يبدو أن معاناة أصحاب الحظ العاثر من المقيمين لا تقتصر على فترة إقامتهم في السعودية فقط، إذ يؤكد المقيم المصري يوسف السيد أن أحد أصدقائه دفع ثمناً غالياً لخلاف شخصي لا صلة له بالعمل مع كفيله، إذ طلب منه الكفيل تجهيز نفسه للسفر خلال يومين، على أن يقابله في مطار الرياض لتسليمه جواز سفره وتذكرة مغادرته إلى بلاده. وقال: «في اليوم الثاني قبل انتهاء المهلة اتصل به الكفيل، وطلب منه ملاقاته في المطار في الساعة 12 ليلاً على أن إقلاعه لبلاده سيكون بعدها بنحو أربع ساعات، وتجاهل الكفيل توسل صاحبنا وأنهى المكالمة، وكانت الدموع تنهمر من عينيه وأنا أوصله إلى المطار، إذ لم يكن مستعداً بعد للمغادرة، وانتظرنا في المطار إلى أن أقلعت الرحلة ولم يحضر الكفيل، وفي اليوم التالي أخبره أنه أمهله يومين إضافيين، ومن ثم تركه نحو أسبوعين ليفاجئه باتصال مماثل». ويضيف السيد: «توجهنا إلى المطار مرة أخرى، ليعيد الكفيل السيناريو نفسه على رغم اتصالنا عليه ونحن على أرض المطار وتأكيده الحضور، إلا أنه أغلق هاتفه قبل إقلاع الرحلة بنحو نصف ساعة، وبعد عودتنا إلى المنزل، فاجأنا السائق بإحضار تذكرة المغادرة وكانت رحلته بعد بضع ساعات، وأكد أن الكفيل سيحضر إلى المطار وبحوزته جواز السفر، ولم يقم صاحبنا حتى بتغيير ملابسه، مكتفياً بأخذ بعض أغراضه، إذ كنا نشكك أن يأتي الكفيل خصوصاً أن الوقت كان مبكراً، إلا أن الكفيل كان بانتظاره ومنحه جواز سفره ليغادر بجلباب النوم».