تكرّرت مشاهد المشاغبات الجماهيرية في الملاعب السعودية، وعادت موجة نزول المشجعين إلى أرض الملاعب من جديد أول أمس في مباراة الأهلي والحزم، وهي ليست سابقة بل لاحقة لمرات عدة حاول بعدها المنظمون تعديل الأوضاع مراراً وتكراراً من دون جدوى، إذ ظلت تطل ب«رأسها» مرة تلو الأخرى. الأدهى والأمر أن المباراة كانت منقولة على قناة الجزيرة الرياضية، التي تستهدف 45 مليون مشاهد حول العالم، ويشاهدها القاصي والداني في كل أصقاع الأرض، خصوصاً بعد امتلاكها لحقوق نقل معظم المنافسات الكروية البارزة والمهمة على الصعيد العالمي، ولا شك في أن منظر المشجعين وهم يصولون ويجولون في أرض الملعب وسط محاولات مضنية للحاق بهم من المنظمين لم يكن مرضياً. محاولات حل أزمة مشاغبات الجماهير أتت أكلها في الملاعب الكبرى، ويبدو أن حال التشديد «التنظيمي» آتت ثمارها، فلم نشاهد نزول المشجعين في ملعبي درة الملاعب أو الأمير فيصل بن فهد في الرياض، أو في ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة، أو حتى الأمير محمد بن فهد في الدمام، فالحادثة لم تعد إلا من خلال ملعبي نادي الأخدود في مباراة نجران والهلال، ومرة أخرى في ملعب نادي الحزم في مباراة الحزم والهلال في الدور الثاني، والمباراة المؤجلة بين الحزم والأهلي أول من أمس، وهو ما يشير إلى أن الملعب أقل من ناحية الإمكانات من الملاعب المذكورة سابقاً، ما يعني ضرورة البحث عن إيجاد الحلول المجدية لهما، ولا أظن أن الجهات التنظيمية أو الاتحاد السعودي لكرة القدم سيعدم الوسيلة أو الطريقة للقضاء عليها، خصوصاً أن المسابقات السعودية دخلت حيز الاحتراف، وبدأنا نشاهد الكراسي في المدرجات، والحديث بات يعلو حول الدخول الإلكتروني للملاعب، وهناك خطوات تطويرية تطاول الملاعب من كل جوانبها، وبالتالي بات القضاء على نزول الجماهير إلى الملاعب إلزامياً.