شهدت ولاية شمال كردفان السودانية تصعيداً ميدانياً جديداً بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على منطقة الدانكوج، حيث وصلت نحو 200 آلية وسيارة قتالية تابعة لقوات الدعم السريع إلى مناطق المِرِخ وكجمر وحمرة الوز وحمرة الشيخ. وأوضحت مصادر ميدانية أن القوات جاءت معززة بمنظومات دفاعية وأسلحة متنوعة لتعزيز حضورها في شمال غربي الولاية. وأدى التحشيد العسكري إلى حالة من القلق بين السكان المحليين، حيث بدأ أهالي بعض القرى في إجلاء عائلاتهم خوفاً من تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية. وجاء هذا التحرك بعد هجوم قوات الدعم السريع على منطقتي الدانكوج وأم سوط شمال مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، في حين استهدفت مسيرات الجيش مواقع الدعم السريع للحد من تحركات عناصرها. كما سجلت الفترة الماضية تقدم قوات الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان، حيث تحاصر قواتها وحليفتها الحركة الشعبية لتحرير السودان (تيار عبد العزيز الحلو) أغلب مدن الولاية، بما في ذلك العاصمة كادوقلي ومدينة الدلنج. يأتي التمدد العسكري لقوات الدعم السريع شرقاً في إقليم كردفان الغني بالنفط بعد سيطرتها على مدينة الفاشر في دارفور أواخر أكتوبر الماضي، ما يعزز موقعها الاستراتيجي في المناطق الزراعية وتربية الماشية، ويتيح لها صلة وصل لوجستية بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش شمالاً وشرقاً ووسطاً ودارفور غرباً. على الصعيد السياسي، قدم رئيس الحكومة السودانية كامل إدريس هذا الأسبوع لمجلس الأمن الدولي "مبادرة السودان للسلام"، التي تنص على انسحاب قوات الدعم السريع من كافة المناطق التي تحتلها، بالتزامن مع وقف إطلاق النار تحت رقابة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. وتشمل المبادرة أيضاً حواراً وطنياً للاتفاق على كيفية حكم البلاد، ومن ثم الانتقال إلى انتخابات حرة مباشرة مراقبة دولياً. وثمّن رئيس الحكومة جهود كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ومبعوثه مسعد بولس، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في دعم مساعي إنهاء النزاع، مشيراً إلى أن الدبلوماسية الدولية عادت لتتحرك بعد توقف سابق ضمن جهود "الرباعية الدولية" التي تضم الولاياتالمتحدة ومصر والسعودية والإمارات.