ما هي قصة الشاعرة الإماراتية ظبية خميس مع الأشقاء المصريين؟ قبل سنوات عدة، وفي ندوة عامة في القاهرة، صفعها الشاعر المصري عبدالمعطي حجازي على وجهها أمام جمهور الندوة. أنا لست أدافع عن ظبية خميس، فهي شاعرة من الدرجة العاشرة، لكن أشقاءنا في لبنان، وهم يسيطرون على سوق النشر، تمكنوا من تسويقها كشاعرة عربية، لكون شعرها مليئاً بالكلمات غير اللائقة، وهو ما اعتبره كثيرون في ذلك الوقت تمرداً على المجتمع، لكني عتبت – حينها – على حجازي الآتي إلينا من عاصمة الثقافة والنور، إذ كان مقيماً في باريس، ووصفت تلك الصفعة بأنها موجهة إلى كل مثقف خليجي، وان حجازي «متعال» ولا يرى في الإنسان الخليجي إلا انه برميل نفط أجوف، وقلت إن حجازي شاعر «واطي»، ليس لأنه ضرب شاعرة من الدرجة العاشرة، بل لأنه ضرب أنثى، وهو أمر لا يفعله العرب الاقحاح، ويبدو انه ليس منهم. بعد سنوات على تلك الحادثة أصبحت ظبية خميس وزيرة مفوضة في جامعة الدول العربية، وقامت ظبية بصفتها «مثقفة وكاتبة» بعمل قراءة لكتاب زميلتها كوكب نجيب الريس التي أحيلت إلى التقاعد بعد نحو عقدين من العمل في أروقة الجامعة في تونسوالقاهرة، وأصدرت كتاباً بعنوان: «جامعة الدول العربية ماذا بقي منها؟». بعد القراءة تعرضت ظبية إلى الكثير من المضايقات، ما دفعها إلى تقديم شكوى إلى الشرطة التي رفضت الشكوى، ما اضطرها إلى مخاطبة رئيس اتحاد الكتاب في مصر ورئيس القمة العربية معمر القذافي لمحاسبة عمرو موسى، كما طلبت من رئيس دولتها الشيخ خليفة بن زايد وقف الدعم الذي تقدمه الإمارات لجامعة الدول العربية، ويذهب إلى «متدربات موسى اللواتي ملأن الجامعة»، بحسب ظبية خميس. بعد ذلك، شنّت ظبية خميس حرباً شعواء على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وإذا كان ما ذكرته ظبية صحيحاً ولو بنسبة 40 في المئة، فإن على القادة العرب ان يعزلوا عمرو موسى أو أن يفكروا في بديل لجامعة الدول العربية. تقول ظبية إن الحارس الشخصي لعمرو موسى، وهو موظف مطرود من الداخلية المصرية تحرش بها، وأن مهمة هذا الحارس تتمثل في التحرش بالنساء العربيات العاملات في الجامعة. وقالت الشاعرة الإماراتية، ان موسى الذي دعا لإنشاء مفوضة للإعلام العربي، هو من دمر قطاع التوثيق في الجامعة وحوله إلى حمامات ومطاعم في الطابق الأرضي. وأضافت: انه يأتي بأعوانه، كما فعل مع سكرتيره خريج الكيمياء، إذ سلمه منصب رئيس مكتب هشام يوسف، إضافة إلى احتفاظه بمنصبه في الخارجية المصرية، وأن موسى يذهب سنوياً على نفقة الجامعة إلى روما للقاءات ودية مع مسؤولين إسرائيليين. ومن القرارات التي اتخذها موسى بحق ظبية بعد المقال، قالت ظبية إنها تتلخّص بالآتي: - إزاحتي من منصبي مديرة لإدارة، وإلحاقي بمسمى وظيفي لإدارة شؤون الأفراد. - إحالتي إلى لجنة تحقيق غير نظامية مقرها إدارة أمن الجامعة، وأن هذه اللجنة عقدت جلسة لمدة أربع ساعات تناقش فيها بيتاً للمتنبي، يبدو أن الشاعرة استشهدت به في مقالها، يقول فيه: إذا كان الغراب دليل قوم يمر بهم على جيف الكلاب - خصم أسبوع من راتب ظبية وحرمانها من العلاوة لمدة عامين. وتشير ظبية إلى أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل إن الأمين سلط عليها أعوانه خصوصاً الحارس الشخصي، الذي عطل أعمالها وتعدى عليها بالسب والقذف وشتم دولتها (الإمارات العربية المتحدة)، وقرصن جهاز الكومبيوتر الخاص بها. وأشارت ظبية وهي وزيرة مفوضة في الجامعة إلى أن الأمين العام حرض حارسه على رفع دعوى قضائية ضدها في المحاكم وإلغاء حصانتها الديبلوماسية، لافتة إلى أن مثل هذا الإجراء مخالف لأنظمة الجامعة التي تلجأ إلى المحاكم الإدارية في مثل هذه الحالات. إذا صدقت ظبية في ما ذكرته، فإن على الجامعة العربية السلام، ولن ألوم موسى الذي نعى جامعته في أكثر من مناسبة.