مدرب بلجيكا يؤكد غياب تيبو كورتوا عن يورو 2024    تعليق الدراسة الحضورية يوم غدٍ في القصيم    فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية المكسيك يناقشان آخر التطورات في قطاع غزة ومحيطها    نمر يثير الذعر بمطار هندي    تطوير العمل الإسعافي ب4 مناطق    مهتمون يشيدون ببرنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية في اليونيسكو    41 مليون عملية إلكترونية لخدمة مستفيدي الجوازات    محافظ الريث يستقبل مفوض الإفتاء الشيخ محمد شامي شيبة    عسيري: مناهضو اللقاحات لن يتوقفوا.. و«أسترازينيكا» غير مخيف    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    "موسم الرياض" يطرح تذاكر نزال الملاكمة العالمي "five-versus-five"    «جامعة نايف العربية» تفتتح ورشة العمل الإقليمية لبناء القدرات حول مكافحة تمويل الإرهاب.. في الرياض    نتنياهو: سأجتاح رفح بهدنة أو من دونها    أغلى 6 لاعبين في الكلاسيكو    دوريات «المجاهدين» بجدة تقبض على شخص لترويجه مادة الحشيش المخدر    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاونية بين الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل الرئيس التنفيذي لجودة الحياه    ميتروفيتش ومالكوم يقودان تشكيلة الهلال ضد الاتحاد بنصف نهائي كأس الملك    مساعد وزير الدفاع يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية والعالمية في إسبانيا    نائب أمير مكة يطلع على الاستعدادات المبكرة لحج 1445    اجتماع الرياض: إنهاء حرب غزة.. والتأكيد على حل الدولتين    مفوض الإفتاء بالمدينة: التعصب القبلي من أسباب اختلال الأمن    مجلس الوزراء يجدد حرص المملكة على نشر الأمن والسلم في الشرق الأوسط والعالم    الحقيل يجتمع برئيس رابطة المقاولين الدولية الصينية    3000 ساعة تطوعية بجمعية الصم وضعاف السمع    خبراء دوليون: تقنيات الذكاء الاصطناعي توفر 45% من استهلاك الطاقة في إنتاج المياه    شؤون الأسرة ونبراس يوقعان مذكرة تفاهم    مدير هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة نجران يزور فرع الشؤون الإسلامية بالمنطقة    فهد بن سلطان يطلع على الاستراتيجية الوطنية للشباب    وزير الطاقة: لا للتضحية بأمن الطاقة لصالح المناخ    الصحة: تعافي معظم مصابي التسمم الغذائي    فيصل السابق يتخرج من جامعة الفيصل بدرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف الثانية    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34.535 شهيدًا    الدكتور الربيعة يلتقي الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية    طعن واقتحام ودماء.. ثلاثيني يروّع لندن    الشِّعر والنقد يفقدان النموذج الإنساني «عبدالله المعطاني»    محافظ الخرج يكرم الجهات المشاركة في حفل الأهالي لزيارة أمير منطقة الرياض    إطلاق هاتف Infinix GT 20 Pro الرائد    الفرص مهيأة للأمطار    محافظ أبو عريش يدشن فعاليات أسبوع البيئة    "هورايزن" يحصد جائزة "هيرميز" الدولية    تراجع طفيف بأسعار النفط عالمياً    العميد والزعيم.. «انتفاضة أم سابعة؟»    الخريف: نطور رأس المال البشري ونستفيد من التكنولوجيا في تمكين الشباب    أمير منطقة المدينة المنورة يستقبل سفير جمهورية إندونيسيا    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    العربي يتغلب على أحد بثلاثية في دوري يلو    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    لوحة فنية بصرية    وهَم التفرُّد    عصر الحداثة والتغيير    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    إنقاص وزن شاب ينتهي بمأساة    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    ولي العهد ووزير الخارجية البريطاني يبحثان المستجدات الإقليمية والتصعيد العسكري في غزة    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأخطاء الطبية هل هي ظاهرة في بلادنا؟
نشر في البلاد يوم 22 - 01 - 2010

منذ فترة ليست بقصيرة بدأ ما قد نقول عنه ظاهرة الأخطاء الطبية في بلادنا حيث بدأت تلك الظاهرة تظهر بشكل كبير وخاصة في السنوات العشر الاخيرة وبدأت تتزايد بشكل كبير في السنة الماضية وتلك الحالية، وتنافس على إبرازها الجانب الإعلامي المكتوب مع اكتشاف أي حالة جديدة. الأمر الذي يرى فيه البعض انه يؤثر على مسار القضايا المطروحة على الهيئات الصحية الشرعية.
