تُعدّ مشكلة نقص مواقف السيارات، من أبرز التحدّيات الحضرية التي تعاني منها المدن الحديثة، خاصة في الأحياء السكنية التي تشهد نموًا عمرانيًا متسارعًا، وتزايدًا في أعداد السكان والمركبات الخاصة. هذه المشكلة تؤثر سلبًا على جودة الحياة اليومية للسكان، حيث يضطر الكثيرون إلى قضاء وقت طويل في البحث عن مواقف، أو الوقوف بشكل عشوائي، ما يؤدي إلى ازدحام مروري، وعرقلة حركة السير، وارتفاع المخالفات المرورية. في المقابل، اعتمدت العديد من الدول الأوروبية تقنيات حديثة لمعالجة هذه المشكلة، من بينها أنظمة ذكية تُظهر للسائقين المواقف المتاحة مسبقًا، مما يقلِّل من الوقت الضائع ويُحسن استغلال المساحات. هذا التوجه يعكس أهمية التخطيط المسبق والتكامل بين الجهات المعنية. ولمواجهة هذه المشكلة على المستوى المحلي، يجب تبنّي حلول شاملة ومستدامة بالتعاون بين الجهات الحكومية والمطورين العقاريين والمجتمع. ومن أبرز الحلول المقترحة: -إنشاء مواقف متعددة الطوابق داخل الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، خاصة في المشاريع السكنية الحديثة. إستغلال المساحات العامة مثل الشوارع الواسعة، والساحات المفتوحة، والأراضي غير المستغلة وتحويلها إلى مواقف نظامية. -التخطيط العمراني الذكي من خلال إلزام المطورين العقاريين بتضمين عدد كافٍ من المواقف في تصاميم المباني الجديدة بما يتناسب مع عدد الوحدات السكنية. -التعاون المبكر بين المطورين ووزارة الشؤون البلدية والقروية لتوحيد الرؤية والتوجيهات المتعلقة بالبنية التحتية للمواقف. -تطوير تطبيقات ذكية تساعد السكان والزوار على معرفة المواقف المتاحة في الوقت الفعلي. -إعادة النظر في قيمة المخالفات المرورية، بحيث يتم تخفيض رسوم الوقوف الخاطئ من 300 ريال إلى 100 ريال، ممَّا يخفِّف العبء المالي على المواطنين مع الحفاظ على الانضباط. إن حل مشكلة نقص المواقف، لايتحقق بحلول جزئية، بل يتطلب رؤية استراتيجية طويلة الأجل، وتكاملًا بين الجهات المختلفة، وتشجيعًا لتبنِّي أساليب مبتكرة في التخطيط والإدارة، بما يحقِّق بيئة سكنية مريحة وآمنة لجميع أفراد المجتمع.