تصاعدت الاشتباكات في قطاع غزة أمس (الأربعاء)، مع مقتل فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، حسب ما أفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا). ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن "جيش الاحتلال شن فجر الأربعاء غارات جوية على مناطق شرقي القطاع، وسط إطلاق نار مكثف من الدبابات". وشهدت مناطق شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع قصفاً مدفعياً، بالإضافة إلى إطلاق نار من مروحيات ودبابات إسرائيلية، فيما تم تدمير مبانٍ سكنية في حي التفاح شرقي غزة بالتزامن مع الغارات الجوية. وأسفر القصف الإسرائيلي الثلاثاء عن مقتل 7 فلسطينيين في مناطق مختلفة من القطاع، في إطار حملة متفرقة تستهدف مواقع عسكرية ومناطق متنازع عليها، ما أدى إلى زيادة التوتر والقلق بين السكان المدنيين. في الوقت نفسه، ناشد هاني إسليم، منسق عمليات الإجلاء الطبي من غزة لمنظمة "أطباء بلا حدود"، الدول فتح أبوابها أمام عشرات الآلاف من سكان القطاع المحتاجين بشدة للعلاج الطبي، محذراً من وفاة المئات أثناء انتظارهم. وقال إسليم، في مقابلة الثلاثاء، إن الأعداد التي استقبلتها الدول حتى الآن "لا تشكل سوى قطرة في محيط" الحاجة الفعلية. ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، تم إجلاء أكثر من 8 آلاف مريض منذ اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، بينما يحتاج أكثر من 16,500 مريض إلى العلاج خارج القطاع. وأوضح إسليم أن الرقم الفعلي قد يكون ثلاثة إلى أربعة أضعاف هذا العدد، مؤكداً أن الأطفال الذين رافقهم مؤخراً إلى سويسرا لتلقي العلاج كانوا في حالات صحية حرجة، من بينهم مصابون بأمراض قلب خلقية وسرطان، وبعضهم بحاجة إلى جراحات معقدة للعظام. وأشار إسليم إلى أن توقف أو تباطؤ عمليات الإجلاء الطبي منذ إغلاق معبر رفح إلى مصر في مايو 2024 أدى إلى انخفاض المتوسط الشهري للإجلاءات من حوالي 1,500 مريض إلى نحو 70 مريضاً. وقال إن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي لم يسرّع من وتيرة الإجلاء، مؤكداً أن نسبة رفض السلطات الإسرائيلية لطلبات الإجلاء انخفضت من 90% إلى 5%، لكنها لا تزال مرتفعة للغاية. وأضاف أن الإجراءات الطويلة والمسيّسة التي تتبعها الدول لقبول المرضى تؤدي إلى تأخير إنقاذ أرواح المواطنين، مشيراً إلى وفاة أكثر من 900 شخص أثناء انتظارهم الإجلاء منذ أكتوبر 2023، وهو رقم أقل من العدد الفعلي. كما لفت إلى أن 99.9% من الدول تركز على استقبال الأطفال، متجاهلة البالغين الذين يحتاجون إلى العلاج، كما تُفرض معايير إضافية تمنع استقبال المرضى المصحوبين بأفراد عائلاتهم، خاصة من تزيد أعمارهم عن 18 عاماً. واختتم إسليم حديثه بدعوة صريحة للدول إلى "التوقف عن إجراء الاختيارات كأنها قائمة تسوق"، والتركيز فقط على الحاجات الطبية الملحة لإنقاذ الأرواح، مشدداً على ضرورة التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة بمسؤولية عاجلة قبل فوات الأوان.