وجاء تشكيل الهيئات الطبية الشرعية بالمملكة مؤخرا والتي تغير مسماها الآن الى الهيئة الصحية الشرعية وهي عبارة عن محاكم صحية مستقلة يترأسها قاض من الفئة"أ" من وزارة العدل ويعتبر "أ" هو رئيس اللجنة أو الهيئة ثم استشاريين في تخصصين مختلفين من وزارة الصحة،بالإضافة الى مستشار قانوني من وزارة الصحة بالإضافة إلى أمين اللجنة أو الهيئة وكاتبها وترفع لها القضايا والأخطاء الطبية من وزارة الصحة وغيرها من القطاعات الأخرى، ويتضمن نظامها أنه في حال ثبوت الخطأ الطبي ضد الطبيب وكان المشتكي يطالب بالحقين العام أو الخاص أو الأثنين معا ترفع شكو المريض بالنتائج الى الشؤون الصحية التي تحولها الى اللجنة الشرعية عن يغرم ويطبق عليه الحق العام والخاص، ولاينظر الى تاريخ الطبيب بل يعامل على قضية محددة رفعت ضده. كما ان الحكم في الأخطاء الطبية خاضع للتمييز، وكفل النظام للمواطن أن الدولة تترافع عنه وبمطالبة الطبيب ومحاسبته في حال وفاة المريض ولم يوجد من يترافع عنه. وتوجد في المملكة عدد 16 هيئة صحية توجد في جدة لجنتان شرعيتان هما اللجنة الطبية الشرعية الاساسية وهي تهتم بدراسة والتحقيق والحكم في قضايا المستشفيات الخاصة أما الثانية فهي اللجنة الطبية الشرعية الإضافية فهي تهتم بدراسة قضايا المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات العسكرية ومستشفيات الحرس الوطني ومستشفى الجامعة ومستشفى الملك فيصل التخصصي.
وتتباين وجهات النظر في قضية الاخطاء الطبية، فبينما يرى البعض ان التناول الإعلامي ضخم القضية لجعلها ظاهرة، يشير آخرون إلى أنها فعلا لتحتاج الى قرع ناقوس الخطر لكن لم تصل لحالة ان نطلق عليها ظاهرة، فيما يبرر أطباء بأن الاخطاء الطبية ليست قصرا على المملكة بل موجودة في جميع أنحاء العالم حتى المتقدمة طبيا منها كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية وغيرها من الدول التي لديها مراكز أبحاث متخصصة وتُعنى بمفاهيم السلامة والصحة المهنية والأمن السلامة والسلامة الغذائية..
وتشير الإحصائيات الى أن علاج النساء والولادة أصبح أكثر المجالات التي تحدث فيها أخطاء طبية، فيما تحتل عيادات الجراحة العامة النسبة الثانية الأعلى من الأخطاء الطبية تليها الباطنية ثم العظام. وتتزامن مع تنامي حالات الأخطاء الطبية ارتفاع اصوات تنادي بتفعيل دور الهيئاتع الطبية الشرعية في التصدي للأخطاء الطبية، من خلال اعادة تنظيمها،اضافة الى توعية المريض بالإجراءات التي يجب ان يتبعها في شكواه مما يراه خطأ طبيا علاوة على تبني معايير صارمة لاختيار الكادر الطبي الكفء للحد من الأخطاء الطبية.
