الهلال يتغلب على الأهلي ويقترب من الفوز بلقب الدوري    المتشددون يطالبون باقتحام رفح.. وذوو الأسرى: أعيدوا أبناءنا أو نحرق إسرائيل    مناورات نووية روسية رداً على «تهديدات» غربية    تحذيرات من استخدام الذكاء الاصطناعي في كشف الكذب    بالهاتريك السادس.. رونالدو يطرق أبواب التاريخ في الدوري السعودي    وصافة الخلود في اختبار هجر.. الفيصلي للتعويض بجدة    المسافر راح.. وانطفى ضي الحروف    "البحر الأحمر السينمائي" مشاركًا في "أفلام السعودية"    «سعود الطبية» تقلص فترات علاج زراعات الأسنان    بايدن يحذّر نتانياهو مجددا من أي اجتياح لرفح    سعود بن بندر يرعى حفل تخرج كلية المجتمع بالدمام    صندوق البيئة يعزز الاستدامة المالية لخمسة قطاعات    انخفاض أرباح شركات التكرير الأميركية مع اضطرابات المصافي الروسية    الشورى: سلامة البيانات الشخصية تتطلب إجراءات صارمة    النائب العام يلتقي عدداً من قيادات السلطات القضائية والدستورية في البحرين    "آل هادي" إلى رتبة "لواء" ب"الشؤون القانونية للجوازات"    القيادة تعزي رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان في وفاة ابنه    «مهرجان الحريد».. فرحة أهالي فرسان    اتحاد تسع جهات حكومية لحماية طلاب مكة سلوكياً وفكرياً    اجتماع سعودي-بريطاني يبحث "دور الدبلوماسية الإنسانية في تقديم المساعدات"    لاعب النصر على رادار بلباو    تطوير للطرق والمحاور بالخبر    أوامر الاحتلال بإخلاء رفح تؤكد قرب الغزو البري    23 يونيو موعدا لإيقاف Google Podcasts    أمير منطقة تبوك يستقبل أمين مجلس منطقة جازان ويشيد بدور المرأة في دفع عجلة التنمية    القبض على مقيم بمكة المكرمة لترويجه مادة الميثامفيتامين المخدر    انطلاق تمرين «الغضب العارم 24» بين القوات المسلحة السعودية ومشاة البحرية الأمريكية    السعودية تحذر من مخاطر استهداف الاحتلال لرفح وتهجير سكان غزة    100 ميدالية بالأولمبياد الخاص    أمير الجوف يعزي في وفاة معرّف أهالي قرية إثرة بمحافظة القريات    "البيئة": 54 بحثًا للابتكار وتنمية المجتمعات الريفية    برنامج "مساعد طبيب أسنان" منتهٍ بالتوظيف    سمو محافظ الخرج يكرم متدربي كلية التقنية بالمحافظه لحصولهم على جائزة المركز الأول في مسابقة الروبوت والذكاء الاصطناعي    أمير الرياض يرعى حفل تخريج الدفعة ال68 لطلاب جامعة الإمام.. غداً    تقديم الاختبارات النهائية بمدارس مكة    خطط وبرامج لتطوير المساجد في الشرقية    إعلان نتائج أرامكو غدا.. ترقب من سوق الأسهم وتوصيات المحللين    مخبأة في حاوية بطاطس.. إحباط تهريب أكثر من 27 كيلوغراماً من الكوكايين بميناء جدة الإسلامي    هيئة الأمر بالمعروف بنجران تفعّل حملة "الدين يسر" التوعوية    وحدة الأمن الفكري بالرئاسة العامة لهيئة "الأمر بالمعروف" تنفذ لقاءً علمياً    هيئة فنون العمارة تحتفي ب"يوم التصميم العالمي" بالخبر    تقديم الإختبارات النهائية للفصل الدراسي الثالث بمنطقة مكة المكرمة.    مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُنظم مؤتمرًا دوليًا في كوريا الجنوبية حول "تحديات وآفاق تعليم اللغة العربية وآدابها"    في نقد التدين والمتدين: التدين الحقيقي    550 نباتاً تخلق بيئة نموذجية ب"محمية الملك"    "المرويّة العربية".. مؤتمر يُعيد حضارة العرب للواجهة    أمطار ورياح مثيرة للأتربة على عدد من المناطق    السعودية.. الجُرأة السياسية    اللذيذ: سددنا ديون الأندية ودعمناها بالنجوم    سمو ولي العهد يهنئ ملك مملكة هولندا بذكرى يوم التحرير في بلاده    انطلاق بطولة كأس النخبة لكرة الطائرة غدا    المجرشي يودع حياة العزوبية    تدخل عاجل ينقذ حياة سيدة تعرضت لحادث مروري    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    فيصل بن مشعل: يشيد بالمنجزات الطبية في القصيم    الدور الحضاري    افتتح المؤتمر الدولي.. الراجحي: المملكة عززت منظومة السلامة والصحة المهنية    إستشارية: الساعة البيولوجية تتعطَّل بعد الولادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالخالق عبدالله: إخفاق العرب في تحقيق التنمية زاد من التطرف!
