شاهد.. وزير الدفاع يشهد تمرين القوات الخاصة "النخبة"    الأمير عبدالعزيز بن سعود يلتقي القيادات الأمنية في منطقة القصيم    الأمير عبدالعزيز بن سعود ينقل تحيات القيادة لأهالي منطقة القصيم    "سدايا" تسهم في دعم مبادرة طريق مكة بالخدمات التقنية    قطر ترفض تصريحات نتانياهو "التحريضية" بشأن غزة    المملكة تدين الغارة الجوية الإسرائيلية على محيط القصر الرئاسي في دمشق    القوات الجوية تواصل مشاركتها في "علم الصحراء 2025" بالإمارات    تشافي هيرنانديز يقترب من قيادة الهلال    القيادة تهنئ رئيس جمهورية بولندا بمناسبة ذكرى يوم الدستور لبلاده    رسميًا.. السعودية تستضيف بطولة "كأس آسيا تحت 17 " حتى 2028    ضبط أكثر من 17 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    شاهد.. إحباط تهريب أكثر من 1.5 مليون حبة "كبتاجون" في جدة    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من جمهورية إندونيسيا    خطيب الحرم يوصي المسلمين بتقوى الله ومُراقبته والإيمان بلقائه    خطيب المسجد النبوي: تجنبوا الانشغال بما لا يعنيكم ليصلح الله شأنكم    عبدالعزيز بن سعود يزور المسجد النبوي ويؤدي الصلاة في الروضة الشريفة    آل خليفة يُهنئ الأهلي ويشيد بنجاح المملكة في استضافة الحدث القاري    «أوساط الرأي».. جوهرة إذاعية لامعة    الإعلام السعودي من نقل الحدث إلى صناعة المستقبل    عصر الترند والتفاهة: سقراط يبحث عن مشاهدات!    فيرمينيو يُتوّج بجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا للنخبة    الحلم يسبق موعده    العطية يتوّج بلقب رالي السعودية والراشد يحصد المركز الثالث    انتبهوا    "سالم الدوسري" يحصل على جائزة هداف نخبة آسيا    بيانات اقتصادية مختلطة تعقد موقف الدولار مع تقلب الأسواق وانخفاض النفط    الأمم المتحدة تدعو إسرائيل على "الوقف الفوري" لهجماتها على سوريا    رئيس «الشورى» يرأس وفد المملكة في «البرلماني العربي»    وزير الداخلية يدشن عدداً من المشروعات الأمنية في القصيم    نائب أمير الشرقية يرعى حفل التخرج بجامعة الملك فيصل    انطلاق مؤتمر السلامة والصحة المهنية غدا    مبادرة طريق مكة تجمع (رفيقي الدرب) بمطار حضرة شاه الدولي بدكا    زئبق سام وعصابات بمشاريع تنقيب ذهب الأمازون    المناعة مرتبطة باضطرابات العقل    فوائد غير متوقعة للرياضة على مرضى السرطان    مكة المكرمة الأعلى هطولا للأمطار ب17.6 ملم    حرس الحدود يطلق وطن بلا مخالف في جازان    النقل تباشر أعمالها استعدادا للحج في أكثر من 20 موقعا    ارتفاع شهداء غزة إلى 52495    أبو سراح يكرم داعمي أجاويد 3 بظهران الجنوب    "الغذاء والدواء" تُسخّر التقنيات الحديثة لرفع كفاءة أعمال التفتيش والرقابة في الحج    "المنافذ الجمركية" تسجل 3212 حالة ضبط خلال أسبوع    إحباط تهريب (176) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في عسير    أوبك+: زيادة الإنتاج ب411 ألف برميل يوميا في يونيو    شجر الأراك في جازان.. فوائد طبية ومنافع اقتصادية جمة    مجتمع تيك توك: بين الإبداع السريع والتمزق العميق    نجاح عملية جراحية معقدة لاستئصال ورم ضخم في كلية مسن ببريدة    الملحقيات الثقافية بين الواقع والمأمول    اللغة تبكي قتلاها    «اليدان المُصَلّيتان».. يا أبي !    مركز التحكيم الرياضي السعودي يستقبل طلاب القانون بجامعة الأمير سلطان    سجن بفرنسا يطلق عن طريق الخطأ سراح نزيل مدان بسبب تشابه الأسماء    جمعية خويد تختتم برنامج "محترف" بحفل نوعي يحتفي بالفنون الأدائية ويعزز الانتماء الثقافي    أمين الطائف يطلق برنامج الأمانة لموسم الحج الموسمية    قطاع ومستشفى المجاردة الصحي يُفعّل مبادرة "إمش 30"    ذخيرة الإنسان الأخيرة" يخطف الأضواء في الطائف    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    أمير منطقة جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناريو.. عسى ألا يحدث!
