صدرت أخيرا رواية "رغبات ذاك الخريف" للروائية الاردنية ليلى الاطرش, بعد تأخر دام شهرين بسبب جدل اثر اتهامها بأنتهاك المحرمات الثلاث: الدين والسياسة والجنس. وتتحدث الرواية عن احلام وخيبات ووقائع اناس عاشوا الفترة المضطربة التي عصفت بالمنطقة في الفترة من 2002 - 2005 وشهدت احداثا دامية من غزو العراق وتفجيرات فنادق عمان. وتبدأ عندما يهاجر شابان أحدهما مسيحي من الكرك وآلاخر من الهاشمي الشمالي, الاول الى الولاياتالمتحدة لاكمال تخصصه في علم الجينات والثاني الى فرنسا للعمل, لان كلا منهما يرى أحلامه خارج الوطن. وتطرح الرواية أحلام شباب اردنيين آخرين من طبقات اجتماعية مختلفة, من مخيم الحسين للاجئين الفلسطينيين الى حي عبدون الراقي, والعلاقة التاريخية المميزة بين أهل مدينة السلط غرب عمان واللاجئين الفلسطينيين. كذلك, تسجل الرواية الكفاح اليومي لعدد من العائلات فتتحدث عن احمد, ذلك اللاجىء الفلسطيني الشاب اليتيم الذي تعلم الحياة في مخيم لاجئين ولم يكمل دراسته. كما تتطرق الرواية الى التحولات والمتغيرات السياسية التي عصفت بدول الجوار في تلك الفترة العصيبة في العراق ولبنان وفلسطين وأثرها والاحباط الذي خلفته على المجتمع الاردني فكريا واجتماعيا. وتتطرق الرواية ايضا الى التفجيرات الانتحارية غير المسبوقة التي هزت في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2005 ثلاث من فنادق عمان الرئيسية واودت بحياة 60 شخصا والتي تصادف وقوعها مع وجود معظم ابطال الرواية. وقالت الاطرش لوكالة فرانس برس ان الرواية التي استغرقت كتابتها اكثر من اربع سنوات, "ربما دخلت في مناطق لم يسبق لاحد ان دخلها من حيث الشرائح الاجتماعية التي تناولتها والشخصيات والقضايا التي اثارتها في فترة مضطربة جدا في حياة عمان". واوضحت ان "طباعة الرواية تأخرت شهرين بسبب مدرس اوكلت اليه الوزارة عملية اخراج الكتب في الوزارة, فأخرجها بشكل سيء" رغم اجازتها من قبل اللجنة الوطنية العليا التي اوصت بطباعتها. واضافت انه "اشتكى علي في الوزارة مدعيا بأن هذه الرواية لم تترك محرما الا وانتهكته". واوضحت الاطرش ان "الرواية فيها ما يستحق القراءة ولا اريد ان تصبح قصتها اشهر منها". وتابعت "انا اعتقد ان الرواية ستظلم اذا ما صنفت في هذا الالتباس", مشيرة الى ان "هذا لايعني ان روايتي ليس فيها تكفير للمحرمات لاني اسعى دائما الى تكفير القضية وليس تكفير اللفظ". واعربت الاطرش عن أملها في ان "يقرأ هذا العمل بشكل تقييمي وبغض النظر عن الالتباس الذي حصل لانه عمل اعتقد انني اضفت اليه الكثير من الجهد". وجاءت رواية الاطرش, الكاتبة الاردنية الفلسطينية, رئيسة فرع الاردن فى "منظمة القلم العالمية" في 322 صفحة متوسطة القطع, وقد نشرتها وزارة الثقافة في العاصمة الاردنية عمان. وللاطرش العديد من الاعمال المنشورة منها "وتشرق غربا" و"امرأة للفصول الخمسة" و"يوم عادي وقصص أخرى" و"ليلتان وظل امرأة" و"صهيل المسافات" و"مرافئ الوهم" و"نساء على المفارق". ___________ * كمال طه