شهد الأسبوع الماضي والذي قبله مداولات ومناقشات عدة عن أسواق «سوبر ماركت» بشأن فكرة تعيين أو توظيف نساء ليعملن كاشيرات ويقمن بخدمة النساء والعوائل. لم أكتب حينها رغبة في قراءة الموضوع من جوانبه كافة ولحسن حظي زرت عديداً من المحال التجارية. ورأيت عديداً من الكاشيرات يقفن بكامل حجابهن وبكل احترام ليقمن بعملهن أسوة بغيرهن في المستشفيات ولا أدري ما سبب الهجمة على الفكرة الجميلة وما الفرق بين السوبر ماركت والمستشفيات، أنا شخصياً لا أعلم ما سبب الرفض ولماذا يتخذه البعض سبباً وجيهاً للفتن والخوف الشديد والاتهامات والدعوة إلى مقاطعة السوبر ماركات التي توظف النساء وغيره. الخوف نفسه الذي ما زال يحيط بحاجة النساء للقيادة والاستقلال وعدم الاتكال على سائق أو غيره في الذهاب للأعمال وتوصيل الأولاد وقضاء حاجات المنزل والذي جعلني أفكر بعد أن اختفى سائقي في السوق ولم أجده لمدة طويلة ونظراً لانعدام الشبكة وانقطاع الاتصال حلَّقت بعيداً وأنا أنتظره على باب المركز وأمامي السيارة المغلقة والتي بدت عديمة الفائدة... ما سبب الخوف الشديد من قيادة النساء وماذا لو قادت المرأة سيارتها وهي ملتزمة بالحشمة ما الذي سيحدث، بالطبع ستكون هناك فئة متسيبة (وهي فئة لن تختفي حتى تعرف أن العقاب رادع جداً لكي يجعل كل شخص يسير في الشارع باحترامه). جالت في بالي فكرة رهيبة أتوقع أن تجد قبولاً في المجتمع لدى الرافضين لقيادة المرأة على الأرض والتي أعادها بعض الأشخاص إلى ازدياد زحام السيارات وكثرة الحوادث ماذا عن السماء؟ لماذا لا نخصص السماء لتكون مقراً لانطلاق قيادة النساء للسيارات؟! فعوضاً عن أن تشتري المرأة سيارة تشتري طائرة هليكوبتر صغيرة الحجم بعد أن نتفق مع إحدى الشركات المصنعة للطائرات، على أن يقبل بالطائرات الشراعية لمحدودات الدخل وعلى أن تتعاون مؤسسات الدولة المختلفة بشقيها التجاري والأمني، ونجعل فوق كل بناية مهبطاً للطائرات لا يستقبل إلا طائرات الحريم وعلى كل مستشفى ويطبق الشيء نفسه على المدارس والجامعات والمراكز التجارية أيضاً وبذلك نجني فوائد عدة نقلل الزحام الأرضي ونطمئن على أن (حريمنا) في مأمن وتبقى احتمالية السقوط للمتهورات واردة وبذلك يتخلص المجتمع من أكبر عدد من النساء في زمن قياسي! تبقى مشكلة واحدة لم أتوصل إلى حل لها... ماذا لو انتحل رجل شخصية أنثى وسرق طائرة أخته وصعد ليضايق النساء حتى وهنّ في السماء من سيقبض عليه؟ إذاً سيتطلب الوضع تسيير هيئة طيارة مهمتها ملاحقة هؤلاء وشرطة وطائرات إسعاف ونظراً لأن الرجال ما زالوا يحتكرون كل هذه المهن الضرورية فأختم أن اقتراحي الفاشل أعادنا إلى أرض الواقع وكأننا «ما سوينا شي!». [email protected]