ستة أسابيع مضت في ما يشبه «الموت» على الشؤون الصحية في الحرس الوطني، إثر تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية المسببة لفايروس كورونا في قسم القلب، لتتبعه أقسام المستشفى كافة، قبل أن تنجح عمليات إنعاش متكررة - وإن جاءت متأخرة - في إعادة الحياة من جديد إلى واحد من أكبر المستشفيات مساحة في المنطقة وأكثرها زحاماً. وأعلنت مدينة الملك عبدالعزيز الصحية في وزارة الحرس الوطني أمس، عودة العيادات الخارجية إلى العمل، في إنتظار تشغيل أقسام الطوارئ خلال الأسابيع المقبلة. كما أعلنت الشؤون الصحية في بيان صحافي أمس، وضع «خطة تطويرية شاملة لجميع أقسام المستشفى، بهدف إعادة تشغيلها في شكل تدريجي»، مشيرة إلى أنه تم إعادة جدولة مواعيد المرضى في العيادات الخارجية، مؤكدة أن الأسابيع الثلاثة المقبلة ستشهد إعادة افتتاح قسم الطوارئ في المستشفى. معاناة ومأساة وفصول من الخوف لم يعشها فقط العاملون في الشؤون الصحية، إنما أيضاً سكان مدينة الرياض بأسرها، إذ كانت البداية من قسم القلب، حين ظهرت إصابة واحدة، ثم تفشى الفايروس في أقسام المستشفى، ما أضطر الإدارة إلى الرضوخ لأصعب الحلول: إغلاق المستشفى بشكل كامل، وإعلان إجراءات وقائية لمكافحة العدوى، وتطبيق إجراءات احترازية على أعلى درجاتها. ولم تكن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية الأولى، التي تعاني من مجابهة فايروس كورونا، إلا أن تجربتها كانت الأصعب، إذ إن ما سبقها كانت حالات فردية لم تصل إلى الإغلاق الكامل، فعاشت فصلاً من أطول فصول الفايروس، هو الأكثر تعقيداً في الشرق الأوسط، من ناحية الصعوبة في كشف أسراره، قبل أن تبدأ الحياة في العودة إليها من جديد. ومثل إغلاق عيادات مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بداية الأزمة، إذ واجه القائمون على المستشفى مشكلات أخرى، تتمثل بالمواعيد المتأخرة، جراء الإغلاق الكامل للعيادات الخارجية طوال الفترة الماضية، التي ترتب عليها تأخير عدد كبير من المواعيد الروتينية والعمليات المجدولة، بما لا يصل إلى الحالات الحرجة، وخلال الفترة الماضية تزايد الضغط على المستشفيات الأخرى، سواء الحكومية أو الأهلية بسبب إغلاق أقسام الطوارئ في المستشفى. خبراء صحيون ومسؤولون، أكّدوا أن أول عقبة تقف في طريقهم، هي الصعوبة في فهم تركيبة الفايروس، إلا أن الأيام الأربعة الماضية شهدت انحساراً في حالات «كورونا»، ولم يتم تسجيل أي إصابة جديدة في المملكة، وفق البيان اليومي لمركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة. وشهد شهر ذي الحجة الجاري تراجعاً في حالات «كورونا» في مدينة الرياض، فبحسب الإحصاءات اليومية الصادرة عن مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة، تم تسجيل 11 حالة إصابة جديدة خلال شهر ذي الحجة. وكان عدد الحالات في الشؤون الصحية في مستشفى الحرس الوطني وحدها، تجاوز ال80 حالة خلال شهري شوال وذي القعدة الماضيين.