دعا وزيرالصحة اللبناني محمد جواد خليفة الى «اعتماد الحوار والتلاقي لمناقشة كل الأمور الخلافية واللجوء الى المؤسسات وإلى مجلسي الوزراء والنواب وإلى طاولة الحوار التي يرعاها الرئيس ميشال سليمان المؤتمن على الدستور»، منتقداً «الخطاب الطائفي والمذهبي». ولفت وزير الشباب والرياضة علي حسين عبد الله «الى «ان لغة الشوارع لن تؤدي الا الى مزيد من الاحتقان الذي من الممكن ان يفجر الوضع»، داعياً الى «أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها في تصحيح الشوائب». ودعا في حديث الى «وكالة الأنباء المركزية»، الى «الجلوس الى طاولة مجلس الوزراء ووضع النقاط على الحروف ومحاسبة المخطئين والمخلين والمتآمرين»، مشيراً الى انه «اذا اعترفنا بخطأ ما سابقاً، علينا معالجته وألا نساهم في استمراره وتطوره». ودعا الى «مقاربة الأمور في المعالجة الهادئة والتصرف بحكمة ومسؤولية مثلما يفعل الرئيس نبيه بري كرجل دولة»، لافتاً الى انه «عندما دعا الى محاسبة شهود الزور تحدث من موقع حرصه على امن واستقرار الوطن ومعرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري». ووجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «نداء إلى السياسيين اللبنانيين للحفاظ على الهدوء والبعد عن التشنج والتعصب». ودعا قبلان المسؤولين الى «ان يكونوا عقلاء، ولا يجوز ان نحول الخلافات السياسية إلى مذهبية وطائفية، وعلى اللبنانيين ان يتحلوا بالإنصاف والحقيقة والاعتدال، نحن نريد الحقيقة ولا نريد عداوة احد ونرفض الاتهامات». وقال: «علينا التفنن في تبريد الرؤوس الحامية والملتهبة التي تريد ان يلتهب هذا البلد، وأن يحترق اللبنانيون». وسأل: «لماذا استحضار كل ما يثير الغرائز والعصبيات؟ وقال: «لا نريد اوطاناً في وطننا ولا نريد قبائل في شوارعنا، نريد دولة تؤمن الرعاية والحماية للمواطنين، نحن صمام امان الدولة ومؤسساتها ولم ننقلب عليها في السابق كي ننقلب الآن» وأكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في احتفال تأبيني، «اننا في حاجة الى اعادة تكوين معيار واضح ومحدد لجميع اللبنانيين»، وقال: «بكل صراحة كل ازماتنا تنتهي الى ضرورة الحاجة الى مثل هذا المعيار، ألم تنته الحرب الأهلية التي امتدت طوال اكثر 16 عاماً بالتوافق على معايير محددة حول اتفاق الطائف؟ أين هي هذه المعايير؟». وأضاف: «من موقعنا، كجهة سياسية تمثل طرفاً في هذا الوطن، نطمئن جميع اللبنانيين ونقول نحن ملتزمون اتفاق الطائف حرفاً ونصاً وبنداً وروحاً، فتعالوا لنطبقه من دون استنسابية ومن دون انتقائية. لدينا ملاحظات كثيرة على اتفاق الطائف، لكن نحن ارتضينا ان نلتزم التطبيق الكامل له دون استنسابية او انتقائية، تعالوا لمرة واحدة نعقد ميثاق شرف سياسي بين كل القوى السياسية في البلاد ونقول اتفاق الطائف يجب ان ينفذ بنداً بنداً من دون اي استنساب». وقال: «اليوم، اهم نقطة نختلف عليها هي كيف نواجه العدو الإسرائيلي. البعض يريد ان يعيدنا الى مرحلة ما قبل اتفاق الطائف ليتماهى بعلاقته بالإسرائيليين وتعاونه معهم». وأكد رعد «ان مصلحة اللبنانيين في ان نصل الى حقيقة من اغتال الرئيس الحريري»، وقال: «هذه المسألة والمعادلة لا نقاش فيها على الإطلاق. كفى ضحكاً على الناس، وأن نتذاكى ونحرض الناس ضد بعضها البعض. فمن قتل رفيق الحريري هو الذي يريد قتل المقاومة ويدرك ان السبيل لتحريض اللبنانيين بعضهم ضد بعضهم هو في اغتيال هدف مثل رفيق الحريري. تعالوا نفتش عمن هو غريمنا، نحن وافقنا بالإجماع على طاولة الحوار، على المحكمة الدولية وتأييد الوصول الى الحقيقة الكاملة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري... ممنوع على المحكمة الدولية ان تفكر باتهام اسرائيل وأن تحقق مع ضابط اسرائيلي. اذا كان ممنوع اتهام الإسرائيلي فأين تصبح الحقيقة؟». وأكد ان «هذا البلد يحمينا كلنا، واجبنا ان نحميه ونحمي وحدتنا الوطنية. نحن نستشعر بأننا مقبلون على حفلة جنون جديدة في السياسة، ولكن لا ندري الى اين تصل عندما تتصاعد الأمور ويصبح الصخب هو الذي يحمي الحوار بين القوى السياسية. من يريد ان يلم وضعنا هو نحن، لا احد يراهن على قوى شقيقة او صديقة او دولية تأتي لتلم وضعنا. الناس تعبت منا والدول اصبح عندها قضايا شغلتها عنا، لا اللغة المذهبية تفيد ولا اللغة المصلحية ما يفيد هو استشعار مخاطر وجودية على هذا البلد والحاجة الى ضرورة التوحد بين جميع اللبنانيين. تعالوا نتفق على معايير موحدة وادخلوا المخطىء والمرتكب الى السجن، ونحن من يساعد في ادخاله السجن لكن لا يجوز ان تكون هناك معايير مزدوجة». وأعلن عضو الكتلة ذاتها النائب علي فياض ان «أخطر ما نواجهه اليوم هو الخطاب الطائفي والمذهبي التحريضي الذي يستخدم القضاء كأداة في الصراع السياسي لترهيب الأخصام السياسيين»، قائلاً في حديث الى «المركزية»: «استخدموا الخطاب الطائفي دفاعاً عن زعامة طائفية وحرفوا السجال السياسي الى خطاب طائفي على أساس سياسي وقضائي وما نسمعه يدفع الوضع الى ما لا تحمد عقباه». ودان «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» «تصاعد الخطاب المذهبي عند بعض نواب كتلة «المستقبل» بما يعيد الذاكرة الى أجواء الحرب الأهلية»، داعياً الرئيس الحريري الى «وضع حد لهذا الانفلات في تياره وإلى ضبط ايقاع فريقه انسجاماً مع خطابه السياسي في مسألة شهود الزور وفي الالتزام الوطني بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة وفي تأكيده العلاقات الجيدة والمتينة مع سورية».