أوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن إنشاء المركز جاء بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رائد العمل الخيري في المملكة ومؤسس المشاريع الإنسانية التي رسّخت مفهوم التكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن، إذ جُبل على أعمال البر والإحسان منذ نشأته. وقال في مؤتمر صحافي في العاصمة البريطانية (لندن) أول من أمس (الخميس)، بحضور سفير المملكة لدى بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ارتأى بعد توليه مقاليد الحكم توحيد جهود المملكة العربية السعودية الخيّرة في تقديم المساعدات وأعمال الإغاثة الإنسانية تحت مظلة واحدة، وليكون المركز منارة دولية للإغاثة والأعمال الإنسانية ورسالة واضحة للعالم أن هذا الوطن عنوان للسلم والسلام والحرص على حياة الإنسان وكرامته، وديدنه بذل الغالي والنفيس لرفع المعاناة ومساعدة الشعوب والمجتمعات المتضررة، وفق القانون الدولي بعيداً عن أي دوافع أو أهداف سياسية وليعكس ما يوليه من اهتمام بالغ بالعمل الإغاثي والإنساني. وأشار، إلى توجيه خادم الحرمين الشريفين ببذل جميع الإمكانات لدعم جهود الإغاثة والأعمال الإنسانية في مختلف دول العالم من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مبيناً أن افتتاح المركز تزامن مع بداية الأزمة في اليمن، وبحكم الروابط الأخوية والعلاقات الأزلية بين البلدين حرصت المملكة من منطلق مسؤوليتها أن تقدم الدعم والمساندة لليمنيين. إلى ذلك، أبرم الربيعة اتفاق تنفيذ برنامج غذائي لمواجهة سوء التغذية في الحديدة بالجمهورية اليمنية بكلفة 10 ملايين دولار، وأكد أن البرنامج يأتي تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للأشقاء في اليمن، مشيراً إلى أن البرنامج يهدف إلى التصدي لخطر سوء التغذية الحاد للأطفال دون الخامسة من العمر، الذي يصل إلى 31 في المئة وذلك ضعف الرقم المسجل دولياً البالغ 15 في المئة. وذكر أن البرنامج سيسهم في تقديم المعونات الغذائية الطارئة لأكثر من 464 ألف مستفيد في الحديدة ولمدة ستة أشهر، مشيراً إلى أن 235 ألف طفل سيتلقون دعماً غذائياً مباشراً، و229 ألف مستفيد عبر القسائم الشرائية للطعام. من جهتها، ثمنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إرثارين كازين، هذه الوقفة الإنسانية من المملكة، وقالت: «نحن ممتنون للدعم المستمر وهذه المساهمة تساعدنا لمواجهة خطر سوء التغذية ومكافحته ومعالجة هذه القضية المزمنة التي تؤثر على حياة الآلاف من الناس». وكان الربيعة التقى بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا ومالطا الدكتور رائد بن خالد قرملي، أمس بمقر برنامج الأغذية العالمي بروما مديرته التنفيذية إرثارين كازين. وجرى خلال اللقاء - بحسب وكالة الأنباء - استعراض الأنشطة والعلاقات بين الجانبين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم العملية الإغاثية. واطلع الدكتور الربيعة خلال جولة في مقر البرنامج يرافقه السفير قرملي، على الأدوار التي يؤديها وأنشطته في دول العالم، وما يقوم به مركز التشغيل والطوارئ من أعمال. وفي شأن متصل، عقد الدكتور الربيعة والسفير قرملي وكازين مؤتمراً صحافياً، وأكد الربيعة أن المركز يضطلع بجهود إغاثية وإنسانية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتسهم في التخفيف من معاناة المنكوبين والمتضررين في العالم، مشيراً إلى أن المركز يواصل تقديم خدماته للأشقاء في اليمن وتنفيذ برامج إغاثية بالتعاون مع منظمات الأممالمتحدة، إلى جانب دعم اللاجئين اليمنيين والسوريين. بدورها، أثنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمية على ما يقدمه مركز الملك سلمان للمنكوبين في العالم والبرامج الموقعة مع المركز، مرحبة بالعمل الجماعي الذي يخدم الإنسانية.