نشر في الحياة يوم 08 - 11 - 2016

{ يرتحل من بلاده دوماً لكل مكان، مشاركاً في اجتماعات ونقاشات تتحدث عن الوضع العربي المتصدع ووضع المنطقة الملتهب، يتحدث بحياد ورأي مستقل، وإن كانت بلاده طرفاً فيها ينتقد ولا يبالي، ربما هو وجه الإمارات الأكاديمي البارز في هذه الفترة.
عبدالخالق عبدالله درس ودرّس السياسة منذ وقت مبكّر، عاش فيها نحو ثلاثة عقود من عمره، أعطاها وأعطته، ومع ذلك لم يستطع أن يرتاح حتى الآن من هموم السياسة وسمومها، ألف كتابه الشهير «اعترافات أكاديمي متقاعد»، وأراد أن يطّلق الحياة الأكاديمية والعناء من التحليل وفهم الاستراتيجيات ونشرها ونقلها ولم ينجح، بدأ حياته الثانية، وأضحت بالنسبة له أجمل من حياة العمل اليومي السابقة، بعد أن أوحت له «أرسولا» سائقة تاكسي ألمانية شقراء في برلين فكرة الكتاب كما يقول في مقدمته.
عبدالخالق اسم أكاديمي له حضوره وثقله في لقاءات السياسة ووسائل الإعلام المحلية والدولية، لا يعرف الانحياز للرأي المتعصب، يحب أن يكون مسالماً كما ينظر هو لبلاده. صاحب لطف مع خصومه، حتى مهاجموه بعنف عبر حسابه على «تويتر» الذي تجاوز نحو 100 ألف متابع، تجده هادئاً لا يود أن يخسرهم.
لماذا يعيش عالمنا العربي أزمات الفوضى؟
- الوطن العربي يعيش اليوم أكثر من مجرد حال فوضى او ثورة، المنطقة العربية هي المنطقة الاكثر عنفاً على وجه الأرض من حيث عدد الحروب وعدد القتلى واللاجئين وعدد الميليشيات المسلحة والارهابية، المساحة الممتدة من أفغانستان إلى المغرب هي بحق الجحيم على الأرض، كما أصبحت المنطقة العربية تعج بالدول الهشة والفاشلة والمفككة، إذ إن 7 دول عربية أصبحت في عداد الدول الفاشلة، أي ثلث الدول العربية لم تعد تقدم الحد الأدنى من الحياة الحرة والآمنة والكريمة لمواطنيها وفقدت السيطرة على مساحات شاسعة من أرضها. علاوة على ذلك فإن المنطقة العربية تضم أكبر عدد من الأنظمة غير الديموقراطية في العالم، سجّلنا في الحريات والمشاركة والديموقراطية هو الأسوأ عالمياً، هناك ارتباط بين غياب الديموقراطية والحرية من ناحية، واندلاع العنف من ناحية أخرى والعكس صحيح.
