اعترف تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» بمقتل عدد من عناصره السعوديين في عمليات قصف ومواجهات مع قوات الأمن اليمنية. ونشرت «مؤسسة الملاحم» التابعة للتنظيم تسجيلاً مصوراً على أحد مواقع الإنترنت، وصف بأنه «الإصدار المرئي الضخم»، كشف من خلاله التنظيم عن مقتل خمسة من أعضائه في اليمن، بينهم أربعة سعوديين. واتفقت رواية القاعدة مع بيان للداخلية السعودية صدر قبل نحو 6 أشهر، أعلن عن مقتل 3 مطلوبين سعوديين في هجمات للجيش اليمني ضد أوكار القاعدة، غير أن التسجيل الجديد أظهر مطلوباً رابعاً لم تعلن عنه السعودية. ويعرض التسجيل صوراً للقتلى الأربعة وهم: محمد عبدالرحمن الراشد (27 عاماً) ويكنى «أبو عبدالله المهاجر»، وفهد صالح الجطيلي (27 عاماً) ويكنى «أبو يقين القصيبي»، وكلاهما من مدينة بريدة السعودية، والثاني كان معتقلاً في غوانتانامو، وسلطان راضي سميليل العتيبي (25 عاماً)، وهديان الهديان، وكنيته «أبو يوسف». والأخير لم تدرج السلطات السعودية اسمه ضمن المطلوبين. وكان هؤلاء تلقوا تدريبات في العراق وأفغانستان ولبنان، وجميعهم شاركوا في عمليات للتنظيم في اليمن. وظهر الراشد في التسجيل بجوار زعيم التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي والانتحاري عبدالله عسيري الذي نفذ محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في آب (أغسطس) 2009 في جدة، في لقطات بدت وكأنها «وداعية» قبل تنفيذ عمليته الأخيرة. وعلمت «الحياة» من مصدر مطلع أن تقنية الأحزمة الناسفة، خصوصاً الموجهة منها، استحدثها تنظيم «القاعدة» في اليمن على أيدي الراشد الذي قتل في انفجار في محافظة صعدة اليمنية، وذلك بعدما تدرب على صنعها أثناء وجوده في العراق في 2004. وسلم الراشد «الوصفة» إلى القائد العسكري للتنظيم اليمني قاسم الريمي. وأشار المصدر إلى أن الراشد كان يتلقى دعماً مالياً بحدود 50 ألف ريال سعودي أسبوعياً من ممولين للإرهاب في منطقة القصيم. من جهة اخرى، نجحت وساطة قبلية يمنية في إقناع المتمردين «الحوثيين» وقبائل بن عزيز الموالية للحكومة في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران (شمال البلاد) بقبول وقف إطلاق النار بدءاً من منتصف نهار أمس، بعد مواجهات دامية خلفت ما يقارب 100 قتيل وجريح من الطرفين خلال الأيام الستة الماضية. وأفادت مصادر محلية في محافظة صعدة ل»الحياة» بأن وساطة من قبائل حاشد ومأرب، توصلت أمس إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين مسلحي جماعة «الحوثي» وقبائل بن عزيز التي ينتمي إليها النائب في البرلمان عن «حزب المؤتمر الشعبي» (الحاكم) الشيخ عزيز صغير المحاصر منذ أسبوع في منزله بحرف سفيان.