تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة على مدينة غزة، وسط موجة نزوح غير مسبوقة لسكانها، حيث دمرت غارة جوية جديدة، أمس (السبت)، برج النور السكني جنوب غربي المدينة، قرب وزارة التربية والتعليم في حي تل الهوا، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام. وقال الجيش الإسرائيلي، من خلال المتحدث باسم قواته أفيخاي أدرعي: إن البرج استُهدف لوجود "بنى تحتية إرهابية" تابعة لحركة حماس داخله أو بالقرب منه، ودعا السكان إلى الإخلاء الفوري والتوجه نحو المنطقة الإنسانية في المواصي جنوب القطاع، مؤكداً أن الهجمات ستستمر لتقليل التهديد الذي تشكله قوات حماس. ويأتي تدمير برج النور ضمن سلسلة هجمات استهدفت عدة أبراج سكنية وتجارية، منها برج السوسي، برج مشتهى وبرجا الرؤيا، في إطار استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى السيطرة على المدينة، التي تُعد آخر معاقل حماس في القطاع. وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي، فقد نزح أكثر من 250 ألف شخص من المدينة إلى مناطق أخرى منذ تكثيف الهجمات، فيما تشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن نحو مليون شخص كانوا يعيشون في المدينة ومحيطها قبل هذه العمليات. ومع استمرار القصف، يتجه غالبية النازحين نحو جنوب القطاع، وسط ظروف إنسانية صعبة ونقص حاد في الغذاء والمياه والمأوى. وأعلنت الأممالمتحدة أن السكان لم يعد أمامهم سوى الاختيار بين المغادرة أو الموت، فيما وصفت متحدثة مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أولغا تشيريفكو الوضع بأنه"حكم بالإعدام على غزة"، مطالبة بوقف العنف فوراً وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق القطاع، بما في ذلك المناطق الشمالية. في الوقت نفسه، شنت طائرات إسرائيلية غارات عنيفة على دير البلح وسط غزة وشمال غرب المدينة، إضافة إلى قصف مدفعي متواصل على المناطق الجنوبية، بما فيها منطقة المواصي التي تشهد ازدحاماً شديداً للنازحين، ما يفاقم من المخاطر على المدنيين. كما دمرت إسرائيل ثلاث مدارس تابعة لأونروا في مخيم الشاطئ غرب غزة.