لقد اخفقت الأمة العربية حكومات وشعوب وأحزاباً ونخباً فكرية في تحقيق الحد الأدنى من التنمية واخفقت في تحقيق الحد الأدنى من الديموقراطية كما اخفقت اخفاقا شنيعاً في تحرير فلسطين، ثلاثة اخفاقات كبرى خلال ال60 سنة الأخيرة هي سبب الشعور بالعجز والإحباط والميل للتشدد والتطرف وتشكل أرضية خصبة للارهاب والفوضى في منطقة عرفت تاريخياً بأنها مخترقة من القوى الخارجية الاقليمية منها والعالمية التي انفتحت شهيتها على التمدد والتغلغل في الجسم العربي المنهك وفي مقدمها اليوم ايران بمشروعها الطائفي.
هل ترى أن مستقبل العلاقات الأميركية - الخليجية في خطر؟
- تمر العلاقات الخليجية - الأميركية بمطبات واضطرابات وسوء فهم، لكن جذور هذه العلاقات عميقة واقوى مما يتصور البعض، جزء مهم من سوء الفهم يعود لإدارة أوباما التي لم تتعامل بحكمة مع الملف الخليجي، وأظهر انحيازاً غير مسبوق لإيران لاعتبارات سياسية وشخصية معاً، كل ذلك اعطى انطباعاً خاطئاً بأن أميركا أدارت ظهرها لأصدقائها في الخليج وربما أدارت ظهرها للمنطقة ككل.
وجاء هذا الانطباع في تراجع الاعتماد الأميركي على النفط الخليجي وبروز أميركا المكتفية بنفطها الصخري الوفير بل والقادرة على أن تتحول إلى دولة مصدرة للغاز والنفط في تحول تاريخي له تبعات جيوسياسية ضخمة للعلاقات الخليجية - الأميركية، ربما كنا أمام مرحلة، الأمر الذي يعني انسحاباً أميركياً تدريجياً على المدى البعيد من الخليج والاستدارة نحو المناطق الأكثر أهمية كشرق آسيا، لكن هذه الاستدارة لا تعني انسحاباً عسكرياً وسياسياً كلياً ونهائياً من منطقة تحتوي على 66 في المئة من الاحتياطي النفطي العالمي و33 في المئة من احتياط الغاز في العالم ولديها قدرات شرائية ضخمة بما في ذلك كون دولها من أكثر دول العالم اقتناء للسلاح الأميركي، وأتوقع تغيراً في الاهتمام الأميركي مع نهاية عهد اوباما. فالرئيس القادم لن يكون بالانحياز نفسه لإيران ولن يدير ظهره لأزمات المنطقة كما كان عليه أوباما. لذلك ستعود العلاقات الخليجية - الأميركية إلى مسارها الاعتيادي قريباً.
التقارب التركي - الإماراتي هل سيستمر أم ينقطع؟
- معطيات وشواهد عدة تشير على وجود نية صادقة في تركيا والامارات لتجاوز الخلافات، وأحدثت تقارباً في وجهات النظر تجاه مستجدات المنطقة، وأبرز هذه الشواهد أن تركيا ما بعد الانقلاب تختلف عن تركيا ما قبل الانقلاب، أنقرة تعيد حالياً النظر في الكثير من مواقفها السابقة التي اتضح خطأها، وتسعى للتصالح مع خصومها بل وتقدم تنازلات غير مسبوقة في ملفات عدة بما في ذلك روسيا والعدو الإسرائيلي وحتى النظام السوري، ولا أستبعد أن أنقرة تراجع مواقفها المتشددة تجاه النظام المصري، بل لا أستبعد أن تركيا تقرر إغلاق منابر جماعة الاخوان المصنفة كمنظمات إرهابية في أكثر من دولة خليجية وتُغلق مكاتب لجماعات هاربة من العدالة في الامارات. كل ذلك يمهد الطريق لمصالحات إقليمية وعودة العلاقات الاماراتية - التركية.