د. حاتم العمري
ويشير مدير برنامج التشغييل الذاتي بمستشفى النور التخصصي بمدينة الملك عبد الله الطبية بالعاصمة المقدسة الدكتور حاتم بن أحمد العمري الى ان الاخطاء الطبية حقيقة قد تحث في أي منشأة صحية وليست مقصورة على منشآتنا الصحية فقط وقد تحدث في منشآت ما تعرف بالدول المتقدمة في مجال الطب وربما أكثر مما تحدث بمنشآتنا بالمملكة. وهنا لابد ان نفرق بين الخطأ الطبي والإهمال أو التقصير في تقديم الخدمة الطبية بالشكل المطلوب.
فالخطأ الطبي : هو أمر غير مقصود ولا يمكن ان يكون متعمداً لأن الطبيب هو انسان معرض للخطأ أو النسيان. أما الإهمال أو التقصير في تقديم الخدمة الطبية بالشكل المطلوب هو مالا نرضاه او نقبله ونعتبره اساءة للمهنة ولابد أن يحاسب من تسبب في معاناة الآخرين مضاعفات الدواء.
علوي تونسي
ويرى رجل الأعمال السيد علوي اسعد تونسي صاحب مستشفى علوي تونسي بمكة المكرمة أن أخطاء الطبيب البشرية منفخضة في المملكة اذا ما قورنت بمثلها في دول أمريكا اوروبا فمعظم الاخطاء الطبية التي يتم تداولها عبر الصحف مضاعفات مرضية وليست بأخطاء طبية فالمريض لايفرق بين الخطأ الطبي او المضاعفات الطبية فيتهم الطبيب بالتقصير في اداء عمله. فالمجال ليس مجال فرقعات إعلامية كما نرى هنا في بعض الاحايين تمس الاطباء والمؤسسات الصحية القائمة.
وأضاف التونسي ان اهتمام الناس بالحديث عن الاخطاء الطبية التي تحدث للمرضى في المؤسسات الصحية دليل وعي فشئ حسن جداً ان يعرف الشخص حقوقه ويطالب بها. وكما نعرف أن تلك المشاكل الصحية تؤدي الى عدد كبير من الضحايا. إما من المضاعفات والأخطاء.
فالمضاعفات لها خصوصيتها ولايسأل عنها أحد طالما أنه قد تم إتباع الاسس السليمة خلال الاجراء الصحي.
أما الأخطاء الطبية فواردة جدا ومعروفة طالما أن أخطاء البشرية واردة في أي مجال. ومن هنا أتى مفهوم المعايير العالمية والجودة التي انشغل بها العالم مؤخرا ونحن في المملكة معه وذلك تفادي أغلب المضاعفات والأخطاء البشرية وذلك من خلال وضع الأسس العلمية السليمة المجربة خلال سنوات عديدة. ومن أتبعها يكون قد استفاد من تجارب الغير وقلل الكثير من المشاكل الصحية وأدى خدمة صحية سليمة معافاة. وإدراك المؤسسات الصحية لخطورة هذا الأمر جعلها تسعى لتطبيق معايير الجودة واللجوء لمختلف البرامج الموجودة لتطبيقها على الواقع في كل التفاصيل وأصبح الناس بوعيهم الصحي يعرفون من هو المؤهل الأمن من الآخر الذي لايتبع الأسس الصحية السليمة. وهذا اعتقد مادفع المسؤولين إلى جعل تطبيق معايير الجودة إجباريا على كل المؤسسات الصحية وعلى الجميع اتباعها.
جمعة خياط
ويؤكد المشرف على برنامج خدمة المجتمع بمستشفى علوي تونسي بمكة المكرمة جمعه الخياط اننا نحتاج فعلا ان نقرع ناقوس الخطر فهناك اسبابا رئيسية للأخطاء الطبية التي يتورط فيها الأطباء ويدفع ثمنها المرضى ومنها تدني المستوى التعليمي عند كثير من الأطباء، وتجاهل التدريب لحديثي التخرج منهم، وأيضا توقف التعليم الطبي المستمر للطبيب، وجهل الطبيب وافتقاده للكفاءة والخبرة اللازمة للتعامل مع الحالة وتشخيصها أو اجراء العملية الجراحية المطلوبة، كما أن هناك بعض الأخطاء المهنية الناتجة عن اهمال وتكاسل الطبيب، كما تابعنا عددا من قضايا الاخطاء الطبية التي وقعت لفنانة مشهورة في الشقيقة مصر وايضا الخطأ الطبي الذي أودى بحياة طبيب أسنان سعودي مؤخرا في المملكة وتناولتها وسائل الإعلام بشكل كبير.
