شدد الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله ورئيس جمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية» الشيخ حسام قراقيرة على «اتخاذ التدابير كافة لمنع تكرار ما حدث» في منطقة برج أبي حيدر من اشتباكات مسلحة بين شبان من الطرفين، وأكدا «العمل لإزالة أيٍ من الآثار، ومنها الاتفاق على تأليف لجنة مشتركة من الطرفين لمسح الأضرار وتعويض المتضررين فوراً». واستقبل نصر الله قراقيرة بحسب بيان صادر أمس عن العلاقات الإعلامية في «حزب الله»، يرافقه الشيخ أسامة السيد وفي حضور الشيخ عبد المجيد عمار والحاج وفيق صفا، و «تم استعراض الحادثة الأليمة التي وقعت في برج أبي حيدر من جوانبها كافة». وأصدر المجتمعون بياناً أكدوا فيه أن «الحادث الفردي المؤسف الذي وقع في برج أبي حيدر والذي تطور بطريقة مأسوية ليس ناتجاً عن أي خلفية سياسية أو مذهبية اطلاقاً، وقد عبر الطرفان عن عميق الأسف والحزن لما جرى وقدما أحر التعازي لعوائل الشهداء والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل، كما أكد الطرفان بذل الجهود كافة لمساعدة إجراءات التحقيق الذي يقوم به الجيش اللبناني لمعرفة ما حصل بدقة ومحاسبة الفاعلين». وأضاف البيان: «يهمنا في هذا المجال تأكيد دور الجيش في حفظ الأمن وعدم القبول باستهدافه أو الإساءة إليه واتهامه، وشدد الطرفان على اتخاذ التدابير كافة لمنع تكرار ما حدث كما العمل لإزالة أيٍ من الآثار، ومنها الاتفاق على تأليف لجنة مشتركة من الطرفين لمسح الأضرار وتعويض المتضررين فوراً، وفي السياق نفسه تم التوافق على مواصلة اللقاءات الكفيلة بعدم تكرار ما حصل على الصعد كافة، لتأكيد أهمية تلاحم الصف ومنع الفتنة وخصوصاً بين السنة والشيعة». وتابع: «كما أكد الطرفان عدم استغلال وتوظيف هذه الحادثة بما يؤدي إلى تأجيج الفتنة وزعزعة مسيرة الأمن والاستقرار، وختم اللقاء بتأكيد العلاقة الثنائية التي تربط الطرفين والعمل على تعزيزها وتطويرها خصوصاً لمواجهة التحديات التي تواجه لبنان». الفاكهاني: لقاء ايجابي جداً ووصف المسؤول الإعلامي في جمعية «المشاريع الخيرية» عبد القادر الفاكهاني لقاء نصرالله - قراقيرة بأنه «إيجابي جداً». وقال: «الطرفان أكدا دور الجيش اللبناني ورفض اتهامه بأي تقصير أو التقنيص عليه تحت ذريعة ما حصل، واتفقا على مواصلة اللقاءات على كل المستويات لتأكيد تلاحم الصف ومنع الفتنة والعلاقة المشتركة ورفض استغلال وتوظيف هذه الحادثة بما يؤدي الى تأجيج الفتنة». وأوضح أن «الحزب وجمعية المشاريع أكدا استعدادهما لتقديم كل مساعدة للجنة التحقيق لكشف الفاعلين»، نافياً أي «علاقة للقاء بزيارة جمعية المشاريع لدمشق لأن علاقتنا مع الحزب ليست مقطوعة». وعن انتقاد «حزب الله» رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارته المناطق المتضررة، قال: «لا خلفية للحادث وإلا لكنا استغليناه نحن. بعض استغرب كيف فتح جامع البسطا لأداء صلاة الجمعة بعد أيام ولو أردنا الاستغلال لتركنا الجامع شهراً أو عاماً مغلقاً ليقال إن هذه الفئة حرقت جامعاً لكننا كنا حريصين على ترميم المسجد في أسرع وقت لنصلي فيه الجمعة». وأوضح الفاكهاني أن «المفتي قباني أبدى رغبة بأداء الصلاة في المسجد وهو رئيس السلطة الدينية الرسمية ومرحب به»، مشيراً الى أن «جمعية المشاريع استطاعت جمع كل الأموال المطلوبة من أبناء المنطقة لأعمال ترميم المسجد خلال يومين». وعن بيروت منزوعة السلاح، أعلن الفاكهاني أن «الموضوع يحتاج الى بحث وهناك إشكالية»، قائلاً: «نحن مع وجود الأمن في عهدة الجيش والقوى الأمنية في بيروت وكل لبنان، لأن الأمن لا يكون بالتراضي ويحتاج الى هيبة لا تؤمنها إلا القوى العسكرية والأمنية على رأسها الجيش». وأكد أن «فرض الأمن يحتاج الى قرار سياسي وتنفيذه يكون في يد الجيش اللبناني ولا نقول هذا الكلام من منطلق ما جرى إنما من باب أننا مواطنون لبنانيون ومن يحفظ أمننا واستقرارنا هو جندي الجيش وعسكري قوى الأمن»، نافياً وجود أي «لجنة أمنية مشتركة لأننا لسنا في حرب ولأن الأمن في عهدة الجيش وقوى الأمن إنما لجنة مشتركة للتنسيق والتعاون السياسي ومعالجة بعض الأمور في شكل سريع». وكانت جمعية «المشاريع الخيرية» أعلنت في بيان، أن «نائب رئيس الجمعية الشيخ عبد الرحمن عماش استقبل وفداً يمثل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني برئاسة رئيس مصلحة الشؤون الدينية في المديرية العامة للأوقاف الإسلامية الشيخ إبراهيم خالد، في مركز الجمعية في برج أبي حيدر مقدماً التعازي بالشاب أحمد عميرات الذي قتل في اشتباكات الثلثاء الماضي». وأشار البيان الى أن «وفد دار الفتوى قدم التعازي باسم مفتي الجمهورية معرباً عن تمنياته بعدم تكرار هذا الحادث الأليم. وأكد الشيخ عماش حرص الجمعية على وحدة الصف ومعالجة آثار ما جرى، مشدداً على أن الجمعية متمسكة بالحكمة والهدوء وحريصة كل الحرص على مسيرة السلم الأهلي». وجال الوفد، بحسب بيان الجمعية، «في مركزها متفقداً الأضرار وفي مسجد برج أبي حيدر ومقام الشيخ عبد الله الهرري».