تسود أجواء مشحونة الأراضي الفلسطينية مع تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق، قبل ساعات من اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) في القدس، لبحث الخطوات المقبلة بشأن قطاع غزة، فقد صعّد الجيش الإسرائيلي قصفه على مدينة غزة منذ فجر أمس (الثلاثاء)، حيث استهدفت طائرات وآليات مسيّرة أحياء سكنية في حي الزيتون وحي الصبرة، ما أدى إلى تدمير مبانٍ بالكامل. وأفادت مصادر طبية بسقوط أكثر من 40 قتيلاً فلسطينياً، فيما قُتل ما لا يقل عن 100 شخص خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة جراء الغارات الإسرائيلية. وعلى الجانب الآخر من الحدود، رُصدت تعزيزات عسكرية إسرائيلية ضخمة، من بينها عشرات الدبابات التي احتشدت استعداداً لعملية برية محتملة. وناقش اجتماع الكابينت خطط "السيطرة على مدينة غزة"، إضافة إلى مستقبل المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس. في الأثناء، دعا منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين إلى احتجاجات متزامنة مع اجتماع الكابينت، للمطالبة بإعطاء أولوية لملف أبنائهم. وعلى صعيد متصل، طالبت الأممالمتحدة إسرائيل بإجراء تحقيق "جدي وشفاف" في حادثة قصف مستشفى ناصر الطبي في غزة، التي أسفرت عن مقتل 20 شخصاً، بينهم 5 صحافيين. وأكد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن التحقيقات السابقة في حوادث مشابهة "لم تفضِ إلى أي محاسبة"، مشدداً على ضرورة إحقاق العدالة. ووفق وزارة الصحة في غزة، فإن حصيلة الحرب المستمرة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 بلغت حتى الآن 62,744 قتيلاً فلسطينياً، غالبيتهم من المدنيين. أما في الجانب الإسرائيلي، فقد أوقع هجوم حماس في بدايته 1219 قتيلاً بحسب بيانات رسمية. بالتوازي مع التصعيد في غزة، شهدت مدينة رام الله بالضفة الغربية عملية عسكرية إسرائيلية وُصفت بأنها "حاسمة وغير اعتيادية"، استمرت نحو ثلاث أمس. واقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، مدعومة بآليات ثقيلة وقناصة تمركزوا على أسطح المباني، وسط المدينة، وداهمت عدداً من مكاتب الصرافة والبنوك. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن العملية استهدفت شركة صرافة بدعوى تعاونها مع حماس، فيما أعلن الجيش اعتقال خمسة أشخاص ومصادرة مبالغ مالية. وخلال المواجهات التي اندلعت مع الشبان الفلسطينيين، أصيب 58 شخصاً بالرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع، بينهم طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني الذي أكد أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى بعض المصابين. كما أفادت مصادر محلية بإصابة ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي قرب سوق الخضار وسط رام الله، فيما تعرضت مركبة صحافية لإطلاق نار مطاطي ألحق بها أضراراً.