ويورد جمعة الخياط بعض التوصيات لكبح جماح تلك الأخطاء الطبية من خلال هدف وهو الاهتمام بتطبيق المعايير العالمية لمفاهيم السلامة والصحة المهنية في منشآتنا الطبية وخفض الاصابة بالاعاقة وتخفيض نسبة الموصى بها عالميا ويمكن الوصول لذلك كما قلنا من خلال اعادة النظر في اجراءات السلامة الطبية بتطبيق المعايير العالمية لمفاهيم السلامة والصحة المهنية.
ويشير الخياط الى انه يمكن الحد من معدلات الخطأ اذا صممت انظمة تساعد على توقع أماكن حدوث الخطأ وتلافيه، واجراء مزيد من التدريب للأطباء والتمريض والفنيين للتقليل من اخطائهم، ويمكن جعل الأخطاء الطبية غالية بوضع ضغط كاف لجعلها مكلفة جدا على المستشفيات ومراكز العلاج الطبية الحكومية والخاصة.
ويستطرد على الرغم مما نسمعه عن ظاهرة الاخطاء الطبية في المملكة إلا أنني لم أراها ظاهرة حتى الآن في المملكة والحمد لله فأكثر من ثلاثين ألف شخص يتوفون سنويا بسبب اخطاء طبية في بريطانيا وايضا اكثر من مائة ألف حالة وفاة تسجل سنويا بسبب الاخطاء الطبية في امريكا، لذا أرى ان اهتمام الناس بالمضاعفات والاخطاء الطبية بالمملكة ما هي إلا دليل وعي من المواطن والمقيم وله ايجابياته على الأداء العام. وبالتأكيد هذا من ايجابيات تطبيق الجودة النوعية في مستشفياتنا ومراكزنا الطبية الحكومية والخاصة والتي بدأ العمل فيها منذ حوالى خمس سنوات ماضية.
استشاري باطني
من جهته يشير الدكتور محمود شعبان استشاري الباطنية بمستشفى علوي تونسي بمكة المكرمة ان الطبيب يجب ان يبلغ المريض مسبقا بالآثار الجانبية للدواء وان وصف الطبيب جرعة دوائية اكبر مما يتطلب للمريض تعد خطأ طبيا يستدعي محاسبته، كما ان للدواء مضاعفات كثيرة قد تحدث حتى في حدود الجرعات العادية، ولكنه مضطر في بعض الحالات على سبيل المثال كالسرطان الى اعطاء جرعات كبيرة جدا كمسكنات للآلام، وكذلك يضطر الطبيب لاعطاء سيدة تعاني من قيء مستمر دواء قد يرفع هرمون البرولاكتين في الدم فتصاب بعد ذلك بتغير في هرمونات الغدة اللبنية، ومخفضات ضغط الدم قد تضعف القدرة الجنسية، وكل المستحضرات التي تحوي هرمونات الاستروجين وتعطي للسيدات بعد انقطاع الطمث قد تؤدي لاصابة السيدات بسرطان الرحم والثدي. وهذا ما يتطلب من الطبيب المعالج اليقظة والمعرفة التامة بالأعراض الجانبية للأدوية ومناقشتها مع المريض والوصول الى خطة علاجية مشتركة لتساعد على سرعة الشفاء بمشيئة الله وتقبل المريض لها واستعداده للتجاوب مع العلاج حتى تنتهي فترة العلاج وذلك بسبب معرفة المريض بالخطة العلاجية الكاملة حتى الوصول الى الشفاء الكامل بإذن الله.