هناك أزمة واضحة بين الرياض والقاهرة، ما السبب؟ ومن المتسبب؟
- في تقديري أن العلاقات السعودية - المصرية أكثر عمقاً مما يعتقد ولن تتأثر بالتباين حول ملف واحد ولن تتأثر بميل اطراف سياسية لتأجيج الخلاف المصري - السعودي حول الملف السوري، الاعتبار الأكبر هو الحفاظ على استقرار مصر، الذي يهم السعودية ودول الخليج اكثر من اي امر آخر منذ اندلاع الربيع العربي. ثم هناك توافق سعودي ومصري حول القضايا الساخنة وبنسبة 80 في المئة خصوصاً في ما يتعلق بمواجهة الخطر الايراني لأمن الخليج وشهية ايران لنشر التشييع والتغلغل في الجسم العربي المنهك، كما يوجد توافق واتفاق اكبر على الحاجة لدعم الاستقرار والاعتدال في المنطقة ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله. ويوجد توافق مصري وخليجي في ما بالملف اليمني. لكن واضح ان هناك اختلافاً حول الملف السوري وكيفية التعامل معه. الملف السوري شائك وقابل لأكثر من اجتهاد بعد ان أصبحت الصورة ضبابية وخلافية بين من يعتقد بضرورة بقاء نظام الاسد لمواجهة داعش والجماعات الإرهابية ومن يرى أن الأولوية لتنحي الأسد أولاً ثم مواجهة قوى الإرهاب، إذ طغى هذا الاختلاف على العلاقات السعودية - المصرية بعد تصويت مندوب مصر لمصلحة القرار الروسي في مجلس الأمن واستقبال القاهرة لاحقاً لرئيس جهاز الأمن الوطني السوري، لكن هذا الخلاف في تقديري يمكن تفهمه بعيداً عن رغبة اطراف بائسة في تأجيجه واستغلاله لمصلحة اجندات حزبية ضيقة.
العلاقة مع إيران والخليج، لا تزال دول في الخليج تتقرب لها، في حين أن السعودية باقية وحازمة على المقاطعة، لماذا برأيك؟
-إيران هي الخطر الأول والثاني والثالث على أمن الخليج واستقرار المنطقة، الخطر الايراني ضخم كل الضخامة وخطر كل الخطورة ويزداد خطورة وهناك إدارك خليجي جديد وحزم خليجي واضح لمواجهة التهديد الايراني المتنامي. برزت ايران كعامل عدم استقرار عام 1979 لكن المعطيات الجديدة منذ 2003 وبعد الاتفاق النووي تشير إلى ان خطورة ايران تجاوزت كل الخطوط الحمراء والتمدد الاقليمي الايراني بلغ مستويات قصوى وغير مقبولة. عنجهية ايران اصبحت لا تطاق ونزعتها الطائفية اصبحت لا تحتمل وشهيتها للتوسع الاقليمي تجاوزت كل ما هو مسموح به وبلغ الى اليمن. ايران ترغب في «فرسنة» الخليج العربي وتشييع المنطقة العربية عبر ميليشيات طائفية تتحدث بلغة الانتقام من قتلة الحسين تدار بالرموت كنترول من طهران. ايران تتصرف اليوم وكأنها شرطي الخليج والمنطقة وتدعي انها تسيطر على 4 عواصم عربية وتود إحياء الامبراطورية الفارسية بنزعة انتقامية. كل ذلك يزيد من ادراك دول الخليج أن ايران هي الخطر الاكبر على امنها واستقرارها وازدهارها، والوقت حان لمواجهة هذا الخطر بحزم.
