الله على نعمه، وبالذات نعمتي العقل والصحّة، ومن يسخر من إخوة له ابتلاهم الله بقصور في أعضاء أجسادهم أو عقولهم، فإنّ الله بصير سميعٌ عليم، يسمع ويرى، ويُمهل، ولكنّه سبحانه لا يهمل! فليحمد هذا الكاتب ربّه وليستغفر ولا يكابر ولا تأخذه العزّة بالإثم! وليعلم أنّ الله عزيز ذو انتقام، وهو سريع الحساب. إنّ من أكثر الناس سوءاً، هم من يقذفون الآخرين بنعوت وأوصاف بذيئة، وهم يختبئون وراء مواقع الكترونية وأسماء مستعارة وشبه مستعارة، وعندما يخرجون للناس تراهم يصعّرون خدودهم ويمشون في الأرض مرحاً، وكأنّهم سيخرقون الأرض أو سيبلغون الجبال طولاً وهم لا يعلمون أن حشرة صغيرة، أو فيروساً حقيراً، يكفي لجعلهم يمشون على ثلاث، أو أربعٍ أو يزحفون زحفاً أو حتّى يكفّنون ويصلّى عليهم ويدفنون بظرف ساعات، وكأن لم يغنوا بالأمس! الرجل الشهم الشجاع، الذي يريد الخير لمجتمعه، سواءً أكان مجتمعاً رياضيّاً أم غيره، عندما يريد أن ينعت الرجال بشيء فيهم، فإنّه يخرج لهم باسمه، متحمّلاً ما قد يأتيه من ردود فعلٍ بكل صراحة وشجاعة، بدلاً من أن يختبئ وراء الأسماء المستعارة، ألم تسأموا أعزّائي القرّاء عصر «فتوّات» الصحافة وبلطجيّتها الذي لا يملّون من التسكّع في أزقّة المواقع الالكترونية المشبوهة، وبعض الصفحات الرياضية التي تستخدمهم كالأراجوزات لتزيد من مبيعاتها على حساب الذوق العام؟!. www.almisehal.net