العدد الثالث عشر من «كتاب السينما» أصدر الزميل الناقد محمد رضا العدد الثالث عشر من الكتاب شبه السنوي الذي يصدره حول النشاط السينمائي في العالم كما في البلدان العربية، والكتاب الذي يقع في أكثر من 280 صفحة من القطع الموسوعي الكبير، يقدم في عدده الجديد، كما كان دأبه منذ خاض مؤلفه هذه المغامرة قبل عقد ونصف العقد من السنين، معلومات وتحليلات وتصنيفات مفصلة حول العدد الأكبر من الأفلام التي عرضت في الصالات وفي المهرجانات خلال العامين الفائتين، وغالباً انطلاقاً من نظرة نقدية من النوع الذي ميّز دائماً كتابات الزميل رضا، نظرة تضع تراتبية للتفضيلات على شكل نجوم. صحيح أن هذا التصنيف يقلل من قيمة النصوص والكتاب إجمالاً معطياً إياه سمة الكاتالوغ، لكن هذا لا يقلل من قيمة الجهد، الفردي الكبير: الذي يبذل في هذا الكتاب الذي يبقى عملاً جاداً فريداً من نوعه في هذه الصحراء العربية في ما يتعلق بالثقافة السينمائية. فالكتاب يشكل في نهاية الأمر مرجعاً بالغ الأهمية لهواة السينما، بل حتى لصانعيها. «شعوب تركيا» في مهرجان سينمائي فرنسي معروف عن مهرجان «دوارنيني» السينمائي الفرنسي الذي يقام عادة في وسط موسم الصيف، في منطقة فرنسية عمالية وسياحية في الوقت نفسه، أنه يعطي سينمات آتية من بلدان لا يعرف الجمهور العريض الكثير عن سينماتها أهمية كبيرة. بل أكثر من هذا، يتعمد المهرجان عادة أن يخصص غير تظاهرة لعرض أفلام آتية من بلدان ثمة الكثير من مواطنيها يعيشون في الجوار. وهكذا مثلاً، بعدما عرض أفلاماً من بلدان حوض الآنديز في وسط قارة أميركا اللاتينية ما اجتذب أعداداً لا بأس بها من مواطني البيرو وبوليفيا والأرجنتين وغيرها من البلدان المحيطة بالحوض، من الذين يعيشون ويعملون في فرنسا، معرفاً إياهم على سينمات بلادهم، ها هو هذا العام ولدورته التي تقام بين التاسع والسابع والعشرين من آب (أغسطس) المقبل، يدعو ما يسميه «شعوب تركيا» العاملين والمقيمين في فرنسا، وبالتحديد في منطقة بريتاني التي تقع فيها مدينة دوارنيني، لمشاهدة ما يقول عنه منظمو المهرجان أنه أكبر عرض استرجاعي للأفلام التركية أقيم في فرنسا حتى الآن، حيث تعرض عشرات الأفلام التي طبعت تاريخ السينما التركية. الصبية التي سرقت سيناريو أختها في حديث إلى مجلة «بروميار» السينمائية الفرنسية، ذكرت الممثلة المغربية الشابة، عليا عمامرة التي لعبت أحد الأدوار الرئيسة في فيلم «إلهيات» الذي فاز في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» السينمائي بجائزة «الكاميرا الذهبية» (وهي الجائزة الوحيدة في المهرجان الفرنسي العريق التي لها قيمة نقدية، وتعطى عادة لفيلم هو الأول لمخرجه – أو مخرجته - يتم اختياره من بين كل الأفلام الأولى التي تعرض خلال المهرجان بصرف النظر عن التظاهرة التي يشارك فيها)، ذكرت أن أختها مخرجة الفيلم، هدى بنيمينة، لم تكن تريد لها أن تمثل أي دور في هذا الفيلم «الذي اشتغلت عليه طوال عشر سنوات