هناك من يقول إن ملف سجناء الرأي في الإمارات، يحرج البلاد وإن كان العدد قليلاً، كيف تعلق؟
- لا يوجد ملف اسمه سجناء الرأي في الامارات، ولا يوجد سجين واحد بسبب التعبير عن رأيه لكن للمرة الأولى في تاريخ الامارات يوجد سجناء حكم عليهم في قضايا سياسية وبتهمة الانتماء لتنظيم سري مخالف لقوانين دولة الامارات التي لا تسمح بتشكيل تنظيمات سياسية او الانتماء والتعامل مع احزاب خارجية او تقديم الولاء لشخص خارج الامارات كمرشد الاخوان. إذ وجهت هذه التهم لشخصيات اماراتية وتمت محاكمتهم بأكبر قدر من الشفافية وفق المعايير الاماراتية، وصدرت بحقهم أحكام بالسجن. الامارات فيها اليوم سجناء سياسيون وليس سجناء رأي، وهذا يحدث للمرة الأولى في تاريخ الإمارات، ولا شك عندي أن الإمارات أفضل حالاً من دون سجين سياسي واحد فما بالك بنحو 70 سجيناً سياسياً. أتمنى أن يغلق هذا الملف حالاً وأن يصدر بحقهم جميعاً عفو رئاسي، لكن يبدو أن هذا العفو مرتبط بوقف نشاط التنظيم السري المخالف للقانون.
لماذا برأيك النشاط السياسي المتصاعد للإمارات؟
-الإمارات هي اليوم من أكثر الدول العربية استقراراً سياسياً واقتصادياً وتطوراً تكنولوجياً وهي الملاذ الآمن للشباب العربي، وأكثر دولة جاذبة للاستثمار الإقليمي والعالمي. الإمارات هي دولة واثقة من نفسها ونموذجها وسجلها التنموي اكثر من اي وقت آخر، لكنها ايضاً قلقة تجاه ما يجري في محيطها. فهي حديقة خضراء تعيش في محيط مليء ببراكين متفجرة ووحوش مفترسة. ولا يمكنها ان تعزل نفسها في فقاعة وتتجاهل ما يجري حولها من توترات وصراعات وحرائق مشتعلة. المحيط الجغرافي الذي تنتمي إليه الامارات يعج بالعنف والإرهاب وقد استعدت الإمارات لذلك أفضل استعداد وانفقت بسخاء على أمنها الداخلي واستقرارها السياسي ونموذجها التنموي الصاعد. ويهمها استقرار محيطها الملبؤ بوحوش مفترسة صغيرة وكبيرة، ولا بد بجانب الانفاق بسخاء على الامن الداخلي من سياسة وقائية واستباقية نشطة لدرء الخطر القادم من الخارج. من هنا جاءت الحاجة إلى ديبلوماسية نشطة للحفاظ على ما تبقى من مناطق مستقرة، وكان لا بد من نشاط سياسي وفكري يحافظ على الحد الأدنى مما تبقى من نهج الاعتدال في الوسط العربي لمواجهة التشدد والتطرف والغلو والغلاة وقوى الظلام التي انطلقت بقوة مدمرة في طول وعرض الوطن العربي، ولذلك توجهت الامارات لزيادة حضورها العربي المدعوم بثقة كبيرة بقدراتها بهدف الإبقاء على الامارات كحديقة خضراء مستقرة وعامرة وآمنة وجاذبة تعيش وسط حرائق مشتعلة في المنطقة.
