كانت أمي مريضة بالسرطان - عافاكم الله - في شهر رمضان، فلم تقدر على صيام نصف الشهر الأخير، وعند زيادة المرض، كان يخرج منها دم من فرجها وكانت لا تصلي، إذ إنها كانت لا تقدر على الحركة وهي قد ماتت. فهل نقضي عنها الصلاة والصيام؟ - في البدء أسأل الله أن يغفر لأمك ولموتى المسلمين أجمعين. أما عن الصيام عن أمك فأمك في آخر حياتها كانت مريضة مرضاً لا يرجى برؤه، والحكم فيمن هذا شأنه أن عليه الإطعام لا الصيام. فيطعم عن أمك من تركتها مسكينٌ عن كل يوم لقوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) [البقرة:184]. قال ابن عباس: «ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فليطعما مكان كل يوم مسكيناً». رواه البخاري (4505). أما إذا كان الأطباء قالوا لأمك: إن المرض يرجى برؤه وانتظري حتى تشفي ثم صومي، فإنه في هذه الحال لا صيام على أمك ولا إطعام، لأن الله يقول: (فمن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر) [البقرة:184]. فالمريض وقتُ القضاء بالنسبة له وقتُ شفائه من مرضه، وأمك - رحمها الله - لم تشفَ من مرضها، ولم تستطع القضاء، وعلى ذلك فلم يأت وقت القضاء بالنسبة لها فلا صيام ولا إثم عليها. والصوم الذي يقضى عن صاحبه - على الراجح من أقوال العلماء - هو من أفطر وأخر القضاء بعد أن تمكن من القضاء أو صيام النذر. أما بالنسبة للصلاة، فكان الواجب عليها أن تصلي على حالها التي هي عليها، حتى وإن كان يخرج من فرجها دم، فإنها تتوضأ لكل صلاة، أو تتيمم بحسب استطاعتها وتصلي قائمة، فإن لم تستطع فقاعدة، فإن لم تستطع فعلى جنبها، فإن لم تستطع فإنها تصلي مستلقية على ظهرها أو على أي حال كانت. ولكن أمك في هذه الحال معذورة لجهلها بالحكم الشرعي، ولا يشرع لكم قضاء الصلاة عنها، لأن الصلاة لا يصليها أحد عن أحد، فهي من العبادات التي لا تدخلها النيابة. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم الشبل عضو هيئة التدريس في جامعة «الإمام»