نجا عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر مفتي مصر السابق علي جمعة من محاولة اغتيال استهدفته على أبواب مسجد قرب منزله في ضاحية السادس من أكتوبر عند أطراف القاهرة، بعد ساعات من إعلان الجيش قتل زعيم تنظيم «أنصار بيت المقدس»- فرع «داعش» في سيناء «أبو دعاء الأنصاري». وأطلق أربعة مسلحين ملثمين أكثر من 50 طلقة من بنادق آلية صوب المفتي السابق لدى دخوله المسجد لأداء صلاة الجمعة أمس، لكن الطلقات لم تصبه، وجرحت واحداً من حراسه وقف أمامه ليصد عنه الهجوم. وجمعة من أشد منتقدي جماعة «الإخوان المسلمين»، وكثيراً ما يوجّه هجوماً لاذعاً لفكرهم ودعوتهم. وقال جمعة إن أربعة «إرهابيين» حاولوا اغتياله واختفوا خلف الشجر الموجود أمام حديقة في محيط المسجد الذي يبعد نحو 40 متراً عن منزله. وأوضح أنه أصر على أداء خطبة الجمعة بعد الحادث مباشرة، والتي قال فيها: «رسالة إلى الإرهابيين أنني لن أتوانى عن حربهم». واتهم جماعة الإخوان بالتورط في عملية الاغتيال. وقال «أعرف عن الإخوان ما لا يعرفونه عن أنفسهم... من عشرتي معهم ومع قياداتهم وأفرداهم أقول: إنهم أناس سفلة»، معتبراً أن محاولة اغتياله «محاولة لترهيب المصريين». وأعلنت حركة تدعم جماعة «الإخوان» تطلق على نفسها اسم «سواعد مصر – حسم»، مسؤوليتها عن محاولة الاغتيال، وقالت في بيان على حسابها على موقع «تويتر»: «إن ظهور عموم المدنيين وهرولتهم نحو المسجد منعنا من الإجهاز عليه... غير أن القادم لن يفلت منه». و «حسم» حركة مسلحة ليست معروفة على الساحة تبنت عملية اغتيال ضابط شرطة كبير في محافظة الفيومجنوب مصر الشهر الماضي. ونشرت الحركة صورة لمسلحين يحتميان بالنخيل قالت إنها لمحاولة اغتيال المفتي السابق. واتصل الرئيس عبدالفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب بالشيخ علي جمعة للاطمئنان إلى صحته. واستنكر الأزهر وهيئة كبار العلماء ومجلس الوزراء محاولة الاغتيال. كما زارت قيادات وزارة الداخلية موقع الهجوم، وطلبوا تشديد الحراسة على الشيخ جمعة وعلى مختلف القيادات الدينية والسياسية في أعقاب الهجوم الفاشل. وجمعة هو أول قيادة دينية بارزة تتعرض لمحاولة اغتيال بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) من العام 2013. وكان اسم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ورد ضمن قائمة اغتيالات قالت سلطات التحقيق إن خلية إرهابية مرتبطة بجماعة الإخوان لاستهداف قيادات الدولة، هي التي اغتالت العام الماضي النائب العام الراحل المستشار هشام بركات. وكان الجيش المصري أعلن مساء أول من أمس، توجيه ضربات دقيقة ضد معاقل تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي في مناطق جنوب مدينة العريش، قُتل خلالها زعيم تنظيم «أنصار بيت المقدس» وعدد من أهم مساعديه. وقال وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق العميد خالد عكاشة ل «الحياة»: «أرجح أن يكون «أبو دعاء الأنصاري» هو محمد فريج زيادة شقيق توفيق زيادة. الثابت لدى أجهزة الأمن منذ فترة أن محمد فريج يقود التنظيم بعد مقتل شقيقه».