نشر في البلاد يوم 25 - 11 - 2011

أرجو أن أكون مخطئاً في تحليلي، لكن أرى الآن جملة عناصر تجعلني أرجِّح حصول الضربة العسكرية الإسرائيلية لإيران، خلال الأسابيع المقبلة. ربما يرجع سبب تأخير هذه الضربة حالياً إلى محاولة إنضاج قرار التدخّل العسكري لحلف الناتو في سوريا، حيث إنّ توقيت الضربة العسكرية الإسرائيلية لإيران يحتاج إلى مثل هذا التطوّر في المشرق العربي، أي أن تكون سوريا ولبنان ومنطقة المشرق كلّها منهمكة، أمنياً وسياسياً، في تداعيات الأزمة السورية.
وعندما تصل الأمور إلى حدّ تدخل "الناتو" في سوريا، فإنّ ذلك يعني أنّ تطوراً سلبياً كبيراً قد حدث في العلاقات بين دمشق ودول عربية عديدة، ويعني فشل مبادرات الجامعة العربية ونجاح الدعوات المطالبة ب"الحماية الدولية للمدنيين السوريين"، والتي ستكون مقدّمتها التنفيذية من خلال تركيا العضو في "حلف الناتو".
فهناك الآن مصلحة غربية وإسرائيلية كبيرة في تأزّم الأمور بين سوريا وجامعة الدول العربية، بل في دفع هذا التأزّم إلى حدّ القطيعة، لإعطاء المبرّرات اللازمة لتدويل الأزمة السورية ولفتح أبواب التدخّل العسكري الأجنبي فيها، على غرار ما حدث في ليبيا.
إنّ الاتفاق الذي أعلنته الجامعة العربية يوم الثاني من نوفمبر، ووافقت عليه الحكومة السورية، وضع الأزمة السورية تحت مظلّة عربية، كما رسم خطوات إجرائية لوقف العنف، وللبدء في حلٍّ وطني سوري تشترك فيه أطراف المعارضة. لذلك كان هذا الاتفاق موضع نقد ورفض من واشنطن ودول غربية، ومن أطراف معارضة سورية تراهن على التدويل.
هناك، خلال الشهرين القادمين، جملة أهداف مطلوبة في وقتٍ واحد، وهي أهداف تمتدّ جغرافياً من طهران إلى غزّة، مروراً بلبنان وسوريا والعراق. فهذه المواقع الجغرافية كانت العائق أمام تنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، الذي دعت له الإدارة الأمريكية السابقة وعملت من أجله، لكنّها فشلت في تحقيقه، رغم الحروب التي حصلت على العراق "2003" وعلى لبنان "2006" وعلى غزة "2008".
الآن، وبعدما سادت خلال هذا العام في المنطقة العربية أولويّة "الديمقراطية" على "التحرّر الوطني"، وبعدما أصبح التدخّل العسكري الأجنبي "مطلباً عربياً"، وبعدما تردّدت هتافات في شوارع عربية ضدّ إيران وروسيا، وتهمّش الصراع العربي مع إسرائيل، فإنّ الظروف أصبحت ناضجةً ل"قلب الطاولة على الجميع" في منطقة المشرق العربي، ولعزلها عن إيران، التي سيتمّ أيضاً إضعافها اقتصادياً وعسكرياً، من خلال الضربات الصاروخية وتشديد العقوبات عليها.
وأجد أنّ هناك عدّة أسباب وظروف ترجّح الآن الضربة العسكرية لإيران:
انشغال سوريا "وهي الحليف الأكبر لإيران في المنطقة" عسكرياً وأمنياً وسياسياً، بأوضاعها الداخلية وتداعياتها.
انتقال تركيا من موقع الشريك الموقِّع مع إيران والبرازيل على صيغة اتفاق لحل قضية الملف النووي الإيراني، ومن حال الصديق الحميم لدمشق، إلى موقع المواجهة مع سوريا والموافِق على استضافة "الدرع الصاروخية" الأمريكية "الموجَّهة أصلاً ضدّ إيران"، والتي رفضت دول أوروبية شرقية استضافتها.
استحقاق موعد الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق، ورفض الحكومة العراقية السماح ببقاء قوات أمريكية بعد موعد هذا الانسحاب. وقد جرت حملة سياسية وإعلامية في أمريكا حول مخاطر هذا الانسحاب، وأنّه سيترك العراق بشكل كامل للنفوذ الإيراني.
