يرى العاملون في طب الأعشاب أن تسمية أسلوبهم في الطب هو: " الطب الأصيل " بدلاً من التسمية الرائجة " الطب البديل " وفي هذا القول بعض الصحة لاسيما أن صناعة الدواء تقف ضد كثير من المحاولات والتجارب القديمة التي أثبتت فعاليتها ولكن توثيق الحالات و تاكيدها علمياً ، لا زال في حاجة الى العمل الجادّ والبحث العلمي الدقيق والتوثيق. بين يدي كتاب – أسرار طب الاعشاب وتاثير الغذاء في تكوين الأمراض والوقاية من الأمراض المستعصية – ، صدر في 2009 م من تأليف ياسين بن ساعد بن عمرو الجحدلي وهو من أسرة سكنت الرويس و امتهنت من قديم العلاج الشعبي وطب الأعشاب وقدموا الكثير من الخدمات لأسر الرويس خاصة وجدة عامة. يرى المؤلف في مقدمة الكتاب أن الطب البديل أشاع الأمل بين كثير من الناس لإيجاد علاج لكثير من الأمراض المستعصية التي وقف الطب الحديث عاجزاً عن إيجاد علاج جذري لها. ومن غير المعقول أن نستبعد تجارب طبية ناجحة قام بها حكماء أفاضل طيلة مئات السنين لوجود بعض الجهلة الذين دخلوا مجال الطب أو لوجود بعض الخرافات التي دخلت مجال طب الأعشاب. جاء الكتاب في ثلاثمائة صفحة من القطع المتوسط تتناول كثيراً من المسائل الطبية الهامة للأسرة وكافة أفرادها أطفالاً ورجالاً ونساءً في مجالات عدة منها أمراض الجلد والشعر والمعدة والكلى والسمنة والهزال وسلس البول. كما يقدم الكاتب الكثير من النصائح الوقائية للأصحاء في طريقة الأكل والشرب والإستحمام والرياضة والنوم ، معتمداً في ذلك على الوصايا النبوية والوصايا الطبية كما يؤكد على فضل الدعاء والذكر ، موضحاً آيات الشفاء ، ومفسراً لبعض المصطلحات الطبية . و يتوقف الكاتب عند كثير من الحالات المرضية الشائعة مثل الحميات ويقسمها إلى أنواع ثلاثة ويضع لها العلاج فإذا كانت بسبب التعرُّض للشمس مثلاً، فيجب الإغتسال بماء بارد ويوضع على رأس المريض دهن البنفسج . وإن كانت الحمى عن برودة ، فإن جوزة الطيب ، لها خاصية سحب البرودة من داخل العظام يسفها المصاب مع العسل ويكرّرها ليومين. ولكن إذا كانت الحمى نتيجة تعفن في الدم من البلغم أو الصفراء أو السوداء ،فيجب تدبير ذلك بالأدوية المناسبة حسب قول المؤلف. وختاماً نقف مع الكتاب عند حديثه عن المعدة والتي هي بيت الداء كما جاء في الحديث الشريف . وعندما يعدّد ما يضر بالمعدة، نجد القائمة تصل إلى الإحدى عشر سبباً ، منها كثرة الأكل ،وكثرة الزيوت في الطعام وخاصةً السمسم ،وإدخال الطعام على الطعام ،والإكثار من شرب اللبن والجوع المفرط . وينصح الكتاب بممارسة الرياضة والإبتعاد عمّا يولد البلغم مثل اللبن والخيار وتناول الزنجبيل والزعتر، وأخيراً التعرُّض للشمس تدريجياً وخاصةً عند الصباح وعند الأصيل.
