أستغربُ الانتقادات التي طاولت أندية الشباب والهلال والاتحاد في هذه الفترة بسبب عدم ظهورها بمستويات فنية عالية تعكس الوفرة العناصرية التي تزخر فيها صفوفها، وتعكس حال الاستقرار التي تتمتع فيه من دون سواها من الأندية الأخرى، فالخبير والمتمرس بالأمور الفنية يرى صعوبة أن تستمر هذه الفرق بتقديم المستويات التصاعدية، وصعوبة أن تحافظ على الرتم السريع مع كل المباريات التي تخوضها على المستوى المحلي والخارجي، في ظل بحث كل مدرب عن وضع استراتيجية تضمن له الاستمرار في المنافسات المحلية والخارجية من دون أن جرأة كل تكلفة خسارة الاثنتين معاً، فسباق الدوري الصعب والقوي أنهك هذه الفرق. إضافة إلى سعيها الحثيث نحو تصدر فرق مجموعتها في دوري المحترفين الآسيوي، علاوة على تنافسها نحو لقب كأس خادم الحرمين الشريفين، خلاف مشاركات لاعبيها الدوليين مع المنتخب الوطني، فهذه الصعوبات التي تواجه الأندية تجبرنا على التماس العذر لكل مخططات وتوجهات أجهزتها الفنية، وتجبرنا أيضاً أن نحترمها مهما «غيبت» عنا المتعة الحقيقة في فنون كرة القدم، ولا بد أن نشير هنا أن خوض هذه الأندية مباريات حاسمة في غضون أيام متقاربة جداً يصعب قبول أو مناقشة أسباب التذبذب في المستويات الفنية، ولكن السؤال المهم أين وصلت هذه الأندية في مشوارها التنافسي؟ فالاتحاد خطف بطولة الدوري، والهلال نال كأس ولي العهد، والشباب انتزع كأس الأمير فيصل، ولا ننسى أن هذا الثلاثي «الذهبي» ينافس بقوة على كأس خادم الحرمين الشريفين، وتتصدر هذه الفرق مجموعاتها الآسيوية؟ إذا من حق هذه الأندية أن تنال الإشادة والثناء على ما يبذل من عطاء مضاعف لا أن نمارس عليها ضغوطات غير مبررة. بالمختصر ليس تقليلاً أو تشكيكاً في العمل الذي قامت فيه إدارة نادي الرياض هذا الموسم، إلا أن ما تعرض له الفريق يحتم إسناد المهمة لرجل يمتلك من الخبرة والمقدرة المالية التي قد تساعد النادي على النهوض من كبوته سريعاً ومن غير ماجد الحكير قادر على تحمل هذه المسؤولية؟. جهود جبارة واكبت تنظيم أول بطولة سعودية للكرة الشاطئية في المنطقة الشرقية، فالتنظيم الرائع والحفاوة غير المستغربة كانت العنوان الأبرز من أبناء المنطقة، وهنا نثمّن ما قامت به شركة سعيد غدران الغامدي من دعم لهذه البطولة ولغدران سعيد نقول شكراً من الأعماق. سننتظر من لجنة الحكام وضع الخطط الملائمة التي تضمن لنا عودة الثقة والهيبة للحكم السعودي، وتقل معها هفواته التقديرية، فمن الظلم أن يتواصل غياب أبناء الوطن، ونفرح في جلب الحكام الأجانب. صالح الداود