فيما دعت الحكومة العراقية إلى تكثيف الاجراءات الأمنية لملاحقة المطلوبين، حذر وجهاء «مثلث الموت» في جنوب بغداد من عودة العنف الى مناطقهم بسبب تذبذب المواقف الحكومية حيال «مجالس الصحوة». وأوعز رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتكثيف الجهود لاعتقال جميع أفراد العصابة الاجرامية التي استهدفت عدداً من المواطنين الأبرياء في منطقة الطوبجي، والتي قُتل اثرها ثلاثة من الصابئة المندائيين الصاغة. وأوضح بيان رئاسي صدر عن مكتب المالكي عقب لقائه الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا أن «رئيس الوزراء أوعز بمضاعفة الجهود من أجل اعتقال العصابة المتورطة في حادث مقتل ثلاثة أشقاء من الطائفة المندائية». وشدد المالكي على وجوب «الحذر للحيلولة دون تكرار هذه الجرائم في حق المواطنين الأبرياء». الى ذلك، حذر بعض وجهاء مناطق جنوب العاصمة التي يطلق عليها «مثلث الموت» وتبدأ من جنوب منطقة الدورة مروراً ببلدات جرف الصخر واليوسفية وصولاً الى اللطيفية من تفاقم الوضع الأمني. وطالب محمد العبيدي أحد وجهاء عشيرة العبيدات في مدينة الاسكندريةجنوب بغداد السلطات الأمنية بتشديد إجراءاتها في تلك المناطق. وأوضح في اتصال مع «الحياة» أن «تلكؤ الحكومة في الاجراءات الأمنية المتبعة في هذه المناطق قد يقلب المعادلة الأمنية ويعيد الأمور الى ما كانت عليه أيام سيطرة الارهابيين على الطرق الرئيسة في مدن جنوب بغداد». وأشار الى أن «من بين تلك الاجراءات التي يجب التأكيد عليها متابعة ملفات عناصر الصحوة وتسليم رواتبهم بمواعيد محددة، فضلاً عن منحهم الثقة المطلوبة لضمان ولائهم للقانون وسلطاته». وأكد أن «بعض المؤشرات التي ظهرت أخيراً في تلك المناطق يدفعنا الى مطالبة الحكومة بتفعيل الاجراءات الأمنية كي لا تذهب الجهود التي بذلتها قوات الصحوة سدى». وقال مصدر أمني رفض كشف هويته إن «الحكومة مستمرة بدفع رواتب عناصر الصحوة، فضلاً عن دمجهم ضمن مؤسسات الدولة». وأوضح ل «الحياة» أن «بعض نقاط التفتيش المنتشرة في تلك المدن زود بتعزيزات اضافية لمنع الارهابيين من العودة الى جانب سيطرة قوات الأمن على الامن فيها». وأضاف أن «بعض المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها وحداتنا أكد انتقال عناصر ارهابية من مناطق غرب بغداد الى جنوبها، الأمر الذي استدعى مضاعفة قوات الأمن والمعدات العسكرية وشن حملات تفتيش ودهم واسعة». وكان زعيم عشيرة الجنابيين المتمركزة في مناطق جنوب بغداد عدنان الجنابي حذر من انهيار الأوضاع الأمنية في اللطيفية وجرف الصخر، مشيراً إلى أن التفجير الانتحاري الذي وقع أخيراً، وظهور العبوات مرة أخرى، كان بسبب عدم وفاء الحكومة بوعودها التي أعلنت عنها في خصوص ضم عناصر الصحوات في هذه المناطق إلى أجهزة الأمن. وأشار الجنابي وهو وزير وعضو برلمان سابق في تصريحات لراديو سوا إلى «امكان نجاح تنظيم القاعدة في اختراق الصحوات في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه». الى ذلك، كشف القائد العام للقوات المتعددة الجنسية للأمن الانتقالي الفريق فرانك جي هيلمك أن قواته تدرب الجيش العراقي حالياً على استخدام الدبابات الأميركية من نوع «أبرامز»، تحضيراً لتسلم العراق 140 دبابة من هذا النوع قريباً، بعد تعاقد الحكومة العراقية مع الولاياتالمتحدة على شرائها. ولفت هيلمك الذي يترأس بعثة تدريب حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد إلى أن القوة البحرية العراقية ستتسلم مطلع حزيران (يونيو) المقبل سفينة بحرية ايطالية المنشأ. وأعلن قرب تخرج 1100 شرطي عراقي من دورة أقامتها قوات «كابرنيري» الإيطالية في العراق. وأشار هيلمك إلى أن قائد القوات الأميركية راي أوديرنو ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس يبحثان حالياً في احتمال تسليم المعدات العسكرية الأميركية إلى القوات العراقية بعد الانسحاب الأميركي من العراق، داعياً العراق إلى عدم تنويع مصادر تسليحه، لما في ذلك من تأثير سلبي في عمليات الإدامة وإعادة التأهيل. يذكر أن العراق كشف رغبته أخيراً في توسيع نطاق استيراداته من الاسلحة لتشمل تعاقدات مع روسيا وفرنسا وبولونيا لهذا الغرض.