ألا تعتقد أن الاتحاد الخليجي لن يتم، بعد الإعلان العُماني الصريح بعدم المشاركة فيه إن تم؟
- الدعوة الى الاتحاد الخليجي لم تأت من فراغ بل جاءت في وقت مناسب وذلك بعد قراءة حريصة لمسار التعاون الخليجي ومن رصد دقيق وحريص لما يجري في المنطقة. أنا قلباً وقالباً مع الإعلان عن الاتحاد اليوم وليس غداً، وأعتقد أنه كالساعة آت لا ريب فيه عاجلاً أم آجلاً شاء من شاء وأبى من أبى. هذا مسار خليجي حتمي نابع من رحم المسيرة التعاونية المستمرة لأكثر من ثلاثة عقود. ففي رحم هذه المسيرة التعاونية يتشكل حالياً جنين قد يكون على وشك الولادة، وهذا الجنين هو الاتحاد الخليجي. فبعد 3 عقود من التعاون تداخلت المصالح والروابط بشكل عميق وغير قابل للافتكاك ومصيره الانتقال الى مستوى أعمق وأكبر. لقد ابتعد مجلس التعاون من مرحلة ان يكون او لا يكون، وتخطى مرحلة الشك ودخل دائرة اليقين، واصبح من المستحيل لدول مجلس التعاون العودة لمرحلة ما قبل التأسيس، وليس امامها من خيار سوى الانتقال من التعاون في الحد الادنى إلى التعاون الأمني والتنسيق العسكري والاندماج الاقتصادي والتلاحم المجتمعي في الحد الاقصى. مرحلة الحد الاقصى هي الاتحاد الخليجي بدلاً من التعاون الخليجي. لا يمكن وأد هذا المسار التاريخي الحتمي كما يرغب البعض، ولا يجب استعجاله كما يرغب في ذلك البعض الآخر كي لا يأتي الجنين خدجاً.
انتقدت كثيراً الحشد الشعبي العراقي، والحكومة العراقية تراه داعماً للحرب على الإرهاب، كيف تنظر لذلك؟
- الحشد الشعبي العراقي أداة ايرانية لنشر الفوضى في المنطقة ولتنفيذ اجندة ايران في العراق ولا يقل خطورة من داعش في غلوه الطائفي. لذلك يستحق الادانة والرفض والنقد لاسباب عدة. أولاً لأن خطابه طائفي مقيت ولهجته انتقامية بائسة ويسعى للثأر من قتلة الحسين ضد عرب السنة. قيس الخزعلي ابرز قادة هذا الحشد قال في فيديو انتشر بشكل واسع ان معركة الموصل هي ثأر من قتلة الحسين. ما دخل أهل الموصل الكرام بقتلة الحسين. ربما لا يعرف قيس ان اجداده هم من قتلوا الحسين، ثانياً ممارسات الحشد الشعبي ترقى لجرائم حرب ولا تختلف كثيراً عن ارهاب داعش وفيه قدر كبير من التطهير الطائفي الموجه ضد عرب السنة في العراق. وثالثاً والأسوأ من الممارسات والخطاب أن الحشد مسير إيرانياً وقادته يخدمون الأجندة الإيرانية في العراق وهي أجندة ثلاثية ترغب في ابقاء العراق ضعيفاً كي لا يشكل اي خطر على ايران مستقبلاً وايران ترغب في جعله مذهبياً تابعاً لها وليس عراقاً وطنياً. وإن جميع قادة الحشد يتبعون مباشرة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس، ويأتمرون بأمر المرشد الايراني، وتقديري ان ميليشيات الحشد الشعبي الطائفي هم الخطر القادم على امن واستقرار المنطقة.
هل ترى قيمة للإعلام العربي اليوم؟
- لا شك عندي أن حرية الصحافة والتعبير في المنطقة العربية في أزمة وفي أسوأ حالاتها خلال ال4 عقود الماضية، تراجع منسوب الحريات الى مستويات غير معقولة في الدول العربية أخيراً، وسجلنا هو الأسوأ عالمياً وغير مشرف. وتم وضع الصحافة تحت الوصاية الأمنية الخانقة واصبحت لا تطاق. حتى الاعلام اللبناني فقد بريقه، والاعلام المصري فقد بوصلته. هناك صعود للاعلام الخليجي الذي يعيش لحظته في المشهد الاعلامي العربي المعاصر، فالفضائيات والصحف وحتى كتاب الرأي والاقلام الخليجية اكثر حضوراً وتأثيراً من الصحف والفضائيات المصرية واللبنانية التي انكفأت وخرجت من المشهد.
