في ذلك المساء المشبع بكل شحنات الإنسانية عندما التقى بأبنائه الذين فقدوا نعمة الأب فاستطاع أن يكون لهم أباً عطوفاً.. أباً يتحسس مشاعرهم ويعطيهم من دفق نفسه ما ينسيهم "يتمهم" الأبوي ليدخلهم في معنى الأبوة القادرة على تجاوز كل عوامل الحاجة إلى أب يرعى وأب يحنو لقد استطاع أن يبرهن لهم أنه هو الأب لهم جميعا وذلك عندما رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس مجلس رعاية الأيتام بالمنطقة الحفل الذى اقامته الإدارة العامه للشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينةالمنورة بقصر القمة بالعزيزية بالمدينة بمناسبة حفل اليوم العربي لليتيم. وكان في استقبال سمو أمير منطقة المدينةالمنورة لدى وصوله مقر الحفل مدير عام الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينةالمنورة حاتم بري ومنسوبي الإدارة.واقيم حفل خطابي بهذه المناسبه بدئ بآيات من الذكر الحكيم. ثم القيت كلمة الايتام القاها نيابة عن الأيتام الطالب ساير عبد الغني عبد الاله شكر فيها سمو أمير منطقة المدينةالمنورة على تشريفه الحفل، مشيراً الى أن هذا غير مستغرب على سموه الذي عٌرف بدعمه الدائم لنشاطات الجمعية. بعد ذلك أدى مجموعة من الطلاب الأيتام نشيداً جماعياً امام سمو أمير المنطقة لقي استحسان الحضور.بعدها القى الطالب نايف ظاهر مسعد قصيدة شعرية ترحيبية، ثم شاهد سموه نشيداً جماعياً بعنوان "اليتيم" قدمه مجموعة من الايتام. عقب ذلك وزع سمو أمير منطقة المدينةالمنورة الجوائز على الايتام المتفوقين من الأيتام الدارسين، ثم كرم سموه الداعمين المتعاونين.وفي نهاية الحفل التقطت الصور التذكارية مع سموه، بعدها شرف سموه حفل العشاء مع ابنائه الأيتام.وقد تحدث مدير فرع الشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينةالمنورة الاستاذ حاتم بري بهذه المناسبة وعبر عن خالص شكره وتقديره لسمو الامير لرعاية هذا الحفل ولمسة الوفاء لايتام منطقة المدينةالمنورة،وقال هذا ليس مستغربا على سموه وقد كان لهذا اللقاء التأثير الطيب على نفوس هذه الشريحة من ابنائنا. وفي الاحساء والى محافظة الاحساء حيث رعت الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي آل سعود برنامج الندوات التي نظمتها جمعية بناء الخيرية في يوم اليتيم العربي، وأكدت أن المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز تنظر إلى هذه الفئة نظرة عادلة تضعهم في مرتبة متساوية مع غيرهم وأن الملك عبدالله ردد غير مرة أن الأيتام هم أبناء عبدالله بن عبدالعزيز، الأمر الذي يجب أن يدركه كل عامل في القطاعات المعنية بخدمة الأيتام ليتسنى ترجمة هذه النظرة الأبوية الحانية من قبل الملك عبدالله إلى عمل له ثمار ونتائج تنعكس على اليتيم في كافة المجالات وعلى وجه الخصوص على مستقبله الأسري والاجتماعي والتعليمي والنفسي والاقتصادي. وشددت الأميرة غادة على أن النهي في القرآن الكريم عن قهر اليتيم لا بد أن يترجم إلى واقع عملي في التعاطي مع اليتيم سواء من المجتمع أو من جانب الجهات التي تعمل في مجال خدمة الأيتام،مشيرة إلى أن الأيتام لا يزالون بحاجة إلى أن تدار مصالحهم بأيدٍ وكفاءات ذات خبرة عالية تستطيع أن تخطط لمن دون سن الرشد على أساس بلوغ مستقبل مرموق ثقافيا وعلميا ومهنيا، حتى يتمكن اليتيم من العيش في وضع اقتصادي وأمني ونفسي لا يقل عن غيره من حيث مستوى الجودة. جودة الرعاية من جهتها طالبت الأخصائية النفسية نورة العتيق من يعمل على خدمة الأيتام بتذليل كافة الصعوبات التي تقف في تقديم الخدمة على أكمل وجه وفق متطلبات الجودة الشاملة في جميع أمور حياتهم والتي منها معاناة الأيتام من تغيير الأم الحاضنة في الدور الإيوائية بصفة مستمرة نتيجة عدة عوامل من بينها ضآلة المرتب الشهري للأم الحاضنة، و طول ساعات العمل، وتقلب أوقات العمل ما يؤدى إلى عدم استقرار الأطفال من الجانب النفسي والعاطفي، معتبرة ذلك أحد الأسس في مرحلة الطفولة المبكرة التي تعد من أهم مراحل تكوين شخصيته. وتطرقت العتيق أثناء محاضرة ألقتها في مقر برنامج الأمير محمد بن فهد وبرعاية الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي التي نظمتها جمعية بناء الخيرية منتصف الأسبوع الماضي إلى ضرورة استقطاب كوادر تربوية تحمل مؤهلات تخصصية مثل "رياض الأطفال، صعوبات التعلم،مدربات سلوكيات" من أجل التعامل مع الأطفال بخبرة مبنية على أسس علمية مع جميع ذوي الظروف الخاصة. وذكرت العتيق أن ديوان الخدمة المدنية من أهم القطاعات المعنية بالمساهمة في إيجاد حلول جذرية لما يعانيه الأيتام من مشكلات، عطفا على أن ديوان الخدمة المدنية يمتلك صلاحية ترشيح الكفاءات المؤهلة علميا وتربويا لشغل الوظائف المطلوبة التي تساهم في الارتقاء بالخدمة التي تقدم للمستفيدين من الدور الإيوائية. الخدمات النفسية وأكدت أن طبيعة الحياة الجماعية في الدور الإيوائية تسبب الكثير من الاضطرابات السلوكية والنفسية لجميع المراحل العمرية، وأن الأيتام بحاجه ماسة إلى تواجد وحدة للخدمات النفسية بهدف الحد من المشكلات التي يعاني منها الأيتام، سيما الحاجة إلى كفاءات مؤهلة بالكيفية السليمة التي يجب أن تتم أثناء مرحلة تبليغ اليتيم بواقعه الاجتماعي، فضلا عن أن من توكل لهم هذه المسؤولية ينبغي أن يكونوا مدركين الآثار النفسية التي قد يواجهها اليتيم.