محمود قريش
من زاوية أخرى ينظر الكاتب محمود قريش الى الاخطاء الطبية على انها اصبحت مادة خصبة للإعلاميين لتحقيق سبق صحفي عن طريق الاثارة والتهويل دون مراعاة ان ما ينشر يتحول للرأي العام، وقد يتسبب في فقد الثقة في قطاع يقدم بخدمات جليلة لملايين البشر وهو القطاع الطبي الذي أرى انه بخير وفي تقدم مستمر وخير دليل ما نعايشه من عمليات وجراحات ناجحة تنفرد بها المملكة وخصوصا فصل التوائم، ويرى قريش ضرورة تعامل الصحافة بمصداقية مع اخبار الاخطاء الطبية وان تستوفي جميع وجهات النظر وليس اهل المريض فقط. اضافة الى الحد من النشر للقضايا الطبية طالما انها قيد التحقيق حتى لا يكون هناك تأثير للنشر على مسار القضية. وقال ان المتابع يرى ان في غالبية قضايا الاخطاء الطبية يتم تبرئة ساحة الطبيب او المنشأة الصحية من تهمة التقصير او الخطأ.
ويتساءل: في هذه من يعطي الطبيب او الطاقم الصحي حقوقه، ومن يعيد للمنشأة سمعتها؟
طب النساء
وتقول طبيبة النساء والولادة بمستشفى علوي تونسي الدكتورة اكيركي عبده ان الاخطاء الطبية في المملكة واقع لا يمكن نفيه كما هو الحال في مختلف بلدان العالم ولكن يجب ان يعلم المواطن المريض وذويه ان هناك فرقا بين الخطأ الطبي وحدوث مضاعفات ناتجة عن المرض او عن العلاج وشتان بين الاثنين. فالفرق بين الخطأ الطبي وبين مضاعفات المرض هو اتخاذ القواعد الطبية اللازمة من قبل الطبيب أي انه قام بالعمل الصحيح التي تتفق عليه الاعراف الطبية لكن حدثت مضاعفات للمريض من علاج ما او تدخل جراحي لا يُلام عليه الطبيب عندما يحدث لأنه أدى دورة كامل المطلوب منه دون تقصير.
وتضيف دكتورة عبده في الآونة الأخيرة شهدت فعلا اخطاء طبية قاتلة من الاطباء في كل انحاء العالم وليس في المملكة فقط حتى في اكبر المعاهد والمراكز الطبية في امريكا واوروبا الامر الذي يطرح بصورة ملحة قضية المسؤولية عن تلك الاخطاء التي تودي بحياة المرض ومن يتحملها؟ وقبل كل ذلك لنرى الاسباب التي أدت الى تفاقم هذه الظاهرة بشكل لافت للنظر ومن وجهة نظري ان هناك اسبابا رئيسية للأخطاء التي يتورط فيها الاطباء ويدفع ثمنها المرضى وهي الاخطاء ذات علاقة بالأدوية والعلاجات كاعطاء جرعة خاطئة أو صرف علاج منتهي الصلاحية، وأيضا اخطاء متعلقة بالتداخلات الطبية التشخيصية او العلاجية، واخطاء تنتج عن معطيات نتائج مختبر قد تكون خاطئة. ومن الاجراءات التصحيحية لمحاولة التخفيف من حدوث الاخطاء الطبية ينصح بوجود سياسات واجراءات عمل واضحة، مع سهولة الوصول إليها والتأكيد على ضرورة التمشي مع هذه السياسات والاجراءات التي تكمن بها لب المشكلة في حالة عدم الالتزام بها. داعيا الى ان تكون العقوبات بناءة وليست هدامة بحيث لا تفقد الثقة بالكادر الطبي وحتى لا يستمر العاملون في العمل تحت تأثير الضغط النفسي الذي يضاعف من فرصة زيادة الاخطاء.
