لتعزيز مكانة الثقافة كقوة دبلوماسية واقتصادية، تبنت مملكتنا الفتية إستراتيجيات؛ تشمل الدبلوماسية الثقافية عبر التبادل الفني والأدبي والعلمي، ودعم الاستثمار في القطاع الثقافي لخلق فرص عمل وزيادة العوائد الاقتصادية، والاستفادة من التراث الوطني في الترويج للسياحة والمكانة الدولية، بالإضافة إلى الاستفادة من القوة الناعمة الرقمية لخلق تفاهم بين الشعوب وتعزيز المصالح الوطنية والدولية، وكان للمملكة السبق في هذا المجال، والعالم كله يرصد إنجازات ورؤى قائدنا الملهم وأيقونة المجد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورسمه ملامح مستقبل الاستثمار الثقافي عالميًا عبر مؤتمر الاستثمار الثقافي الأول، الذي يهدف إلى تحويل الثقافة إلى أصل اقتصادي استثماري، ويعزز نمو الاقتصاد الإبداعي السعودي؛ حيث تشهد الرياض نهاية هذا الشهر انعقاد النسخة الأولى في مركز الملك فهد الثقافي برعاية كريمة من لدن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وبانطلاقه من الرياض، يتحول مؤتمر الاستثمار الثقافي إلى منصة مرجعية لصياغة مستقبل الاستثمار الثقافي عالميًا، حيث لا تُناقش الأفكار فحسب، بل تُطلق شراكات واتفاقيات عملية، تُعزز مكانة المملكة وتفتح طريقًا أمام العالم نحو اقتصاد ثقافي أكثر حيوية وابتكارًا واستدامة، وتُعَدُّ القوة الناعمة إحدى أدوات التأثير والإقناع، وصنع صورة إيجابية وجاذبة من خلال الأدوات الثقافية ونشر القيم، ويتم ذلك غالباً بواسطة الفنون على اختلاف أشكالها، والأنشطة الرياضية المتنوعة، والمنتجات الثقافية بصورها المتعددة … وتأتي أهمية القوة الناعمة بتوجه كثير من الدول والمنظمات لاستخدامها لقدرتها على التأثير الإيجابي ، وصنع الولاء من دون استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية، ويلاحظ ذلك عند استخدام الفنون كأداة للدبلوماسية لتعزيز العلاقات الدولية، حيث تشتمل الدبلوماسية الثقافية على التبادل الثقافي للعروض الفنية والأنشطة الثقافية المختلفة، وتتقدم المملكة لتقود هذا التحول العالمي، مستندة إلى رؤية 2030 التي وضعت الثقافة في قلب التنمية، فالمملكة تهدف إلى رفع مساهمة القطاع الثقافي إلى 3 % من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العقد أي ما يعادل (48) مليار دولار، فمن خلال مبادرات مثل صندوق التنمية الثقافية، واستضافة فعاليات كبرى، تتحول المملكة إلى منصة تجريبية ديناميكية لنماذج التمويل المبتكرة، ومركز إقليمي لرأس المال الثقافي يربط بين المستثمرين والقطاعين العام والخاص، كما يسعى المؤتمر إلى إحياء الاستثمار الثقافي كأحد أكثر أشكال الاستثمار تأثيرًا، لتعود الثقافة كقوة اقتصادية تدر عوائد مباشرة، وتفتح فرص عمل ، وتعزز السياحة. إن هذا المؤتمر الهام يأتي بوصفه منصة عالمية لإعادة تعريف الثقافة كأصل اقتصادي واستثماري، ويوفر عوائد قابلة للقياس، ويعزز من مرونة المجتمعات، ويؤسس لمسار جديد من النمو العالمي المستدام.