قبل أن تتمكن من تحقيقه في نهاية الأمر» كما تقول. وتضيف عليا أنها سرقت نسخة من السيناريو من دون علم أختها وراحت تتمرن على الدور، بل تخلت لفترة من الزمن عن دراستها ودروس الرقص الكلاسيكي التي تتلقاها لتنصرف بكليتها إلى تلبّس الشخصية. وفي النهاية، كما تقول، فاجأت أختها وهي تحضّر للتصوير، بما فعلته ما أرغم هذه الأخيرة على إسناد الدور لها! تضيف عليا أخيراً أنها بعد انتهاء الصيف ستعود إلى دراستها، لكن هذا لن يمنعها من التفكير بالعودة أمام الكاميرا وتقول: «قبل كان كانوا يعرضون علي القيام إما بأدوار إرهابيات، أو بأدوار أخت إرهابي، أما الآن فالأمور تبدلت. صار في إمكاني أن ألعب دور شرطية أو إطفائية أو طبيبة أو وحشة. أما أنا فأحب أن ألعب دور جوني ديب على الشاشة! «البحر من ورائكم» في عروض باريسية بعدما كان مقرراً أن تبدأ العروض الفرنسية لفيلم المغربي هشام العسري «البحر من ورائكم» في الثامن من آب (أغسطس) المقبل، تأجل العرض لأسباب لم تعلن، حتى الواحد والثلاثين من الشهر نفسه. ومنذ الآن استقبل النقاد الفرنسيون الذين شاهدوا الفيلم في عروضه الصحافية، عمل العسري الجديد هذا بترحاب لكنهم، إذا كانوا بالنسبة إلى أفلام هذا المبدع المغربي المتفرد السابقة ركزوا على تجديداته الشكلية وكون تلك التجديدات أتت لتخرق الكثير من محظورات اللغة السينمائية المعهودة، لوحظ أنهم هذه المرة، ركزوا في كتاباتهم على الجوانب المضمونية في العمل معتبرين أنه يندد ببعض السمات الاجتماعية مثل كراهية المختلف والعنصرية الجنسية السائدة في المجتمع المغربي، إضافة إلى كشفه ذلك البؤس الاجتماعي. الناقدة إيلوني باردينيه قالت أن «البحر من ورائكم» يعتبر، مع هذا، عملاً غريباً تجريبياً بالأبيض والأسود، «وأنشودة للحرية تبدو مقلقة أحياناً»... ومع هذا، فإن الفيلم «لا يغرق أبداً في النزعة العاطفية». تيم بورتون يعود إلى عوالمه الغرائبية في «مس بيريغرين» في فيلمه الجديد والذي لن تبدأ عروضه العالمية قبل النصف الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ويحمل عنوان «مس بيريغرين» يعود تيم بورتون الذي كان قدّم قبل فترة واحداً من أكثر أفلامه شعبية في «عيون كبيرة»، يعود ليتصيّد تلك الحكايات الغريبة التي باتت تشكل متناً سينمائياً قائماً في ذاته ولا يكاد يشبه أي متن آخر، على رغم أن من السهولة رصد مرجعيات محددة لسينماه. في الفيلم الجديد، الذي يبدو للوهلة الأولى مزيجاً من «ماري بوبنز» و «أكس مان» كما يرى الذين شاهدوه في عروض أميركية خاصة، يقتبس المخرج رواية معروفة للكاتب رانسوم ريغز، نشرت مع الكثير من الصور المقلقة بالأسود والأبيض، ليروي حكاية فتى مراهق يحدث له أن يكتشف ذات يوم، دار الأيتام التي ترعرع فيها والده. وهي تبدو كمكان خارج الزمن، مليء بالأطفال الذين يتمتعون بقوى خارقة للطبيعة، وتتولى تربيتهم سيدة غريبة الأطوار أعارت عنوان الفيلم اسمها (تقوم بالدور الفاتنة إيفا غرين)...