إدارة التمريض
وتنفي بشدة زكية عبدالكريم حبش مساعدة مديرة التمريض بصحة مكة المكرمة نفياً قاطعاً وقوع اخطاء تمريضية نظرا لوجود (Incidence Reports) تقارير الحوادث السنوية من مدراء الخدمات التمريضية بالمستشفيات وذلك نتيجة تطبيقهم برامج معايير الجودة الشاملة في العناية التمريضية المقدمة للمرضى وذلك بتحقيقها كتابة وتنفيذها عملياً. ومع ذلك تدعو حبش بضرورة تشجيع التمريض وبالاخص الممرضين للارتقاء بمهنى التمريض عن طريق فتح مجال تعليمي عالي لهم للحصول على درجة البكالوريوس في المملكة لا من خارجها كما هو الحال مع الممرضات مع العلم ان الكوادر التمريضية السعودية بنوعيها الممرضين والممرضات في السنوات الاخيرة اصبحت تشكل اكثر من 50% من مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الاولية بمكة وهما على درجة جيدة من الكفاءة العلمية والعملية من حاملات البكالوريوس ودبلوم الكليات الصحية الذين يسعون لمواصلة دراستهم ومواكبة التطور العلمي تمشيا مع برامج الجودة الشاملة.
استشاري مختبرات
ويعتبر استشاري المختبرات الطبية الدكتور طارق ابوشوشة بمكة المكرمة قسم المختبرات الطبية بالمستشفيات من الاقسام الحيوية ذات المسؤولية الكبيرة والمتشعبة حيث انه يتعامل مع جميع الاقسام بالمستشفى من الطواريء حتى العناية المركزة مرورا بأقسام الجراحة والباطنية والنساء والتوليد والاطفال وغيرها كما انه يتعامل مع المرضى والمراجعين بالعيادات الخارجية بصورة مباشرة ولهذه الاسباب فان قسم المختبر يتداخل في عمل كل هذه الاقسام سواء في مرحلة التشخيص الاولى للمرض او متابعة العلاج وكغيره من الاقسام الطبية فانه معرض لحدوث بعض الاخطاء الطبية والتي تختلف اسبابها والنتائج المترتبة عليها.
ويضيف ابوشوشة انه يمكن اجمال اهم الاخطاء التي تحدث في المختبر في النقاط التالية:
1 - اخطاء في حالة المريض المراد التحليل له كأن يكون المرض مفطرا والتحليل يتطلب الصيام او يكون صائما لعدد من الساعات اقل او اكثر مما يجب او يتطلب التحليل الامتناع عن تناول بعض الوجبات في الفترة التي تسبق التحليل... الخ.
2 - اخطاء في العينة المراد تحليلها كأن يتم أخذ العينة الوريدي او انبوب التغذية بالمحاليل وليس من الوريد نفسه، او يتم اخذ العينة في النبوبة الخطأ فمثلا تخحاليل كيمياء الدم معظمها على عينة الدم المجلطة بينما صورة الدم وسرعة الترسب مثلا لا تتم الا على عينة دم غير مجلطة.. وهكذا
3 - أخطاء في توصيل العينات للمختبر مثل استبدال عينة مريض بعينة مريض آخر وعدم كفاية البيانات على العينة او على طلب الفحص المرفق او تعرض العينة لحرارة او برودة أكثر من المسموح به أو تأخر وصول العينة للمختبر وهذه النقطة الخيرة تكون في غاية الخطورة في بعض التحاليل مثل غازات الدم.
4 - اخطاء داخل المختبر مثل عدم كفاءة الاجهزة او عدم اجراء المعايرة الدورية عليها او ادخال العينة الخطأ.
5 - اخطاء اثماء كتابة وطباعة النتائج على الكمبيوتر.
ويعتبر الدكتور ابوشوشة النقاط السالفة الذكر اهم اسباب حدوث الخطأ في نتائج تحاليل المرضى وان كانت كلها تقريبا من الممكن تلافيها باتباع نظم مراقبة الظروف المناسبة له حتى يتمكن من التركيز والاتقان في عمله.
اخيرا فان التواصل بين اطباء المختبر والاطباء المعالجين للمرضى يعتبر من الطرق ذات الاهمية الكبرى في سرعة اكتشاف اخطاء نتائج التحاليل الطبية وبيان أسبابها وعلاجها قبل ان يصاب المريض بأي ضرر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.