اختتم حزب العمال الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية أمس، مؤتمراً نادراً دام أربعة أيام، مُسبغاً على الزعيم كيم جونغ أون لقب رئيس الحزب، وقد يصبح لاحقاً «الزعيم المحبوب» لاحقاً أو يحصل على لقب أفضل، كما أقرّ تعزيز قدرات بيونغيانغ في التسلّح النووي. إعلان رئيس البرلمان كيم يونغ نام الذي يشغل أيضاً رئاسة الدولة الستالينية إسمياً، تعيين كيم رئيساً للحزب، تمّ خلال 10 دقائق مكّنت خلالها السلطات حوالى 30 مراسلاً، من أصل 128 صحافياً أجنبياً من 12 دولة دُعوا إلى تغطية المؤتمر، من دخول القاعة حيث يُنظَّم. وكيم الثالث يرأس الحزب، ولكن بصفة السكرتير الأول، علماً أن والده كيم جونغ ايل، المتوفي عام 2011، يحتفظ بصفة «السكرتير الأبدي»، فيما أن جدّه كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية المتوفي عام 1994، ما زال «الرئيس الخالد». وأدّت فرقة عسكرية أغنية ترحيب، تُستخدم كلّما دخل كيم الثالث مكاناً عاماً، فيما سار الزعيم الشاب (33 سنة) بثقة على خشبة المسرح، مثيراً تصفيقاً حاداً لفترة طويلة من حوالى 3500 مندوب، بينهم عسكريون تزيّنت صدورهم بميداليات، ونساء يرتدين ثياباً قاتمة. وصاح الجميع في انسجام «مانساي! مانساي»، متمنّين لكيم حياة مديدة. وأتاحت السلطات للمراسلين ال30 دخول قاعة المؤتمر، الأول منذ 36 سنة، بعد تفتيش أمني دقيق استغرق نحو ثلاث ساعات، إذ صودرت لفترة وجيزة، هواتفهم الخلوية وأي غرض آخر مشبوه، بما فيها أقلام الحبر ذات الريشة المعدنية. ومُنعت سلالم المصوّرين، كما طُلب منهم ألا يصوّروا أفلاماً أو يلتقطوا صوراً للملاحظات التي يدوّنها المشاركون في المؤتمر. وكانت السلطات أخضعت تحركات المراسلين لرقابة صارمة، وطردت أمس إلى الصين ثلاثة صحافيين من «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، بعدما أوقفتهم لاتهامهم ب «تشويه الحقائق والوقائع» و»إهانة كرامة» النظام. وتبنّى المؤتمر استراتيجية «بيونغجين» التي صاغها كيم الثالث، وتتمثّل في «الدفع في آنٍ، بالبناء الاقتصادي وتعزيز قوة الدفاع الذاتي النووية، كمّاً ونوعاً، طالما واصل الإمبرياليون تهديدهم النووي وممارساتهم الاستبدادية». كما أقرّ مبدأً أعلنه كيم، ينصّ على أن كوريا الشمالية «لن تستخدم السلاح النووي، إلا إذا انتُهكت سيادتها من قوة عدوانية تملك سلاحاً نووياً». ودعا المؤتمر إلى العمل لإعادة توحيد الكوريتين، مستدركاً: «إذا اختارت السلطات في كوريا الجنوبية الحرب، سنخوض حرباً بلا هوادة للقضاء على القوى المناهضة للتوحيد». لكن وزارة التوحيد الكورية الجنوبية اعتبرت ذلك «عملاً دعائياً غير صادق»، كما رأى ناطق باسم وزارة الدفاع في سيول أن «لا ذرة صدق في الحديث عن ضرورة محادثات عسكرية» بين شطرَي شبه الجزيرة. أما مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو فشدد على أن النشاطات النووية لبيونغيانغ تبقى مصدر «قلق كبير»، بالنسبة إلى المنطقة وخارجها. وذكّر بأن لا مراقبين للوكالة في كوريا الشمالية، وبأنها تعتمد في ذلك على صور تلتقطها أقمار اصطناعية.