تصاعد الدعوات والتيارات السياسية الدينية في المنطقة التي تكفّر "الآخر"، مما يُشجع على انقسامات طائفية ومذهبية تجعل "العدو" هو "الطائفة أو المذهب الآخر"، وفي ذلك مصلحة كبيرة لدى من يريدون إشعال الصراعات على أساس مذهبي، وإقامة خرائط كيانات جديدة في المنطقة. انشغال المقاومتين اللبنانية والفلسطينية بأوضاع وطنية داخلية.
سوء الأوضاع الاقتصادية في أمريكا وأوروبا، والتي قد تتطلّب حروباً لتحسينها، كما حدث للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وبعد حرب الخليج في العام 1991، خاصّةً أنّ كلَّ دول المنطقة، التي تعرّضت وتتعرّض لحروب، تتعاقد لاحقاً مع شركات أمريكية وأوروبية لإعادة إعمار ما تهدَّم!
مخاوف "حلف الناتو" من احتمالات عودة المنافس الروسي للواجهة، ومن سعي موسكو للتمايز عن واشنطن والغرب، خاصّةً بعد العودة المتوقَّعة لبوتين كرئيس للاتحاد الروسي. وكذلك الحاجة للتحكّم بالطاقة النفطية، التي هي عصب الاقتصاد الصيني.
نعم، "المسألة الإيرانية" هي أمر مهمٌّ التوقف عنده لدى بعض الحكومات العربية، في ظلّ وجود ممارسات إيرانية تبعث الخوف والقلق لدى عدة بلدان عربية، لكن العامل الإسرائيلي هو المهمّ جداً في هذا "السيناريو" المقبل بين الغرب عموماً، وخصوصاً واشنطن، وبين طهران، والذي سينعكس على دول الخليج العربي، وعلى المنطقة كلّها.
فمنطقة المشرق ستنهمك في تداعيات الأزمة السورية، وفي امتداد شرارتها العسكرية والسياسية إلى لبنان وفلسطين والعراق. أمّا منطقة الخليج العربي، فستكون ساحة الوغى بين إيران وخصومها، بينما ستكون إسرائيل وتركيا مع "الناتو"، في الساحتين المشرقية والخليجية.
العامل الإسرائيلي يضغط الآن لتحقيق مواجهة عسكرية مع إيران، لأنّ حدوث هذه المواجهة سيسمح لإسرائيل باستكمال ما حقّقته حتى الآن من "إنجازات"، بعد 11 سبتمبر 2001، تحت شعار "الحرب على الإرهاب الإسلامي". فإسرائيل تحصد دائماً نتيجة أي صراع يحدث بين "الغرب" و"الشرق"، وبما يُعزّز دور إسرائيل بالنسبة للدول الغربية الكبرى، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة، والحاجة الأمنية لها.
إنّ المواجهة العسكرية بين الغرب وإيران ستؤدّي إلى تدميرٍ كبير لدى الطرفين معاً، وستكون ساحاتها ممتدّة أيضاً إلى العديد من المدن العربية، فإنّ من شأن تصعيد الأزمة مع إيران، والمواجهة العسكرية لها، أن يوجد في عدّة بلدان عربية مناخ من الصراعات الداخلية، ممّا يُشعل حروباً أهلية عربية وإسلامية تفكّك أوطاناً، وتدعم المشروع الإسرائيلي للمنطقة العامل على إقامة دويلات طائفية وعرقية، تحكمها الإمبراطورية الإسرائيلية اليهودية.
أيضاً، في الحسابات الإسرائيلية أنّ إسرائيل ستتعرّض لضربات عسكرية من إيران وحلفائها في المنطقة، لكن ستكون إسرائيل الأقلّ تضرّراً عسكرياً واقتصادياً ومالياً، والأكثر استفادة سياسياً واستراتيجياً، مع بقاء الكيان الإسرائيلي موحّداً، بل أكثر قدرةً على تعزيز الاستيطان في الأراضي المحتلة وممارسة التهجير القسري للفلسطينيين.
في منطقة الشرق الأوسط، تقف إسرائيل وحدها على ترسانة أسلحة نووية كبيرة، لا يعير الغرب أيّ اهتمام لمخاطرها في المنطقة، بينما يمنع الغرب أي امتلاك للسلاح النووي عند أية دولة عربية أو إسلامية في المنطقة. ولعلّ خير مثال على ذلك هو تركيا، التي ترتبط بحلف الناتو، وفيها نظام علماني ديمقراطي، لكن يمنعها الغرب، بالرغم من ذلك، من دخول عضوية "النادي النووي"!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.