ما أسباب منع عُمان أخيراً لدخولك لأرضها؟
- منعت من دخول عمان وعندما وصلت مطار مسقط لحضور ندوة طلب مني العودة إلى وطني الامارات وقيل لي انني غير مرغوب في عمان ولم يقدم لي أي تفسير وعليكم سؤال الاشقاء في عُمان لمعرفة السبب، وأعتبرت قرار منع دخول عمان قراراً عمانياً سيادياً واحترمته ولم اناقشه على رغم انني لا اتفهمه ولا اتمناه لكائن من كان. ذهبت الى عمان لحضور ندوة حول التحولات في المنطقة.
وكانت الدعوة موجهة من معهد أميركي ولدى الاشقاء في عمان علم مسبق بمشاركتي وارسلت لهم صورة جواز سفري قبل 3 اشهر من الزيارة وانعقدت الندوة بحضور مسوؤل عُماني من وزارة الخارجية العمانية وكان بالامكان تفادي الاحراج وابلاغي مسبقاً بأنني غير مرغوب به في الشقيقة عمان. لكن يبدو ان هناك غياباً في التنسيق فجهة عُمانية ترحب وأخرى لا ترحب. كان الموقف في العموم محرجاً ومتعباً للنفس لجهة الانتظار واجراءات العودة والمعاملة المحاطة بالكرامة. أرجو توجيه هذا السؤال الى عُمان: لماذا تمنع دخول أكاديمي إماراتي خليجي إلى اراضيها؟
ملامح
عبدالخالق عبدالله من الامارات أستاذ العلوم السياسية ورئيس المجلس العربي للعلوم الاجتماعية في بيروت، وعضو اللجنة التنفيذية لمنتدى التنمية الخليجي، وعضو الهيئة الاستشارية لمعهد بيروت، وعضو المجلس الاستشاري العلمي لمجلة العلوم الاجتماعية الصادرة عن جامعة الكويت.
- حاصل على الدكتوراه من جامعة جورج تاون وعلى منحة فولبرايت وله 6 كتب آخرها كتاب «اعترافات اكاديمي متقاعد» صدر في 2015 وكتاب «حكاية السياسة» وكتاب «النظام الاقيمي الخليجي».
- شارك في اعداد عشرات الأوراق البحثية المنشورة في الدوريات العلمية باللغتين العربية والانكليزية أبرزها دراسة حول «لحظة الخليج في التاريخ العربي» وله حضور دائم في الندوات والمؤترات الاكاديمية ووسائل الاعلام المختلفة ومهتم بالشأن العربي المعاصر وقضايا الأمن والتحولات السياسية في دول الخليج العربي. - نشر له بحث حول العولمة في مجلة «عالم الفكر»، ودراسة حول «نهاية علم السياسة في مجلة العلوم الاجتماعية»، كما نشرت له من إصدارات مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي دراسة بعنوان: «دول الخليج العربية.. مقاربات قديمة وحقائق جديدة».
رسائل إلى
رجب طيب أردوغان
} احذر من فايروس العظمة وجرثومة الغطرسة التي يبدو انها اخذت طريقها الى قلبك وعقلك وفكرك، جرثومة العظمة تدمر كل ما عمر وهي الطريق لهلاك الامم والشعوب.
عادل الجبير
} احييك على هدوء الفكر والثقة بالنفس وشجاعة الدفاع عن قناعتك، لقد تمكنت في فترة وجيزة من وضع بصمتك الخاصة على الديبلوماسية السعودية في واحدة من اصعب مراحلها.
جمال خاشقجي
} اختلف معك كثيراً واحترمك اكثر واتمنى منك الا تنجرف كثيراً مع الاخوان وسراب تيار الاسلام السياسي، وان تعيد النظر في الرهان على اردوغان.
انطونيو غوتريس
} امامك اطنان من التحديات والازمات العالمية لكن ان كان هناك من يستطيع انقاذ الامم المتحدة فهو انت.
عبدالله العذبة
} لا يعجبني تربصك وتحريضك واسلوبك الساخر ولا سلام ولا كلام حتى اشعار آخر، وباللبناني الفصيح «حل عن سمايا» في «تويتر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.